يسألنا البعض عن رأينا في اجتماعات لشخصيات
معارضة ونصف معارضة ومثقفين وغير مثقفين تعقد في عواصم العالم المختلفة. وتنظمها مؤسسات مختلفه - شي منها بروس وشي منها
بلا روس - وانا شخصيا لا أجدد غضاضة أن
يذهب هؤلاء ليفعلوا ما يريدونه، فلا المال
الضائع عليها من مال السوريين ولا الوقت وقتهم.
فطموحي الأكبر أنه لعل وعسى أن يتعلم هؤلاء الحوار مع بعض دون أن يبدأ ضرب
البوكسات بينهم.
ولكن أن آمل أن يصدر من هذه الإجتماعات خيرا
أكبر فهذه قضية أصعب ، فمن جهة أولى كي
تنجح هذه الاجتماعت في تحقيق التقدم للثورة السورية تحتاج من يملك الجرأة على
الخروج عن المألوف، وتوصيف القضية كما هي
وكما يحقق مصلحة للثورة. ولكن ثوب العيرة لا
يدفي وإن دفى لا يدوم. فهم يحتاجون من
المجتمعين شجاعة قوية تنير لهم دربهم ورؤاهم حول الثورة، المشكلة أنني لا اثق بمن يذهب بأن لديه هذه
الشجاعة فيتخذ الموقف الصح ولو كان مُرا للمُضيف.
ومن جهة أخرى: سيجد المشاركين الجهد الأكبر يضيع
في عملية التوفيق بين مصلحة الثورة (افترض حسن النية بالجميع) وبين مصلحة من دعى
للإجتماع وموله. وإن صحت نية الداعين وممولي الإجتماع تجاه الثورة السورية، فهذا لا يكفي، فعملية التوفيق هذه تحتاج للكثير
من الخبرة، وفي غياب هذه الخبرة كثيرا ما يدفع
الثمن من رأس الثورة.
لذلك قبل أسابيع كتبنا حول العلاقات مع
الإدارة الأمريكية:
يخلط
الكثيرون بين أن تكون في موقع يوصل صوت الثورة للإدارة الأمريكية ويحاول ترشيد رؤاها
عن الثورة دفعا للمفسدة وجلبا للمصلحة، وبين أن تسعى لموقع من الإدارة الأمريكية لتنفيذ
رغباتها في المنطقة. بكل أسف القلة القليلة من يدرك الفرق بين الموقعين، وأغلب العائمين
على سطح مستنقع المعارضة السورية لا يرى إلا الموقع الثاني. وبالتالي نجده يعتبر وسيلة
التنفيذ الوحيدة التي يملكها هو مزيدا من الطاعة والمتابعة للرغبات.
من تجربتي المتواضعة الموقع الأول يجعلك أداة
للثورة فيفرض الإحترام على الآخر ويحولك لناصح على المدى الطويل ولو أسمعتهم ما لم
يحبون. أما الموقع الثاني فيحول من يتبوءه لعميل يستغنى عنه ويذمم من جميع الأطراف.
فعندما يقام مؤتمرا في بلاد الواق الواق
علينا أن نسأل هل في الحضور من هو في الموقع الآول أم في الموقع الثاني!
No comments:
Post a Comment