Tuesday, October 13, 2015

قيام ليل أم تهجد ؟


كلما تبحر عميقا في الأراضي السورية وتقترب من خطوط الاشتباك الحقيقية مع النظام كلما يغيب صوت التعارض بين المجاهدين ويرتفع صوت التآزر بينهم؛ حتى وكأن ماتراه على الفيس بوك يتكلم عن المريخ.  تشعر براحة عميقة ويصبح كل ما حولك في تناغم، حتى وأنت تحت القصف تملك هدوء وسكينة وكأنك تطفو على ظهر وسادة هوائية على سطح بحيرة شبيهة بتلك التي اعتدنا أن نراها على علب الشكلاته التي كانت والدتي رحمها الله تشتريها فقط من أجل قريب أو صديق مريض. 
في قمة هذه السكينة يحضر إلى المهجع رجل جديد.  وتسيطر الأحاديث الخلافية في الفصيل الفلاني والفصيل العلاني، ويبدأ التشنج يعكر صفو الجميع.  في الصباح عرض الـ"جديد" على الشباب مساعدتهم بعدة رشقات من صواريخ يملكها. لتصبح غطاء ناريا ريثما ينتقلوا إلى موقع أكثر أمنا وأكثر سيطرة على مواقع العدو.  أعجبت الفكرة الشباب، ولكن الجديد طلب 800 ألف ليرة سورية والتسليم قبل القذف.

* ولك من وين بدنا نجبلك ياهم ونحن علقانين هون؟  أجابهم: لا أعرف والله هدول أمانه لا أملك غيرهم.  

غاب الجديد قائلا فكروا حتى مساء الغد؟ عشرات الاتصالات طوال الليلة والنهار وتم التسليم على أن يبدأ القصف مع صلاة الصبح.  توضأ الشباب وصلوا قيام ليل ثم تلاها صلاة الصبح وبدأ القصف.  وعوضا عن الهروب للموقع المحدد قرروا مهاجمة الموقع المعادي تحت القصف. وطوال الطريق كان الهجوم يتم خلال النقاش هل الصلاة كانت قيام ليل أم تهجد بما أنهم لم يناموا ليلتها؟ توقف القذف ثم أشرقت الشمس بعد أن طُهّر الموقع بالكامل من جنود الطاغوت وزبانية حزب اللاة وأخليت جثثهم من الموقع.  
مع طعام الفطور الذي طغى عليه جبنة Rockefeller  روكفولر الحموية (شنجليش) وكاسة الشاي مصنوع بقصعة من أنفال الجيش السوري. وعادت السكينة من جديد  تطغوا على الجميع وعدتُ أطفوا على سطح علبة الشكلاته التي كانت أمي تشتريها. ولم نر الرجل الجديد بعدها.  

وأقم_الصلاة  
          

Wednesday, October 07, 2015

روسيا وأمريكا واللعب بالنار والعالمية الثالثة:

نظرية "الاتفاقات التصادمية" (ترجمتي) "game theory"  التي تُترجم للعربي غلطا "بنظرية الألعاب."  لها تطبيقات كثيرة ولا سيما في السياسة.  وتقتضي هذه النظرية ممن يطبقها قدرة كبيرة على التكتيك والاستراتيجية. وابسط تطبيق لهذه النظرية في المثال التالي المشهور أن سائقين يسيران بسرعة كبيرة على طريق واحد ويتجهان نحو التصادم،  الذي سيربح المناورة هو الذي يستمر على خط مسيره ، والخاسر هو الذي يخاف من الصدام ويحول عن الطريق.  فالتحدي لكل سائق من اجل النجاح هو أن يكتشف ما هو قرار السائق الآخر في اللحظة الأخيرة. (طبق المثال على غواصتين أو سياستين الخ..)  

فعندما ارادت ادارة أوباما أن لا تتدخل في سورية أحرجت النظام الروسي لدرجة أنها دفعته للاستعمال الفيتو  ضد تدخلها في سوريا. خرجت الادارة الأمريكية بـ"بياض الوجه " دون أن تتدخل.  جرّبتها ثانية باستعمال التهديد وتمكنت من الحصول على السلاح الكيماوي لدى النظام دون أن تطلق طلقة واحدة.     

نفس التجربة لم تنجح في اوكرانيا وتفوق بها الروس على الأمريكان.  فروسيا استمرت باختبار الخطوط الحمر التي وضعها أوباما،  ويوم اكتشف الروس أن أوباما لا يملك الإرادة على التنفيذ وأن تهديداته هدفها "تخويف الديب لا قتالته"  بدأ يلعب الروس مع الأمريكان السياسية معكوسة.  فالروسي جرب وأسقط الطائرة التركية قبل سنوات على الحدود السورية ولم يجد ردة فعل الناتو، بالأمس تجاوز المقاتلات الروسية الحدود التركية ولم يتلق ردة فعل عالية من الناتو.  فهذه كلها نتيجة  تطبيق هذه النظرية.  فكلما تلاقى السائقان كلما كان الأمريكي الذي يخرج عن الطريق حتى الآن.  

مع أوباما حفظ الروس الدرس،  فهم ينفخون في قدراتهم ويعلنون  أنهم لا مانع عندهم للوصول إلى مواجهة عالمية مع أمريكا.  ولكن أنا أزعم أنه لا قدرة للروس على أي مواجهة عسكرية مع الجيش الامريكي.  وما يفعله الروس هذه الأيام سيقودهم إلى شفا حرب عالمية.  قد لا تكون هذه الحرب بعهد أوباما،  فأوباما لا يبدو عليه أنه مهتم.  ولكن الرئيسي القادم لأمريكا لن يكون ببرودة أوباما.  وعندما يأتي الرئيس الجديد ولا سيما إن كان محسوبا على الصقور في واشنطن،  فسيجد نفسه بحاجة لمواجهة عسكرية ليعيد الروس إلى حجمهم الحقيقي.  وقد يتوقع البعض أن الروس سيتوقفون عن التصرف بغباء مع الرئيس الجديد بغية المحافظة على ما وصلوا له من إنجازات.  ولكن يكفي أن يأتينا رئيس مُصر على اعادة الروس للحظيرة القديمة حتى يعود الروس لممارسوا هوايتهم القديمة بابداء أنهم لا يخشون حربا عالمية معتقدين أن الطرف الأمريكي لن يحرجهم بوضعية يُجْبروا فيها على التراجع.  ولكن هذه الحسابات من الممكن أن تخطئ بأي لحظة.  وعندها لن يستطيعوا التراجع ؛ فهم يعرفون أن تراجعهم سيقود إلى تراجعا آخر.  عندها لن يتراجعوا وسيكون احتكاك طائرات الروسية في الأجواء التركية أو الأوكرانية  كافي لاشعال الحرب العالمية.  

في تطبيق مثال السيارتين اعلاه،  أوماما يستمر بالتنحي عن الطريق وينتصر الروسي،  الآن في اللعبة القادمة مع رئيس امريكي جديد؛ الروسي يعتقد غالطا بأن الأمريكي سيتنحى لاعتقاده بأن الروسي يريد أن يشعلها حربا. وسيصبح حبيسا لهذا المسار لأنه يعرف إن بدأ يتنحى الآن فلن يتوقف التنحي عندها.  اذا نحن نسير نحو حرب عالمية ثالثة.     
قبل سنوات عالجت الإدارة الأمريكية(بوش) وضعية مماثلة مع الصين،  فحُلت مشكلة مواجه مع الصين؛ بأن تركت بعض الجواسيس الصينيين يسربوا لقيادة الجيش الصيني بعض المعلومات دون الدخول في التفاصيل حول  التفوق التقني للجيش الأمريكي، طبعا الجيش الصيني أكمل الصورة من عنده  وأدرك معنى مواجهة عسكرية مع الجيش الأمريكي من أجل قضية مثل تايوان.  

السلاح السري عند بوتين هو أنه يريد أن يقنع العالم أنه مجنون ولا يهمه أن يصل إلى حافة الحرب العالمية الثالثة.  ولكن مشكلته أن هذا السلاح السري ليس حقيقة سريا،  وكل ما نحتاجه أن يأتينا رئيسا لا يملك "تمسحة" أوباما لنصل إلى حربنا العالمية.  طبعا نحن لا يمكننا أن نسمى موقف أوباما بالموقف الحكيم. لأن ما يفعله حقيقة ما هو إلا توريث خليفته المشاكل التي لم يتجرأ على مواجهتها. فاليوم بوتين يطير فوق تركيا،  ما الذي سنفعله إذا قرر أن يطير فوق بولونيا.  
هذا الوضع بالضبط شبيه بالوضع بعد معاهدة ميونخ 1938  التي "سامحت" هتلر عما ابتلع من أوربا وما فعله في ألمانيا.   لم يطول العهد إلا ولحقت بولونيا وأوربا كلها بالنمسا التي سامحوه بها,  
  
  

Sunday, October 04, 2015

قرار يمنع تداول عملة النظام الجديدة

أصدرت #الدولة_الإسلامية قرارا يمنع في مناطقها الاصدارات الجديدة من العملة السورية من فئة 100 وفئة 500 ليرة. 
أعتقد هذه الخطوة جيدة جدا ، وتعتبر خطوة بالاتجاه الصحيح للحد من قدرة النظام على زيادة السيولة النقدية بطباعة المزيد من العملة (الروسيا.) فالنظام سيفقد في حال تطبيقها قسما كبيرا من السوق المالية،  سيزيد بهذا الأمر العرض المالي من هذه الفئات وبالتالي يزداد التضخم  في المناطق المحتلة من قبل النظام ولا سيما التي اغتنت من وراء القمع والسياسة الأمنية.   
من ناحية أخرى هذا المنع يحتاج لمتابعة في المناطق المحررة إذا لا بد من تأمين قطع نقدية في  عن طريق صك المزيد من العملة الذهبية او الفضية وحتى النحاسية.  فقيمة الدينار الإسلامي عالية لا تفيد كثيرا في التعامل، إذ تعادل قيمة الدينار الذهبي 55 ألف ليرة سورية وهناك حاجة قوية لتأمين قطع صغيرة للتداول من فئة تعادل 100 ليرة و 500 ليرة سورية.  وبالتاكيد الحال في الطرف العراقي يعاني من نفس المشكلة.  

وهذا القانون لا بد له من أن يملك قوة تفرضه فالنقود السيئة تطرد النقود الجيدة من التداول ، ولا يمكن من الحد من انتشار نقود النظام المطبوعة حديثا إلا بالاجبار التدريجي.  وبذلك تبدأ مع هذا القانون عملية تقليص العملة السورية وحصرها في المناطق المحتلة.  


Thursday, October 01, 2015

مقابلة على أورينت اليوم حول الانتخابات الأمريكية وفوضوية دونالد ترمب

مقابلة على أورينت اليوم حول الانتخابات الأمريكية وفوضوية دونالد ترمب  

محمد عويس و محي الدين قصار