Monday, January 16, 2017

عمر أبو ريشة

عمر أبو ريشة
أنـا فـي مـوئل الـنبوة يا دنيا ***** أؤدي فــرائـض الأيــمـان 
أســأل الـنفس خـاشعا أتـرى ***** طـهرت بـردي من لوثة الأدران 
كـم صـلاة صـليت لم يتجاوز ***** قــدس آيـاتها حـدود لـساني! 
كـم صـيام عـانيت جوعي فيه ***** ونـسيت الـجياع مـن إخواني! 
كـم رجمت الشيطان والقلب مني ***** مـرهق فـي حـبائل الشيطان! 
رب عـفوا إن عشت ديني ألفاظا *****عـجـافا ولـم أعـشه مـعاني 
أنـا مـن أمـة تـجوس حـماها *****جاهلياتها بــلا اسـتـئذان 
مـزقـت شـملنا شـعائر شـتى ***** وقـيـادات طغمة عـبـدان 
مـرنتنا عـلى الـهزيمة والجبن ***** وبـعض الـحياة بـعض مـران 
فـاسـتكنا لا بــارك الله فـي ***** صـبر ذلـيل ولا بـكاء جـبان 
يا بن عـبد العزيز وانتفض العز *****وأصـغى وقـال : مـن ناداني ؟ 
قـلت : ذاك الـجريح في القدس ***** في سيناء في الضفتين في الجولان 
قصيدة في حضرة الملك فيصل رحمه الله 
عمر أبو ريشة

Thursday, January 05, 2017

صفحات من مجازر حماه 1982

 نشرت هذه على الفيس بوك من الأخ طارق الأمين، أحببت أن أحتفظ بها في مكان أضافي هنا للتاريخ 
صفحات من مجازر حماه 1982

 رسالة من جندي سوري تسرد وقائع حقيقيه عن مجزرة مدينة حماه المروعه التي ارتكبت على يد نظام آل الاسد النصيري في الفتره مابين 1980م و عام1982م ضد مواطنين أبرياء مسالمين
 كان الرجل جنديا برتبة عريف في الجيش السوري,وكان هو من بين العديد من العسكر اللذين شاركوا في تلك الجريمة البشعه, وعمره آنذاك كان ثلاثون سنه أما اليوم فهو شيخ في الستينات,أرهقه الكتمان فقرر ان يبوح بذكرياته.
هي شهادة للتاريخ قد تكون طويلة نوعا ما , ولكن الأمانه تقتضي علي نقلها كما بعثها صاحبها , ولنتركه يروي لنا شهادته ...
 كنا نعامل أهلنا كنا بدون قلب ولامشاعر ولارحمة ندفع النساء وأوقات نضربهن بأخمص البارودة ونرفسهن ونهددهن بالاغتصاب , وعلى فكرة ضباطنا وجنودنا اغتصبو الكثيرمن النساء والبنات ونهبنا الكثير وكالعادة نعدم الناس ونجمعهم ويأتي التركس مع سيارات الحجر القلاب فيشحرهم التركس وكان منطر بشع جدا جدا, لماذا التركس لانه شوك اصابعه تدخل في اجساد الشهداء فترى من هذا يديه وهذا رأسه وهذا أمعائه وهذا رجله المتدليه والدماء تسقط منهم والتركس مليئ بالدماء ومنهم من تدخل اصابيع التركس فيهم وهم أحياء لاننا عندما نعدمهم بشكل جماعي فكانو يسقطون على الارض فوق بعضهم فمنهم من يكون مات ومنهم ينزف حتى الموت ومنهم يبقى على قيد الحياة فيشحرون في التركس ويقلبهم التركس في قلب السيارات وتذهب السيارات الى الغاب فتحفر الحفر لهم هناك فتكبهم فيها كالقمامة , ومن ثم يتم طمرهم بالتراب حتى أني أسمع أنين بعضهم أحياء .
أما اللذين نعتقلهم فقد كنا نضعهم في سجن تدمر ومنهم من يذهب به الى حلب ومنهم الى دمشق , وقد ذهبنا الى المنطقة الصناعية في حمص وقتلنا واعتقلنا حوالي الف شخص وبنفس الطريقة ندخل الى المحلات والبيوت وهم نائمون نخرجهم من بيوتهم نعدمهم فورا ومنهم من نعتقله ويتحدد ذلك على حسب ردة فعله وكلامه وشكله وتصرفه, نتعامل معهم ليس كبشر بل وكأننا ندخل على أحواش أغنام .
وذات مرة جاءنا رفعت الاسد بقوات من سرايا الدفاع معهم طائرات هليكبتر وطائرات روسية صغيرة الى السجن , ففوجئنا بتلك القوات التي كانت موزعة الى مجموعات تدخل الى المهاجع في السجن فتخرج المساجين بشكل متسارع ومرعب وتعدم فأعدمت ١٨٥٠ سجين من دون ان يرف لها جفن , فاصبح السجن مجزرة لاتتخيل, فلا تصدق انك تلك المذابح ترتكب بحق بشر ومن ثم عادت تلك القوات الى دمشق , ولاتعلم ماهو الذنب العظيم الذي ارتكبه هؤلاء!
ظلت هذه الحوادث بين شد وجذب حتى دخل عام 1982م , وفي هذه الأثناء ومع ارتكاب تلك الجرائم حاولت جماعة الاخوان ان تنقذ أهلها فدخلت في مقاومة معنا وبدأنا نقاتل الاخوان فقتلنا منهم العشرات وقتلو منا حوالي عشر جنود وصف ضابط وهرب الباقي , ثم بدأنا بعدها بحملة تطهير شاملة , فكانت أولى المجازر مجزرة الملعب البلدي قتلنا فيها ٣٥٠ شخص, ثم ذهبنا الى جسر الشغور بطائرات الهليكبترفقتلنا اكثر من ٣٠٠ شخص هناك ومن ثم الى المعرة فقتلنا فيها أكثر من 150 شخص وخلال ساعات كنا قد انجزنا المهمة ,ثم مجزرة مقبرة سريحين ٤٠ شخص وخارجها ٢٠٠ شخص , ومجزرة حي البياض في النهار ١٠٠ شخص وفي الليل ٨٠ شخص, مجزرة حي الشجرة ٩٠ شخص, مجزرة الدباغة ٢٢٠ شخص , ومجزرة حي البارودية ٢٦٠ شخص, وحي الزكار ٧٥ شخص وفي المساء عدنا لنفس الحي واخذنا ٧٠ شخص, وكل هؤلاء الناس ناخذهم من بيوتهم بدون سؤال ومن دون سؤال عن هوياتهم أو أسمائهم لأن هذا لايهمنا حيث أننا لم نكن نعرف أسماء الاخوان , ولهذا فاننا نعتمد على الشك فقط فنعتقل ونعدم .
وفي مجزرة جامع الجديد دخلنا علي الجامع فأخرجنا المصلين وقتلناهم , ومنهم من قتلناه داخل المسجد , وحرقنا ذقونهم وشوا ربهم, ومنهم من ضربنا بقسوة جدا على رؤوسهم بالبواريد ووجوههم وأرجلهم ونصفعهم با للكمات والكفوف , لقد ضرب هؤلاء المساكين بقسوة جدا جدا فمنهم تهشم وجهه ومنهم من كسرت يديه ورجليه لأن بعض الضباط معه عصا غليظة وبعضهم تكسرت جماجمهم واضلااعهم قبل اعدامهم وكان عددهم حوالي ٧٠ شخصا منهم ١٥ سنة و١٧ و٢٥ و٦٠ و٤٠ من دون تفريق بين صغير أو كبير, ومجزرة القلعة قتل فيها اكثر من مائة شخص .
وأذكر أن رفعت الاسد كان سيدمر حماة كلها فقد كان يريد قصفها كلها فوق شعبها, لكنه تراجع بسبب اننا نحن اتباع الوحدات الخاصة منعناه من ذلك وقد كنا دائما على خلاف معه , فكان ان رفضنا الخروج من حماه فاجتمع بنا علي حيدر وقال لنا ان رفعت الاسد يريد ان نخرج من حماه ليدمرها فوق سكانها ولكننا لن نخرج , وقال علي حيدر ان الامور مستقرة فلايوجد ضرورة لتدمير كل المدينة.
--
وقصة الفتاة صاحبة الـ ١٤ ربيعا وأخيها صاحب الـ١٨٨ سنة , تلك القصه التي مزقت قلبي وأثرت في حياتي ولن انساها ماحييت ومادمت لم الفظ انفاسي , وفيها أننا توجهنا الى منطقة لم أعد أذكرها وكان ذلك في يوم السبت في الساعه الثانيه عشرة ليلا , فلما وصلنا طرقنا الباب وكان هذا أول بيت نطرق بابه بأيدينا , حيث اننا كنا نكسر الأبواب وندخل فجآة الى البيت , وكثيرا ما صادفنا نساء مع ازواجهم يتجامعون فيتفاجئون بنا فوق رؤسهم فيصيبهم الهلع جراء ذلك, وعنما ندخل نتوزع فورا في انحاء البيت كله , فتجد الأطفال يرتعبوا ومنهم من يشل لسانه ومنهم من يبدأ يرجف وهناك من كبار السن يصفرنون في الأرض, الحقيقة لم ندخل بيت الا وخاف من فيه جدا واكثرهم يبكى كثيرا لاننا ندخل كالوحوش ونقتل فورا بدون سبب, فتح لنا الباب فدخلنا فورا ووجهنا بنادقنا على العائلة وانا كنت واحد من الذين اقتحمو البيت وكنا حوالي ١٢ عسكري وصف ضابط , وبعد دخولنا البيت رأينا ثلاث بنات والأم والأب , فسألنا الأب والأم فقلنا أين أيمن مرءة , وأين مجد مرءة, فقال لنا الوالد انهم عند اختهم يزورون هناك ويدرسون من أجل الفحص بعد اسبوعين, فاخذنا معنا الام وكانت خائفة جدا وزوجها كان خائفا أكثر والبنات اصفرت وجوههن , ذهبنا الى بيت ابنتها وكان المنزل في منطقة الحاضر فدخلنا البيت بعد ان كسرنا الباب, فوجدنا أربعة أطفال نائمين على الاسرة ومنهم من كان على الارض وكانت أمهم وأبيهم, ثم رأينا شاب عمره ١٨ سنة , كان هادئا وكان ابيض الوجه ,وجهه كالنور وكانت الكتب بين يديه يدرس في هذه الساعه المتأخره, وكان عنده طفلة جميلة جدا ترى البراءة في وجهها , وكانت الكتب أيضا بين يديها , كانواهم الوحيدين الغير نائمين, وبعد دخولنا استيقظ كل نائم فبدأ الاطفال بالبكاء والصراخ من الخوف, فسألنا الشاب ما اسمك قال ايمن مرءة , ثم سألنا الأم التي معنا أين ابنك مجد؟ فقالت ليس عندي ولد اسمه مجد عندي هذه البنت اسمها مجدة , فتفاجئنا ثم قلنا للرقيب هناك شيء خطأ, نحن أتينا الى هنا لنقبض على شابين أيمن ومجد ,و هذه بنت صغيرة اسمها مجدة , فاتصل الرقيب ونقل ذلك للضابط أمامي كنت أسمع كلامه حرفا حرفا , سيدي نحن وجدنا أيمن ولايوجد شاب اسمه مجد ولكن هناك بنت اسمها مجدة وهي اخته لأيمن ماذا تريدني ان أفعل؟ قال له الضايط اقبض على الاثنين,! قال له حاضر سيدي فدخلناالبيت مرة ثانية وطلبنا من أيمن ومجدة ان يلبسو ثيابهم ويذهبو معنا وهنا بدأت الأم والأخت الكبيرة في البكاء , فكان الولد يقول لأمه ماما ليه عم تبكي انا مالي عامل شي , هلا بحققوا معي وبرجع البيت فقبلته أمه ثم قال لها لاتخافي يا امي هلا برجع, وكانت الطفلة البريئة تبكي وتقول والله انا مالي عاملة شي , شو مساوية الله يخليكم أرجوكم , ثم ركضت الأم لبنتها مجدة وهي في حالة خوف شديد وتبكي وكل من في البيت كان يبكي ماعدا الشاب أيمن , وطوال الطريق للباب كانت البنت تتمسك بامها, فقالت الأم خذوني انا بدلا منها الله يوفقكم والله أولادي أبرياء وعمرهم ما آذو إنسان وبنتي هاي صغيرة أرجوكم أبوس أيدكم وأرجلكم , ولكن لم نكن نسمع ولا نحس كنا كالضباع والذئاب , لقد كان موقفا يبكي الحجر ويدمي القلب, فأمسكت انا بيد الولد وصديق آخر أمسك بيد البنت, ثم ركبنا سيارة الغاز ٦٦ فجلس الشاب أيمن في أرض السيارة وجلست الفتاة في مقابلي على المقعد الخشبي وانا كنت بجانب الشاب انظر الى وجهه واقول ماشاء الله وجهه نور, وكان هادءا جدا وبعدما مشينا بالسيارة خمس دقائق اتصل صف الضابط بالضابط وقال له لقد قبضنا على الاثنين سيدي , فقال له الضابط أعدمهم على الطريق , فقال حاضر سيدي!!
فتوقفت السيارة ثم نادى صف الضابط فلان وفلان فنزل اثنين من رفاقي , فقال اعدمو الشاب , ثم أنزلوا الشاب وكان سائق السيارة يلبس شماخ ,فربطوها على عيونه وكرفص الشاب , و هذا كان أمام عيني اخته الطفلة البريئة , وكانت تزيد في بكائها وتتوسل وتقول والله أخي بريء ارجوكم , وبعد ربط عيونه ابتعدو امتارا قليلة واطلقو عليه الرصاص مخزنين كاملين ٦٠ طلقة , وهو يقول الله اكبر الله اكبر , وبعدها توجه الجنود الى السيارة وركبوبها وبعد مسير دقيقتين وقفت السيارة ونادى صف الضابط باسمي ونادى لرفيقي وقال أنزلوا البنت وأعدموها , فنزلت أنا ونزل رفيقي وكانت الساعة الواحدة والنصف ليلا وأمسكت بيدها وأنزلتها من السيارة وكانت تلبس بوط جلد بني وتضع ايشاب على رأسها وتلبس مانطو وكان في رقبتها زردة ذهب خفيفة وهي تبكي طبعا عندما نزلنا من السيارة, كانت السيارة تبعد عنا اكثر من ٥٠٠ متر وكان الوضع متوترا جدا, حيث أن الاخوان كانوا يقاومون بشراسة وأصوات الرصاص والمدافع والقواذف كانت تملأ السماء وفي كل مكان , فأجلسنا مجدة على تلة تراب, وكنت لاأرفع نظري عنها وعندما جلست وهي تبكي بكاء شديد وترجف وتقول لي أبوس إيدك والله نا بريئة انا مابخرج من البيت ابوس اجرك, المنظر والموقف يا إخواني ليس كالكلام, وضعت يدي على ركبتيها وطلبت منها ان تعطيني الطوق برقبتها ذكرى , فقالت بكل براءة والله هذا هدية من عمي فطلبت منها ان اقبلها من جبينها وعيوني يملئها الدموع فرفضت , فنهضت وأنزلت بارودتي لكي اطلق الرصاص عليها وكان رفيقي يستعجلني ويقول لي بسرعة يافلان قبل ان تآتينا قذيفة اوقناصة, وعندما اردت ان اطلق النار بدأ جسمي يرجف وانا أنظر اليها وهي كالبدر وتبكي وتتوسل فوضعت بارودتي في كتفي وتركت رفيقي ومجدة وركضت وانا ابكي كالاطفال وجسمي كله يرجف, ووصلت للسيارة وعند وصولي قفزت الى السيارة وتمددت على بطني وغبت عن الوعي وبعد عشر دقائق سكبوا علي المياه وتفقدو جسدي حسبو انني اصبت فقلت لهم لا , فنزل جندي آخر وذهب لهناك واعدمو مجدة, فماتت الطفلة ومات قلبي معها ومع اخيها, وبعد عشر دقائق وصل الضابط بسيارته الجيب مع مرافقيه وقال ماذا حصل معكم قلنا له سيدي أعدمنا الشاب والفتاة فقال اين عدمتم الشاب آراد ان يتآكد فزهبنا لندله على الشاب ايمن ليراه والوقت بين اعدام الشاب واخته وقدوم الضابط ليتآكد كان حوالي ٢٥ دقيقة , وعندما ذهبنا رأينا الشاب ايمن وهو يتحرك ٦٠ رصاصة في جسمه ومازال يتحرك, فأخرج الملازم مسدسه ووضعه بعد شبرين عن راسه واطلق على رآسه اربع رصاصات وعدنا الى البنت فجاء الملازم ونظر اليها ووضع يده على نبضها ليتآكد انها ميته فكانت قد أسلمت روحها لبارئها , بعدها أصبحت عصبي المزاج جدا جدا, منذ تلك الحادثه تعذبت في حياتي ونفسيتي من ذلك الوقت وهي متلفه تعبه , اني أتخيل ذلك الموقف في كل وقت , كأنه أمامي وهو قد مضى عليه 31سنه .
اني اذكر كل قتيل قتل , اتذكر صياحه وفجعته , وأتذكر الأمهات والبنات الصغار كيف كانو يبكون من الرعب على أنفسهم وعلى أولادهم واخوتهم , اتذكر الدماء والجثث , انه شيء فظيع فظيع , الكلام والوصف ليس كالحقيقة ,لقد أعدمنا خيرة من شباب الوطن , انهم مثل الورود كانت أعمارهم بين ١٣ و١٤ و١٥ سنة, واغتصبنا النساء والبنات ونهبنا البيوت, إن أفعالنا والله لايفعلها اليهود, لقد قتلنا أهلنا وإخواتنا وأخواتنا بطرق وحشية , ودفنا أناس أحياء , لقد دمرنا البشر والحجر , وتركنا وراءنا آلاف الايتام وآلاف الأرامل . اني اختصرت لكم الكثير الكثير مما رأيت , وأقسم بالله العلي العظيم ان هذا ماحصل.
يا إخوتي اليوم قد مضى على هذه الجرائم حوالي ٣١سنة وكأنها أمامي الآن , منذ ذاك اليوم وحتى هذه الساعة وانا أصحوا باليل وأكلم نفسي, لقد قتلنا اكثر من خمسون الف واعتقلنا اكثر من ٣٠ الف شخص وحتى الآن لم يعرف أهلهم هل هم أحياء ام أموات.
إن الذي حصل بمدينة حماه ماهي الا جرائم ضد الانسانية , انها جرائم بشعة يندى لها الجبين , ان من يرتكب مثل هذه الجرائم لايمكن ان يكون فيه ذرة شرف اوانسانية اورجولة او اخلاق , انه وحش , أو إنه عديم الوصف فلا يوجد وصفا يوصف به هؤلاء القتلة السفاحين .
ومازال هذا النظام يعتقل ويقتل ويعذب وينفي ويرتكب كل اشكال وانواع الظلم, لايعتبر لطفلة او شاب او مسن او مريض يبطش وكانه هو الرب, وهو الخالق وأن له الحق في ان يقتل متى شاء ويعتقل ويسجن وينفي ويعذب متى شاء, اين العدل في هذا العالم والله ان اليهود أرحم منكم ياحكام سوريا , والله الذئاب أرحم منكم, والله الحيتان والتمسايح ارحم, ولله الوحوش ارحم منكم , يارب يارب يارب انت العزيز الجبار تمهل ولاتهمل يارب ان هؤلاء الحكام الظلمة قتلو اولادنا واغتصبو بناتنا ونهبو بلادنا وأذلونا وقهرونا بغير حق, يارب أرنا فيهم عجائب قدرتك , ياألله ان هؤلاء الظلمة استباحو ديننا وأعراضنا وسفكوا دماء اناس أبرياء, يارب أنزل عقابك عليهم في الدنيا قبل الآخرة, ياالله انت الذي تأخذ حقوق هؤلاء الشهداء حسبي الله ونعم الوكيل , حسبي الله ونعم الوكيل.
إني أعرف جميع الضبابط المرتكبين تلك المجازر , أعرف أسمائهم ورتبهم , وأتمنى أن اجد جهة ما حتى تساعدني كي أوثق كل هذا وأقسم بالله العظيم اني لم اضرب انسانا قط ولم اعدم انسانا قط ولم اسرق شيء ولم أؤذي انسان قط ولم اجرح إنسانا قط.

Sunday, January 01, 2017

مشكلة النصيريين في سوريا : ماذا نفعل بالنصيريين؟

مشكلة النصيريين في سوريا ماذا نفعل بالنصيريين؟

عندما قال رفعت الأسد لعناصره : "سأستبيح حماة اسبوع ومن سمعت أنه بقي بعدها فقيرا سألعن....." لم يكن شيئا يُعبر عن "حركة شعبوية" مثل هذه العبارة.  فالحركة الشعبوية ليست ظاهرة جديدة،  فالطائفية السياسية التي تتمثلت لاحقا بدولة :عدس" (علوي-سمعولي-درزي) ثم تحولت لاحقا لدولة علوية "سياسية" عام 1966 ومن ثم إلى دولة علوية عسكرية عام 1971.  هذه الدولة ركبت أعناق الناس بادعائاتها اليسارية وغطاء أمّنته مصطلحات الاشتراكية و"إعادة توزيع الثورة" التي لم تكن حقيقة إلا مفاهيم تضليلية ،  فكانت وعوده هذه الدولة ليست إلا دغدعة للعواطف وشراء ذمم وفرض الصمت المقترن بالقهر السياسي على المجتمع بينما تمارس هذه الطائفية السياسية في نهب البلاد،  وساعدها في هذا الشراذم والمتسلقين من الأغلبية من السنة والطوائف الأخرى.    

فعبارة رفعت الأسد الشهيرة رغم ظاهرها الطائفي ولكنها سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى.  فهي تعبر في الواقع عن حال الطائفة في ذلك الوقت وفي يومنا هذا.  فهو تعبير عن الفشل الواضح في تحقيق أي تقدم حقيقي للطائفة يجعلها تشعر أنها أفضل من عامة السوريين أقتصاديا،  وقد كتبت قبل عشر أعوام : "فأبناءنا من الطائفة الذين ينتمون للقوات المسلحة بشكل أو بآخر ما زالت شروطهم المعاشية لم تتحسن. فهؤلاء ما زالوا يعيشون في ضواحي دمشق أوضاعا اقتصادية مشابهة لتلك التي دفعت آباءهم للالتحاق بالقوات المسلحة والرحيل من الريف السوري قبل نصف قرن. وما زالوا يشعرون بالأزمة الاقتصادية ولا يجدون منفذا لهم سوي الالتحاق بالقوات المسلحة. ومما لا شك فيه أن هناك تحسنا واضحا لكثير من العائلات التي تموضعت مصالحها مع العائلة الحاكمة لعقود طويلة. ولكن ما زال الوضع الاقتصادي للعامة الغالبة من أبناء الطائفة لا يوازي أبسط الطبقات من الطوائف الأخري. وعلي من يشك بهذه القضية أن يتساءل عن المهارات والحرف التي أمنتها الدولة كعملية تأهيل لأبناء هذه الطبقة. فاشتباكات عصابات حي (86) الشهير مثال واضح علي الأزمة التي يعيشها أبناؤنا من هذه الطائفة. وان كان التطوع بالجيش هو المخرج من قري الساحل قبل أربعين عاما فاليوم يبقي هو المخرج ذاته لأبناء الحي 86 من وضعهم الاقتصادي المأزوم. وهذا الوضع لم يكن نتيجة مؤامرة أمريكية ولا نزعة من نزعات شيراك الشخصية. بل كان سياسة عامدة متعمدة مقصودة لذاتها من قبل الأسدين الأب والأبن. فالهدف الأول وراء هذه الوضعية أن يؤمن النظام مصدرا يزوده باليد العاملة الرخيصة وعناصر الأمن والقوات المسلحة التي يعتقد القائد زيفا ولائها الأعمي له بناء علي ولاءات طائفية محضة." 
  
الوضع اليوم لم يتحسن للطائفة رغم تراكم المسروقات أو عائداتها المباعة في "سوق السنة"، فتراكم المال لايعني القدرة على الانتاج،  والانفاق من المتراكم دون انتاج سيتوقف يوما من الأيام ما لم يجد رديفا بالإنتاج او بالجريمة.  فالوضع الاقتصادي مازال كما هو ؛ ولا أمل بمخرج اقتصادي لهذه الطائفة؛ فهي ورغم 60 سنة من الحكم والنهب المنظم لم تستطع أن تتحول إلى عنصر منتج في المجتمع ؛ فكل انجازاتها ومهاراتها لا تتجاوز جهازي الأمن والمخابرات. فلم يستطع النظام أن يُعلّم أبناء طائفته مِهنا أو يمنحهم شهادات يعملون بها، فبالتالي لا أمل لهم إلا بالتحاقهم بالأمن أو بالحرس الجمهوري أو بالجريمة المنظمة. 

اليوم تستمر لعنتهم على سوريا،  فمع سقوط النظام الحتمي سيتم تنسيقهم من صفوف الدولة  بشكل أو بآخر تدريجيا (مع استمرار الحل السياسي) أو دفعة واحدة (مع انتصار عسكري) ؛ وتوقعي أن تتحول مناطقهم ومستعمراتهم  (يسمي الدمشقيون أحياء العلوية المحيطة بدمشق بالمستعمرات) إلى مناطق موبوءة تتركز فيها الجريمة والمخدرات.  وحتى الآن لا نعرف مدى الاختلال السكاني في الطائفة بين الذكور والإناث، وإن صحت التوقعات الأولية لدرجة هذا الاختلال  فإننا سنشهد الكثير من العائلات منهم من غير معين ، وهذا الاختلال سيترافق مع المشكلة الاقتصادية وضعف الحامل الأخلاقي سينتج عنه أن نضيف إلى نشاطات الجريمة المنظمة والمخدرات  شبكات الدعارة.  ولن يكون غريبا أن نرى أن قيادات هذه الشبكات هي نفسها القيادات الأمنية المسرحة أو المطرودة من أجهزة المخابرات أو الحرس الجمهوري.  وهكذا سيجد العلويون أنفسهم يعملون للسيد العلوي من جديد. 
هذه المشكلة ليست مشكلة علوية كما سيعتقد البعض.  ولكنها مشكلة سورية.  فهؤلاء سيكون حجر عثرة في نمو وتقدم سوريا الحرة. ولابد لنا من وضع السياسيات التي تكفل بمعالجة هذه المشكلة بأعدل الطرق وأقلها ضررا على البلاد وأسرعها نتيجة.   وإن كنت في مقالي هذا أتكلم عن المشكلة العلوية ولكن في الحقيقة تعاني الأغلبية غير العلوية من مشاكل اقتصاديات ما بعد الحرب.  ومازالت كل المفاوضات تدور حول مسائل لا علاقة لها بجوهر مشاكل ما بعد سقوط النظام ؛  فالنظام وعملائه من المعارضة يعتقدون أنهم وضعوا الآليات التي تضمن تدفع "أموال الأعمار" من المانحين إلى جيوبهم واحتكاراتهم.  وهم يعملون تحت فرضية خاطئة؛ وهو استمرارية الوضع الراهن (قبل 2011)  فلا الشعب السوري اليوم اصبح مثل ماكان قبل الثورة ولا متطلبات الإعمار تستطيع أن تُلبى بالقليل القادم ما لم يستعمل بفعالية عالية.  فالثورة اليوم مطالبة أكثر من ذي القبل بالتفكير بمسائل مابعد النظام المصيرية،  ومشكلة العلويين جزء من هذه المشاكل، ولكن مشاكل الأغلبية لا تعتبر "مُعضلات" إذا وضعت الأمور بيد أغلبية مخلصة.  وعليها –هذه الأغلبية - أن تفكر بلائحة طويلة من المشاكل تبدأ بالتأهيل النفسي والاقتصادي لشباب الثورة و اعادة تأهيل المؤسسة العسكرية والأمنية وتحرير العملية الانتاجية  وأعادة بناء البنية التحتية ؛ ولا تنتهي بالمشكلة العلوية ؛ ولكن المشكلة العلوية ستبقى وسيلة لاختراقات أجنبية (أبسطها حالة شيعة لبنان مع إيران) ومن الممكن أن تكون هذه الطائفة وسيلة لعرقلة كل معالجات المشاكل الأخرى . 

محي الدين قصار
شيكاغو
1\1\2017