Monday, October 05, 2020

مقابلتي على فرانس 24 حول البرنامج الاقتصاي للمرشحين الأمريكين طرمب وبايدن My interview on France24 about the economics programs of Trumps and Biden.

تبدأ على الدقيقة 17:10
مقابلتي على فرانس 24 حول البرنامج الاقتصاي للمرشحين الأمريكين طرمب وبايدن My interview on France24 about the economics programs of Trumps and Biden
It starts at the minute 17:10

https://www.france24.com/ar/20201002-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B4%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D9%82%D8%B2%D9%88%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D9%82%D9%84%D9%82-%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9 

Tuesday, September 08, 2020

لمن يريد أن يواجه الدولة الإسلامية من المعارضين: يا قوم أليس فيكم رجل رشيد! كتبنا خريف 2014


بالمختصر المفيد:

عزيزي المعارض السوري :

أربع سنوات وأنت ضد تسليح الثوار لأن المسز "كاثي شم قرينا" أو لأن المستر "جان طزعيون" قالوا لك أن لا تطلب السلاح وإلا يُقطع عنك العلف. واليوم تركت الدنيا وتريد أن تضع أبناء الثورة في أتون المواجهة مع #الدولة_الإسلامية.

فدعني أشرح لك ما فعله #الدولة_الأسلامية ربما تدرك لماذا نجح الدولة حيث فشلت:


1. نسيت أربع سنوات والأمريكان (والغرب) وهم يلحسوك بزاق، وفجأة بدأ إهتمامهم فيك، فلولا أن الدولة دخل الموصل هل كان أحد معتبرك، أم ثمنك ثمن ليلة بالأوتيل وعشى وغداء. فعلى الأقل الدولة رفع قيمتك عند سيدك.


2. نسيت أنه كانت هناك مناطق كاملة تحت سيطرتك، ما فعلته أنت بالمال العام في هذه المناطق؟ وما فعله #الدولة_الإسلامية بإدارة المال العام في مناطقها. فأيكم أكثر إسائة للمجتمع ونهبا للمال العام أنت أم الدولة؟


3. في الوقت الذي كنت عم تخفق رايح جاية لعند الإيرانيين تحاول مراضاتهم كان الدولة يحضر لاجتياح الموصل. فما الذي فعلته أنت للثورة العراقية على الطاغية؟


4. في الوقت الذي كنت تبذل كل جهدك للحصر الثورة بحدود سورية متناسيا أن الظلم واحد كان عدونا يرسل المقاتلين من كل مكان بدأ بالضاحية إلى قم ، كان الدولة ينظر للمشكلة بحجمها العالمي.


الآن وبعد أن تجر قوات الثورة في مواجهة مع الدولة، وبعد أن يسقط خيرة شبابنا في خدمة مخطط أسيادك فما الذي ستحققه؟


1. لو اختفى الدولة هل سيعيدك سيدك إلى الحجم الطبيعي الذي كنت تشغله قبل المواجهة مع الدولة؟


2. لو اختفى الدولة هل ستتحسن إدارتك بقدرة قادر للمناطق المحررة أم ستعود لنهب المال العام؟


3. لو اختفى الدولة هل سينتصر المستضعفون في العراق والشام، وهل تضمن أن لا تعود مذابح السنة على يد ورثة المالكي والتي لم يدينها أسيادك بكلمة طوال عشر سنوات؟


4. لو اختفى الدولة هل سيمتنع العراق وإيران ولبنان عن إنقاذ حياة النظام الأسدي كما فعلوا مرارا وتكرارا من قبل.


خلال سنوات حياتك كلها لم تتخذ موقفا لا يوجد فيه بيع أو شراء ولك فيه مصلحة، فعلى الأقل فكر بهذه المعركة وأين مصلحتك فيها؟ يا قوم أليس فيكم رجل رشيد!!

Friday, August 07, 2020

في لبنان الجميع متهمون: سلطة وجيش وأمن وميليشيات

في فيلم V for vendetta

يقول رئيس المحققين: نحتاج للمعلومات

فيجيبه الثائر: "لا؛  أنت عندك المعلومات التي تحتاجها ولكن ما تريده هو القصة"

 

في تفجير ميناء بيروت هذا الإسبوع كل المصادر الدولية تملك المعلومات وكل اصحاب الجريمة عندهم المعلومات، وكل من المجرمين والصامتين يراهنون على أن الناس التي تملك بعض المعلومات أغبياء وإن فطنوا فلن يجدوا الجرأة على وضع هذه المعلومات في قصة حقيقية.

ولكن من السهل أن نرى القصة بوضوح إذا استعملنا أبسط مبادئ شبكات التوريد المستعملة في ادارة الاعمال، (Supply Chain) فهذه المبادئ تقول مايلي: أن النظام السوري الإيرني أرادوا خلق شبكة توريد للمواد المتفجرة التي تستعمل في جرائم حرب من براميل متفجرة وغيرها.  توريد هذه المواد للنظام وداعميه في لبنان يُعتبر جريمة حرب بحد ذاتها.  فالحل في هذه القضية أن تضع المواد في "صحراء" ومن تريده أن يتزود بها يمر عليها ويأخذ ما يريد بشكل دوري، طبعا أفضل مكان تخفي فيه شيئا هو أمام أعين كل الناس. فـ"الصحراء" يخلقها حزب الله ومن يسيطر على الأمن العام اللبناني وأمن الموانئ والمطارات. فكان ميناء بيروت هو الخيار المتاح،  وايصال المواد إليه ممكن بطرق عدة، لا نعرف هذه الطرق كلها ولكن ما نعرف أن سفينة واحدة على الأقل أُكتشفت حمولتها وهي في طريقها إلى أفريقيا كما أدعوا، فأفرغوها في الميناء ووبخوا طاقمها وطردوهم ليعودوا إلى بلادهم وليعود كابتن السفينة ليعيش برعد.  وتبق المواد في نقطة التزويد في خدمة النظام والإرهابيون الآخرون بما فيهم حزب اللاة وكل "الزبيبون" من سوريا لأفغانستان؛ فإن إنتهت المواد احضروا غيرها وإن لم تنتهي فسيبق ادعائهم أنها من السفينة نفسها. 

هكذا نخلص بأن كل سدنة النظام اللبناني والسوري والإيراني يعلمون علم اليقين بهذه المؤامرة،  كما يعني أن المخابرات في المنطقة من اسرائيليين إلى المان وطليان وفرنساويين على كامل اطلاع على شبكة التوريد هذه، وأننا مازلنا لم نر حقيقة الخفي في هذه الشبكات إذا تذكرنا الرحلات البهلوانية للسفن الإيرانية التي اعترضتها اساطيل امريكية سواء التي لفت حول افريقا كلها لسبب ما والتي التفت حول جنوب امريكا لتصل إلى الاطلسي، علمنا أن أغلبها ما هي إلا جزء من شبكات توريد ضخمة غرضها إنشاء إرهاب منظم تحت عين العالم.  

نحن السوريين لا نحتاج أن نثبت أي من هذه القصة، لأننا خبرنا نتائجها مباشرة، ومن لا يصدقنا فليخبرنا من أين اتى النظام بعشر سنوات من البراميل المتفجرة ولوازمها.  

برأي ان النظام اللبناني بمكوناته اليوم هو مجرم حرب ومسؤول عن كل شهيد ودمار تم في لبنان. 

نقول للجميع تمكرون ويمكر الله معنا والله خير الماكرين وخير معين.  أليس الصبح بقريب! (مقطع الفيلم بالتعليق الأول)

 


Wednesday, July 15, 2020

تعليقنا على حديث اللبواني: حال المعارضة من بعضه

سألني البعض عن مقولة اللبواني المتداولة هذه الأيام:
في الحقيقة السؤال يجب أن يوجه للبواني نفسه. ولكن إن سألتني لماذا يقول هذا؟ فالسؤال "لماذا" اهم من أي الأسئلة الأخرى، فهي تعكس عقلية اللبواني ورؤيته لمراكز القوى في سورية. والجواب السهل: "مراهقة سياسية"؛ ولكن يمكننا أن نستخلص بعض ملامح رؤية اللبواني للوضع:
فاللبواني لايهتم بأن يثير حفيظة الأخوان وعدائهم والكثيرمن المعارضيين الاقصائين على شاكلته، و يظن أنه يكتسب مرجعية ومصداقية غربية عندما يهاجم الأخوان، ومن جهة ثانية ماالذي حققه بهذه الهجمات؟ فهو لم يحقق شيئا من هذا الكلام. فإذا افترضنا بأنه شخص "رشيد سياسيا"، فكلامه هذا لم يكن يوجهه للشعب السوري بل كان يوجهه لمن يروق له هذا الكلام وبالتخصيص الغربيين وليس كلهم بل المقربين من الجناح العلوي البديل في النظام .
وهكذا نرى ان اللبواني يعتبر أن "الغربي" هو صانع الملك في سوريا وأنه يريد أن يكون المرشح الأول لمنصب الملك. وبهذه الطريقة نفهم أحاديثه السابقة خلال الاشهر الماضيات التي وجهها لطائفة العلوية.
إذا لايهم اللبواني أن يرضى عليه الشعب السوري ولا أن يغضب، أو أن يحاول تحقيق مصالحه طالما أنه ينصب نفسه عدوا للأخوان (طبعا ومن وراءهم المسلمين) ومن هنا نفهم أن السيادة ونصر الثورة مرتبط في ذهن اللبواني برضاء الغربي أو "وكلائهم" في المنطقة. طبعا وهذا مبَرّر في فكر الكثيرين ممن رأى الغرب ينصب ملوك سوريا منذ الستينات.
ونحن نفهم أن المعارضة العلمانية تستبيح لنفسها مثل هذه المواقف من وقت لآخر، ولكن هذا يجب أن يتم من خلال آليات توزيع الأدوار، فقبل الثورة بسنة خرج عضو الأمانه العام لأعلان دمشق في الخارج "من أعضاء "حزب الشعب" ليعلن: "لن نسمح للأخوان التواجد في قناة بردى" في ذلك الوقت كنتُ اشغل منصب "امين سر الأمانة العامة" طبعا كان كلاما ارتجاليا لم يُستشر أعضاء الأمانه وحصل جدل حول الموضوع، ولكن كان ااعلان دمسق أقوى، ويمكنه أن يفتح المجال لاستيعاب مثل هذا المواقف، بل يمكنه أن يستفيد من تنوعنا الداخلي، أما اللبواني اليوم فهو يتكلم باسمه ولا ينتمي لهيكلية تنظيمية ثابته تحميه من مغبات مثل هذه الشطحات الطائشة. إنه يعلن انفتاحه ورغبته ببيع نفسه للشيطان طالما يتم تنصيبه.
ولانعتقد أنه الوحيد بهذا الموقع، فهناك الكثيرون من فُرادى المعارضة الذين يسعون للموقع دون مرجعية حقيقية في الشارع السوري، ولكن اللبواني أكثرهم شجاعة، فالآخرين لانراهم  اللهم إلا إن كنت ترى ما وراء الأبواب المغلقة.

من ناحية أخرى لا ينتبه لها اللبواني أن من كان يتحدث معه المدعو "ثائر" هو من ابناء الأخوان (من جيل ما بعد تدمر) وأنه مثله مثل اللبواني يرى ان العمل السياسي هو عمل "انتهاز الفرصة" فإن لم يكن معهم رجل ثالث في الأجتماع لماذا يمرر هذا المضمون للأعلام!
أحيانا كثيرة التفرد بالعمل والأكتفاء منه بالكلام يصيب الفرد بأوهام لا أصل لها، فيتحول الكون للمتفرد إلى مسرح ياباني تتقاتل فيه ظلال اشخاص يحسبها الفرد حقيقية.

نص الخبر:
"تداول ناشطون سوريون تسجيلا صوتيا لمعارض سوري معروف بعلاقاته مع إسرائيل و"العرب المعتدلين"، يدعو فيه إلى محاربة الإخوان المسلمين باستخدام الأساليب التي اتبعها النازيون سابقا.

وفي التسجيل المنسوب للمعارض السوري كمال اللبواني، يتوجه بالحديث إلى شخص اسمه ثائر، ويقدم له نصائح في كيفية تشويه سمعة الإخوان المسلمين.

ويقول اللبواني في التسجيل الذي يبدو أنه عبارة عن رسالة صوتية: "أخي ثائر.. أنا نظريتي في حرب الإخوان تقوم على الشكل التالي: كل ما تلقط (تكتشف) شغلة غلط بس (فقط) اذكر اسم الإخوان معها.. كل ما تلقط شغلة غلط.. شغلة فاضحة أو كذا تذكر الإخوان معها.. بتلاقي (تجد) أنه يرتبط بذهن الناس: الإخوان مع الفساد، الإخوان مع الجرائم، الإخوان مع كذا".

ويضيف: أنا دائما كل ما تطلع شغلة قصتها بشعة كثير بزت (أرمي) كلمة الإخوان".

ويتابع ضاحكا: "هيك (هكذا) بحارب أنا.. بعتمد على النظرية النازية في الإعلام.. مدرسة أنا في الحرب الإعلامية.. فهمهم.. فهمهم (أشرح لهم) ما بيعرفوا"، دون أن يتضح المقصودون بهذا الخطاب.
ولم تتمكن "عربي21" من التحقق من صحة التسجيل، كما لم تتمكن من التثبت من تاريخه أو حقيقة شخصية "ثائر" الذي كان يوجه اللبواني حديثه إليه."

محي الدين قصار
14/7/2020

Sunday, June 28, 2020

في نشر اسماء وصور قيصر بعد إذن الأهل:

كتبت منشورا أطالب "زبائن وسائل التواصال الاجتماعية" بعدم نشر صور قيصر الفردية إلا بعد اذن اهل الشهيد، ولكن يبدو أننا في زحمة الأحداث نسينا أصول الذوق واللباقة. فصور #قيصر بـ"مجموعها" اصبحت ملكا جماعيا وخبرا ثوريا عظيما نستعمله جميعا بما نراه مفيدا لنصرة ثورتنا التي استشهد هؤلاء الأبطال من أجلها.  ولكن الحكم يختلف عندما نتكلم عن شهيد بعينه، فصور "شهيد مُعيّن" مازالت ملكا لأهله وابناءه بما تجرها عليهم من مشاعر واحساسات  ومواقف سياسية واقتصادية واجتماعية. فنحن لا نقول بعدم نشر الصور بمجموعها، ولكن عندما تنشر صورة وتقول: "هذا فلان" فلِفُلان الشهيد حقٌ علينا أن لا نفعل هذا قبل اعلام اهله، فمن منا يريد أن تراه امه شهيدا فجأة عن طريق الفيسبوك؟ ومن منا يريد أن تتفاجئ ابنته برؤية صورته شهيدا على صفحة النت؟ هذه قواعد لباقة وحق من حقوق الشهداء علينا. فمن يهمه التوثيق وما إلى هنالك وهو ضروري لمجتمعنا وثورتنا، عليه أن يأخذ الخطوة الإضافية ويباشر إلى الاتصال بأهل الشهيد ليعلمهم قبل ان يسارع لنشرها على التواصل الإجتماعي. كما أنه هناك فرقا أن يذهب والد الشهيد إلى صفحة قيصر ويبحث عن ابنه، فيجده (أو يسألك ان تفعل هذا) بينما أن يتصل معه صديقه ويمهد الموضوع ليعلمه بما وَجَد؛ عندها نتأكد بأن تعرفنا للشهيد كان صحيحا، وأننا لن نصدم مشاعر محبيه برؤية حبيبهم الفقيد فجأة. واخيرا أحيانا صورة الشهيد الميت قد لا يحبذ اهله نشرها بل لربما يعطوك صورته الجميلة وهو حي لتنشرها مكانه.
لقد خرجنا في ثورتنا وعشنا في الخنادق والسراديب والخيام وقطعنا البحار سباحة وسرنا مشيا على الأقدام بين القارات ولكن هذه المحن لن تسلبنا تقاليدنا الجميلة ولن تنسينا كيف ننتج قيم واصالات اجتماعية نتعامل خلالها مع المستجدات في واقعنا.
محي الدين قصار
6 حزيران 2020

Tuesday, May 05, 2020

زمان تصفية الشعوب والطبقات الهامشية بالسياسات المالتوسية


ما نراه من تخبط للسياسيات الاقتصادية في ظلال التهديد الصحي لوباء كورونا ليس بالجديد على البشرية. فالإطار النظري  في الاقتصاد السياسي لهذه السياسات يعود للإقتصادي توماس روبرت مالتوس (14 فبراير 1766 - 23 ديسمبر 1834)؛ مالتوس ينطلق من فكرة بسيطة مفادها أن معدل نمو السكاني أعلى من معدل النمو الاقتصادي، بناء عليه تحتاج البلاد لفترات تصفية بين الحين والآخر لكي تعيد التوازن بين هذين المعدلين.  من هنا ينتج عن مقاربة مالتوس بأن الحروب والأوبئة والمجاعات هي شي ضروري للتوازن المعيشي الرأسمالي. وينتج خلال هذه الفترات حالة تفاضلية يفرز فيها الذين سيُستغنى عنهم في عملية إعادة التوازن بين المعدل السكاني والمعدل الإنتاجي.  
طبعا وصفت هذه النظرية بـ"اللإنسانية" وشجبت على المستوى الفكري فقط.  ولكنها خلافا لما هو شائع اعتُبرت التأصيل الفكري الذي يُبرر الاستعمار في آسيا وافريقا وجنوب أمريكا. حتى داخل الأمم ذات المراكزية الرأسمالية تُنظّر المالتوسية للعلاقة بين النخب البيضاء الغنية والنخب الفقيرة (بيضاء او غير بيضاء) من خلال هذه الرؤية، فالهنود الحمر في أمريكا وكندا كانوا من أقرب الضحايا تاريخيا. ومازال السود والهنود الحمر يعيشون في جحيم هذه السياسات؛ يمكننا أن ننظر في امثلة كثيرة كبرنامج المدارس الداخلية الكندية التي هدفها تحجيم الوجود الهنود الحمر في الثقافة الكندية والذي جعلت رئيس الوزارة يعتذر عن ممارساتها في 2008. طبعا لا يفوتنا نشر الجيش الإنجليزي الجدري بين القبائل الأمريكية التي ذهب ضحيتها ملايين الهنود الأمريكيين (25-30 مليون نسمة) في القرن السادس عشر والسابع عشر. واللائحة طويلة للمهتمين بالعثور عليها.  بل هناك تجارب طبية أقيمت على نساء السود في امريكا لتجربة بعض البحوث الطبية.  وآخرها تجربة تطبيق ادوية وتعقيم تناسلي، طالت 150 ألف افريقي امريكي في الستينات ومنتصف السبعينات من القرن العشرين دون موافقتهم أو علمهم.
عندما نضع هذا التاريخ في البال يبدو أن دعوة الرئيس طرمب طبيعية لعقول هؤلاء.  فهو يدعوا لتطبيقات الأدوية التجريبية في المناطق ذات الكثافة السوداء مثل ديترويت ميشيغان وولاية جورجيا. وفي الحقيقة يُغَطّى هذا تحت ادعاء ان الأدوية صالحة لمعالجة أمراضا اخرى،  فإن نجحت التجربة انتصرت الشركات وإن لم تنجح لا يُتهم بأنه قتلهم.      
من الصعب اليوم أن نكشف عن سريرة صانعي السياسة في العالم حول حيثيات قراراتهم للتعامل مع وباء كورونا، وفيما إذا كانت منطلقة من رؤى مالتوسية أم لا، ولكن بنتائج هذه القرارات والسياسات المطبقة تظهر أنها مالتوسية في كثير من الأقطار، حتى وإن لم يتعمد صانع القرار أن تكون. ومن هنا بامكاننا أن ننظر لعدة دول في منطقة الشرق الأوسط على أنها تواجه الوباء بنظرات مالتوسية.  فإيران والعراق وسوريا ومصر مثال واضح على الدول التي تبنت "المناعة الإشباعية" وهو أن لا يقاوم الفيروس ويُترك ليصل إلى ذروته.  وبعدها يتم الفصل بين من يبق واحتفظ بمناعته من المرض ومن لم يتحصل على مناعة منه.  بكلمة أخرى، لسان حال هذه الدول أن خسارة 3% من الناس أمر مقبول بل قد يكون مطلوب.  (على اعتبار ان 3% هي نسبة الوفيات الملاحظة من بين الإصابات.)  طبعا وراء هذه القرارات محاولات تغطية على درجة التخلف في اجهزة الدولة الطبية في دول نفطية غنية كالعراق وإيران، والشعور بأن هناك ضغطا سكانيا كبيرا يمكن للوباء ان يخفف هذا الضغط ولو جزئيا.  ومع غياب  جهاز التكافؤ والعدل في "فلسفة" هذه الدول سيكون الوباء عالة على أدنى الطبقات التي لاتملك المال أو السلطة للوصول للغطاء الطبي اللازم. وبالتالي سيكون اغلب ضحايا هذا الوباء في هذه الدول من البعيدين عن السلطة الحاكمة،  يمكننا تخيل جهاز التنفس الاصطناعي المتوفر لمن سيقدم للمريض الإيراني (الشيعي) ام للمريض العراقي. أو هل سيحصل عليه صاحب رأس المال أم الفقير. 
السياسيات المالتوسية تطبق بشكل فج وقبيح في الدول المتخلفة أما في الدول المتقدمة فتكون بشكل أكثر تمويها.  حتى في الولايات المتحدة الأمريكية نلاحظ أن حصص الاسد من مساعدات الدولة تذهب للشركات الكبيرة بينما تبق الشركات الصغير والناس يتلقون من الدولة الفتاة لإرضائهم وشراء سكوتهم. وقد يسمع العامة بأرقام خيالية من أموال هذه المساعدات، ولكنها "خيالية" فقط على مستوى الخيال العادي،  أما على مستوى التخطيط وحجم الآلة الأمريكية فهي لاشيء يذكر،  فعلى سبيل المثال،  يهلل سدنة الرأسمالية الأمريكية لمنحة قدرها 2.3 ترليون دولار توزع عليهم (ترليون = الف مليار = مليون مليون)  ولكن إن علمنا بأن آخر طائرة مقاتلة-قاذفة صنعها سلاح الجو الأمريكي كانت كلفتها واحد ترليون دولار،  ندرك ضآلة المبلغ الموزع.   
إن السياسات المعلنة اليوم لمواجهة كورونا تحاول جاهدة أن تلقي اللوم على الوباء الذي سبب الأزمة الأقتصادية، والناس سراعا ما تتناسى أنه خلال السنتين السابقتين كان هناك شبه اجماع بين الاقتصاديين تحدثتُ عنه مبكرا ومرارا بان 2020 ستشهد ازمة اقتصادية. وذاك قبل ان تظهر الكورونا. ومن جهة ثانية، بينما يترك المرض يفتك بالمهمشين في العالم، يتم نص القوانين بحيث يستفيد منها المركز لنرى اكبر عملية نقل للثروة خلال 2020-2021. حيث سيخرج العالم بعد كورونا بمراكز مالية جديدة وتوازن اقتصادي مختلف عما شهدناه سابقا.  والطرف المتفائل من هذه المعادلة أن الدول التي سهرت على توازن العدل الداخلي فيها ستخرج أكثر قوة وترابطا ولا سيما إذا رسخت الأزمة فيها اسس وثقافة العدل الإجتماعي. 
بينما ستخرج دول السياسات المالتوسية بضعف داخلي يفقدها أي شرعية داخلية ويدفعها للنزاعات داخليا وخارجيا.  وستجد الدول التي احتفظت بفائض نسبي من تسلط القوة؛ حاجة داخلية (للدول الضعيفة: إيران واخواتها) للتنمر على جيرانها من أجل بناء علاقات قوة جديدة في عالم جديد.  وصرف النظر عن حالة الاختلال الداخلي. أما دول الأخرى وعلى رأسها  الولايات المتحدة الأمريكية فستكون الصراعات الخارجية من جهة وكبح جماح الطبقات الهامشية من ناحية أخرى وسيلتها الأساس من أجل الوصول إلى نقطة اتزان جديدة في عالم جديد.  هناك بعض الظواهر التي تؤشر إلى ارهاصات هذا المستقبل منها:  قرار امريكا بوقف كل الهجرات إلاّ الهجرات الفنية والطبية وذلك محاولة لاحتكار اليد العاملة المؤهلة في العالم والتي ستدخل مباشرة في صراع مع المصالح الالمانية عل سبيل المثال. وهكذا ستكون الضغوط العالية التي تنشئها العطالة عن العمل وارتفاع الأسعار على الدخل الفردي الحقيقي في هذه الدولة اسبابا اضافية تجعل الوضع الداخلي في حالة احتقان مستمرة؛ مما يجعل الحرب امر ضروري لتبرير هذا الاحتقان والخلل.

محي الدين قصار
شيكاغو 5/5/2020