Sunday, April 09, 2017

تصحر الذوق عند اسماء الأسد

في الاوتيل هذا الصباح كان على التلفزيون برنامج عن اسماء الأخرس (لااذكر القناة) خلاصة الحديث تتكلم عن حياتها وانتقالا من لندن إلى دمشق.   
والبرنامج بدون قصد يبين ظاهرة معروفة.  ففي كل بلاد العالم ولاسيما التي تحمل فيها فجوة بين الريف والمدينة هذه الظاهرة معروفة.  فعندما  يأتي أهل الريف إلى المدينة وخلال فترة قصيرة ؛ ومدفوعين بحياة أفضل ورغبة بمستوى أعلى من الثقافة؛  تتغير عاداتهم وطرق استهلاكهم وينتقلوا من الإستهلاك التقليدي (الذي هو الاستهلاك بغرض تقليد اهل المدينة) وهذا امر طبيعي يظهر في المرحلة الأولى من الهجرة للمدينة، ومع الوقت يتحول نمط الإستهلاك والذوق إلى نمط أصلي ومكتسب ويبدأ بانتاج ثقافة ذاتية متماهية مع ثقافة المدينة.  
هذا الأمر لا يعيب أحدا.  فهو أمر تطور طبيعي تفرضه الفجوة بين الريف والمدينة.  ولكن المستمع للبرنامج عى أسماء الأخرس يكتشف انعكاس الآلية.  فأسماء الأخرس الفتاة المدنية (حمصية) والتي تربت ترعرعت في حضن أبيها (الطبيب) في وسط مدينة لندن لم تخرج فقط عن الآلية أعلاه،  بل أنها عكستها،  فقد "صحرتها" العيشة في القصر الجمهوري ورفقة عائلة الأسد.  طبعا حتى الصحفي الذي قدم الربورتاج لم ينتبه لهذه الآلية،  ولكن كل ما قدمه عن أنماط استهلاك أسماء وأولوياتها يدل على تصحر الذوق عندها عوضا عن أن تلعب دورا في تطوير أذواق من حولها. 
  

Thursday, April 06, 2017

الضربة الأمريكية ليست نصرا للثورة

علينا أن نفهم نقطتين: أولا: ضرب النظام السوري ليس بالمشكلة الحقيقية لقوة مثل أمريكا. فإسرائيل مارست هذه العملية خلال الأربعين سنة الماضيات دون أن تتضرر أو تتضرر مصالحها أو تعاقب على هذا. ثانيا: أن الضرب على الأغلب سيكون ضربا عقابيا وليس ضربا لإنهائه. فلابد من أن تستمر الثورة على الأرض لكي تستفيد من أي عملية ضرب كفرصة للنقد باتجاه أهدافها. القوات المعارضة اليوم من أقصى مجاهديها إلى أقصى يسارها لا تملك تصورا حقيقيا عن الدولة القادمة ولا كيف تصل لها. وطالما استمرت الحالة راهنة فأي ضرب ما هو إلا مضيعة للبنى التحية السورية (تذكروا أنها ليست ملك بشار) ومضيعة للوقت ومزهقة للأرواح. فيمكن للنظام أن يتجاوز أزمة الضربة الأمريكية ويمتص آثارها باتفاق بسيط مع بعض قوى المعارضة المسلحة شبيه بالاتفاق مع "..." الذي أوقف خطوط التماس عند جوبر وساحة العباسيين منذ 2012. وهكذا اتفاق شبيه بهذا سيجعل النظام يطمئن أن الثوار لن يصلوا له خلال فوضى الضربة. لذلك عليكم أن تحاربوا الشعور أن اسقاط النظام سيتم بحركة واحدة. بل هو مجموعة حركات متناسقة من جميع الأطراف سواء كان تناسقها مخطط له أم خلقته الأقدار. فالتنسيق يتم في الأمور التي بيدك كثائر او كمجاهد، أما الأمور التي بيدك أو لا تدري بها فخلقته الأقدار أو سخرالله لها من يأتي بها فعليك أن لا تنتظرها بل أن تقفز على المناسبة لتقدم هدفك في لاظروف القادمة.