رؤى في الثورة السورية من الخارج: من أجل وجود سياسي جديد للثورة السورية


مسودة
الكاتب: محي الدين قصار
النسخة الأولى 24 حزيران 2011
آخر تحديث 5 تموز 2012

رؤى في الثورة السورية من الخارج:
من أجل وجود سياسي جديد للثورة السورية  

في هذه الوثيقة:
مقدمة بين السياسي والثوري والثورة والعالم الخارجي.
المهمات المطلوبة من الثورة السورية في الخارج.
اقتراح إنشاء "المكتب التنفيذي للثورة" في الخارج كيفية وتنظيم.  (اليوم مبادرة رياض سيف تسميه الحكومة المؤقتة) 
مقدمة:  
كنت قد كتبت هذه الرؤية قبل تشكيل المجلس الوطني السوري بقيادة برهان غليون،  (كتبت النسخة الأولى من هذه الرؤية في أواخر شهر حزيران 2011)  واليوم بعد ما يزيد عن سنة مازالت هذه الرؤية صالحة ومازالت الثورة السورية تحتاجها وأعتقد أن أي كيان يريد أن يمثل الثورة تمثيلا حقيقيا ويقود عملية اسقاط النظام من الخارج لا بد له من قراءة هذه الرؤية بتمعن وأخذ بعض نقاطها على الأقل بعين الأعتبار. 
بناء على الأحاديث التي جرت مع عدد من الثوار في الداخل وقياداتها رأيت أن أقدم لكم خطة العمل هذه راجيا أن تكون فيها إفادة.  كما يلاحظ القارئ الكريم، هذه الخطة لا تحمل مواقفا سياسية،  بل هي أقرب للتقنية التنظيمية         من أي شي آخر.  والهدف منها حل المشكل الذي فرضته علينا القوى السياسية في الخارج.  ومن جهة أخرى فإن تنفيذ هذه الخطة بعد نقاشها وتطويرها سيكون بمثابت الخطوات الأولى لتمكين الثورة من تشكيل هيئاتها ومؤسساتها خارج القطر، والتأسيس للفكر السياسي للثورة السورية.  سنكون في حاجة ماسة لهذه الهيكلة والتأسيس، وإن استطال أمد النظام أو الأنظمة التي قد تأتي بينه وبين الديمقراطية فستُمكن الهيكلية الصحيحة من متابعة النضال فيما إذا تم تغيير وجه الطاغية دون الوصول إلى الديمقراطية الحقيقية.  الخطة إذا ليست سياسية بل هي إدارية وتقنية لكي تتمكن الثورة من ممارسة السياسة لاحقا.  وفي هذا التقرير سأقوم بعرض طريقة إنشاء "المكتب التنفيذي للثورة" ولكن بعد ان أقدم ما تحتاجه الثورة من العالم الخارجي و المهمات المطلوبة من الثورة السورية في الخارج. 
ما الذي تحتاجه الثورة من العالم الخارجي:
يشعر البعض أن هناك حاجة لإنشاء المجلس الإنتقالي،  وكأن إنشاء هذا المجلس سيضع نهاية لمتاعب الثورة،  وما اعتقده أن اجتماع 300 سياسي في غرفة واحدة في المرحلة الحالية لن يؤدي إلا لمزيد من الإختلافات،  ولو صدر عن اتفاقهم مجلس إنتقالي وتمكن من الإجتماع يوما من الايام فإنه لابد من أن يشكل لجنة أو هيئة رئاسية أو أمانة عامة يتم تشكيل أعضائها من خلال التجازب الحزبي والإنتمائات المختلفة التي ستصيب اللجنة عاجلا أو آجلا بالشلل، أو تعيد آلية القرار السياسي لدكتاتورية الفرد.  بكل الأحوال هل يستطيع أحدٌ أن يتخيل لجنة فيها (السيد فلان، والسيد علان، وابن فلان وخال علان والدكتور زيد، والدكتورعبيد) وقادرة على العمل بشكل فعال وبسلاسة؟  أترك للأخوة ملأ الأسماء مختارة من واجهة العمل السياسي في الخارج اليوم. وكلامنا هذا لا ينقص من قدر أحد ولكن أن تجمع المختلفين في مكان واحد لا يعني اتفاقهم.  فهو من باب طلب الكمال في النقص.  (اثبتت الأشهر الماضيات على صواب هذه الفقرة)
فالطبقة السياسية السورية تتعامل مع قضية "المجلس الإنتقالي" على أنها تقاسم للمناصب السياسية،  وهذا أمر طبيعي إذ انه نابع من الممارسة السياسية التي يعرفونها،  فهم لا يعرفون الممارسة الثورية والثورة تحتاج غير هذه الممارسات.  ولا أعتقد ان هناك آلية يمكنها أن تغير هذا الأمر قبل الوصول إلى الشرعية الحقيقية وإلى صندوق الإقتراعات.  فالممارسة الثورية ترتبط  بالعلاقة مع الشارع الحقيقية ومرجعيتها تكمن في القدرة على امتلاك قدم صدق في الشارع السوري، والسياسييون وإن تم تلميع بعضهم بالإعلام، لا ينظرون إلى الديمقراطية على أنها الهدف النهائي، بل الوسيلة للوصول.  ومازال هناك لدى الكثير من السياسيين من يفقد قدم الصدق لدى الشارع السوري وقد يشك بعضهم في أن العملية الديمقراطية قد تُعري طروحاتها الفكرية والسياسية.  لذلك نراهم في هرولة مستمرة لصف أوراق اللعب قبل ان تعود إلى الشارع السوري.  ولا أعتقد بأنهم سيتوصلون إلى توافق في القريب العاجل.  هذا لا يعني أنهم سيئين،  ولكن لا بد أن يجتازوا في الثورة بعض المراحل ليتمكنوا من بعض النضج الثوري.  ونحن لا نريد أن نستبعدهم من العمل السياسي هنا،  ولكن نحتاج أن ننجز المهمات الضرورية للثورة دون أن نضطر لإنتظارهم إلى أن يتفقوا. 

إن أهداف الثورة اليوم سهلة ممتنعة لا تحمل التعقيد ولا تجيز الخلاف:
أولا:  إسقاط النظام.
ثانيا:  حماية الثورة من خلال الإشراف على انتخابات حرة وشريفة لصيغة ما لـبرلمان انتقالي يقود خلال المرحلة الإنتقالية. 
لذلك أقترح بأن ننطلق من المهمات التي تريد الثورة تنفيذها، بعدها وتبعا لهذه المهمات المطلوبة يتشكل الهيكلية  المناسبة لتنفيذ هذه المهمات.

المهمات المطلوبة من الثورة السورية في الخارج:
1.     تنظيم الدعم الخارجي من الجالية السورية وتسهيل وصوله إلى الثوار في الداخل. 
2.    تحريك الجاليات الثورية وتمثيل صلة الوصل بينها وبين الثوار في الداخل.
3.    تأمين التنسيق والتواصل بين الثورة وحكومات العالم لتأمين الدعم الضروري للثورة السورية.
4.    تأمين التواصل بين الثورة والهيئات الرسمية والمنظمات غير الحكومية الأجنبية.
5.    التعاون مع الهيئات والمؤسسات السورية غير الرسمية في الخارج لتأمين التنسيق فيما بينها بما يخدم الثورة السورية. 
6.    تُعتبر الشخصيات السياسية السورية والأحزاب السياسية السورية والجمعيات السورية في الخارج جزء من المؤسسات غير رسمية وعليه فالثورة في الخارج يمكنها التنسيق فيما بين هذه المؤسسات بما يخدم الثورة السورية.   
7.    تشجيع الحوار بين أعضاء الطبقة السياسية السورية في المغترب بغية تحقيق التقارب بينها ومساعدتها على تحقيق الإستقلال السياسي والمالي الذي نتج عن الحاجة للحكومات الأخرى. 
8.    إن الثورة السورية تزداد نضجا يوما بعد يوم، ومع هذا النضج هناك ضرورة لتأطير الفكر السياسي للثورة،  على الثورة في الخارج ان ترسم النشاطات التي تساعد على صياغة هذه البلورات وافساح المجال لنقاشها الشعبي في الخارج بغية اغناءها وتطويرها.
9.    تشجيع الحوار السياسي في الخارج لرسم تصورات أفضل لسوريا ما بعد الأسد
10.توثيق أفكار الثورة وقيمها ومتابعة تاريخها.
11.   ...
بإمكانكم أن تضيفوا المزيد من المهمات التي تحتاج الثورة لتنفيذها في الخارج.  فإن وافقتم معي على هذ المهمات ترون أن السؤال السياسي الذي يحاول أن يجيب عليه المجلس الوطني غير ضروري في هذه المرحلة.  فما تحتاجه الثورة الآن هو مكتب سفارة في العالم أكثر من حاجته لمجلس وطني. فعندما يسقط النظام في الداخل سيتم وبكل نجاح التوصل إلى مجلس انتقالي وبأقرب وقت ممكن.  ولكن المجلس في الخارج قد لا يفيد كثيرا مالم ننجح بالتغلب على الصراع السياسي فيه.  


فإذا برأيي المتواضع الثورة السورية تحتاج إلى "مكتب تنفيذي" (يتفرغ) في الخارج يقوم برعاية شؤون الثورة وتعريفها للعالم وحوار القوى الدولية بإسمها،  فقيم الثورة ومواقفها السياسية وأهدافها العريضة واضحة وصريحة يعلنها المتظاهرون لا يشك فيها أحد دون أي خلاف من السويداء ودرعا إلى الرقة والقامشلي،  فشعارات الثورة وقيمه الأصيلة لا خلاف عليها.  وخلافات السياسيين لن تنتهي في يوم من الأيام،  لذلك على المكتب التنفيذي أن يكون بعيدأ عن الحزبيات وأن لا يكون تمثيلا للطيوف السياسيين.  بل يجب ان يغلب عليه التكنوقراط والأمور التقنية أكثر من أي شيء آخر.  


لذلك اقترح إنشاء "المكتب التنفيذي للثورة" في الخارج: 
1.    أن تتفق الثورة في الداخل على سبعة إلى احدى عشر شخصية من التكنوقراط الذين يعيشون خارج سورية ويفضل أن يكونوا من المقيمين في أوربا الغربية وشمال أمريكا (لأسباب لوجستيكية بحتة) ومن يملك القدرة (القانونية والرغبة) على السفر المتكرر.
2.    قد يقترح (إن كان فيه مصلحة) إنتقال جميع أعضاء المكتب إلى  العيش في بروكسل بلجيكا (عاصمة المجموعة الاوربية). (من الممكن أن يتم تقرير المدينة المركز غير بروكسل ويمكن ان ندرس ميزات ومساوئ كل مدينة:  بروكسل، باريس، لندن، قطر، القاهرة، استنبول عمان إلخ.) ولكنني أميل لبروكسل أو استنبول في المرحلة الحالية ويتم فتح فروع في العاصمات الأخرى.  (امع المستجدات اعتقد الآن استنبول وقربها للمناطق المحررة يجعلها المحبذة ولا بد للمكتب من فرع دائم به في القرب من الحدود التركية السورية)
3.    ليس من الضروري أن يكون كلهم من كبار المشاهير أو الشخصيات الكبيرة، فشرعيتهم نابعة من اختيار الثوار لهم. ولكن يستحب ان يكونوا بعضهم على الأقل من المعروفين والذين ليس لهم انتمائات حزبية. 
4.    أن يتم اختيار من له بعض المهارات المعينة ولاسيما الإدارة والقيادة ووالقدرة العالية على بناء التوافقات.
5.    يفضل أن لا يكون هناك تنافر بينهم.  
6.    من الأفضل أن يكون أعضاء المكتب من الذين عندهم جوازات سفر تسهل عليهم التنقلات. 
7.    من الممكن أن يختار الأعضاء من المقيمين في الداخل ثم يرسلون إلى الخارج لممارسة أعمالهم،  ولكني لا أحبذ هذا الأمر فالتجربة أثبتت أن القادمين يحتاجون على الأقل إلى سنتين وسطيا ليتمكنوا من الحركة الحقيقية في الغرب، وبالتالي فسيتمروا على كونهم عالة على من يساعدهم وعلى دليلهم عند وصولهم. ومصداقيتهم وفعاليتهم ستتأثر بمصداقية وفعالية دليلهم.   
8.    يلتزم أعضاء المكتب التنفيذي بالتعهد بعدم الترشح لمنصب سياسي لمدة سنتين على الأقل بعد سقوط النظام. 
9.    يصاغ للجنة قانونا داخليا تلتزم بالعمل فيه.  (ممكن أن أساعدكم على هذا)
10.يعتبر المكتب عنصر الإرتباط الوحيد بين المعارضين السوريين في الخارج والثورة السورية. 
11.يحق للمكتب تعيين لجان فرعية على أن لا تتجاوز مهامها مهام المكتب حسب التكليف. 
12.يعتبر المكتب ممثل الثورة خارج سورية والمتحدث بإسمها أمام الحكومات والمؤسسات الدولية.  (طيعا هذا أذا استطاعت الثورة في الداخل أن تتوحد حول هذه الخطة) 
13.يخول المكتب حق جمع التبرعات واستعمالها حسب القوانين العاملة في بلدانها على أن تشكل "لجنة مالية" للمراقبة من الشخصيات غير سياسية المعروفة ذات الثقة والسمعة الطيبة في الجالية يمكن أن يتم اقرارها من الثورة في الداخل.  على أن يتم توزيعها وفق سياسة معلنة متفق عليها. 
14.المكتب بطبيعته تنفيذي وبذلك ليس عليه أن يضمن تواجد جميع الأطياف والجمعيات فيه. 
15.يمكن للجمعيات والأحزاب السياسية السورية في مغتربها أن تطلب اعتبارها على أنها هيئة من هيئات الثورة في الخارج، وفي حال قبولها من المكتب تصبح الجمعية أو الحزب هيئة بصفة مراقب في "المكتب التنفيذي."   
16.مهمات المكتب هي نفس مهمات الثورة في الخارج التي قدمنا لها في الفقرة السابقة. 
17.يبق المكتب صاحب الحق في القرارات التي يتخذها طالما هي ضمن التكليف الرسمي.  
18.يعمل "المكتب التنفيذي" بقدر ممكن من الصمت ويتجنب قدر الإمكان المماحكات الإعلامية او الدخول طرفا في المماحكات بين السياسين السوريين. 
19.تملك الثورة في الداخل حق االنقض لأي قرار قد يتخذه المكتب دون الرجوع إليها. لذلك عليكم ان تضعوا بينكم كيف سيؤخذ هذا القرار بينكم (لاتعقدوا القصة أكتبوا النص الأولي للقاعدة وأنا أساعدكم في صياغتها الأخيرة)
20.تملك الثورة في الداخل حق عزل أي من أعضاء المكتب أو جميعهم لذلك عليكم إن تضعوا قواعد عزل أعضاء هذا المكتب التنفيذي بينكم لكي لا تختلفوا لاحقا (ويمكنني أن أساعدكم بها.) 
21....
هذه هي الخطوات الأولية وسأكون سعيد بأن أعينكم خلال عملية اكمالها وتحويلها لواقع. فإن أعجبتكم الخطوات الأولية بامكاننا الدخول في مناقشة لتطويرها وتنفيذها.   من الافضل أن تبق الأمور التنظيمية سرا إلى أن نتوصل إلى توافق بين الأطراف المعنية. فلايعلن عنها إلا بعد تشكيل المكتب التنفيذي واعتماده وموافقة أعضاءه.
ملاحظة هناك الكثير من العمل الذي علينا انجازه ولاسيما على مستوى افكار الثورة وقيمها  فنحن بحاجة لتوثيقها وضبطها.  ولكن هذا الأمر يمكننا أن نتعامل معه بشكل مواز لاحقا.
محي الدين قصار
Skype: kassarm
00-1-708-856-9816  
    

No comments: