في عام 2004 بدأتُ العمل مع عدد من أبناء الجالية السورية على انشاء الكونغرس السوري الأمريكي، وكان الغرض الأساسي هو انشاء منبر يجمع السوريين في أمريكا، وقد بيننا الهدف الأولي للكونغرس السوري الأمريكي وهو دعم مؤسسات المجتمع المدني الناشئة في سورية، وكان أول محاضرة قدمناها للناس في شيكاغو في ربيع 2005 وكان المحاضر الدكتور رضوان زيادة. وكنا قد رفضنا في تلك الفترة الانضواء تحت الكيانات الأخرى سواء جبهة الخلاص أو التي انشأها الغادري وأصرينا على أن يكون الكونغرس مستقلا وعمله مع مؤسسات المجتمع المدني في سورية.
بعد المؤتمر الأول للكونغرس السوري الأمريكي (أيار 2006) تبين لي أن المجلس التنفيذي في الكونغرس السوري الأمريكي يأخذ المجلس في اتجاه لا يُرضي الهدف الأصلي الذي عملنا من أجله. ففضلتُ الابتعاد بهدوء عن الكونغرس السوري الأمريكي.
وأحب التذكير هنا بان خلال عملية تأسيس الكونغرس السوري الأمريكي قام مجموعة معروفة بتعاملها مع النظام عن طريق "الجمعية الطبية السورية الأمريكية" بحركة استباقية وإعلان ما يسمى "بالمجلس السوري الأمريكي". وهؤلاء كانوا على علاقة طيبة مع القصر الجمهوري وعلاقة شخصية مع وزيرة المغتربين آنذك. واستطعنا تهميش هذا المجلس في الجالية واستمرت عملية انشاء الكونغرس السوري الأمريكي بمساعدة عدد لا بأس به من شرفاء الجالية السورية. وتم تأسيس الكونغرس في الخريف وعقد مؤتمره الأول في الربيع. بعدها انقطعت علاقتي مع المجلس كما بينت (وكذلك انتهت علاقة عدد من الأخوة المؤسسين الذين رأوا أن المجلس يسير بالإتجاه غير المناسب.)
بعد تركي للكونغرس بسنة ونصف (تقريبا لا أعرف بالضبط) قامت قيادة (الكونغرس السوري الأمريكي) بضم مجموعة (المجلس السوري الأمريكي) السابق ذكرها وتم تغيير اسم الكونغرس ليصبح (المجلس السوري الأمريكي) من الملاحظ أن المجلس والكونغرس لهما نفس الاسم المختصر بالانجليزي SAC. وقد يكون من هنا ينشأ الخلط عند البعض.
مع الثورة التونسية كنت مع عدد من الأخوة نحاول تجييش الجالية السورية وتحضيرها للثورة السورية، فهمنا من رئيس المجلس السوري الأمريكي أن المجلس غير مستعد أن يخوض بقضايا المعارضة فقمنا بتأسيس الجمعية السورية الأمريكية Syrian American Society وختصرها SAS
أنا أجد نفسي مضطرا لشرح هذه الحقيقة التاريخية لأنها تصل للأخوة البعيدين بشكل مشوه، فأنا لم أكن يوما من الأيام عضوا فيما يسمى بالمجلس السوري الأمريكي، إنما كنت مؤسسا للكونغرس السوري الأمريكي. ولا علاقة لي بالمجلس السوري الأمريكي. فالكونغرس أُسّس على انه كيان معارض، أما المجلس فقد عقد أول مؤتمر له في واشنطن في حزيران هذا العام بعد أن غير موقفه من النظام السوري. فقد كانت فكرة الكونغرس فكرة رائدة لم ترق للنظام منذ يومها الأول، مازالت برأيي فكرة رائدة. وأرجو مع الوقت أن نتمكن من جعل "الجمعية السورية الأمريكية" SAS قادرة على تولي مهمات الكونغرس السوري الأمريكي.