Monday, October 29, 2018

لكل مقام مقال: تسامح الاستاذ عصام العطار مع اسماء الأخرس



اثارت زوبعة من التعليقات على منشور استاذنا عصام العطار وموقفه "المتسامح" من المدعوة أسماء الأخرس. وهؤلاء الناس انعكست في تعليقاتهم الحاجة للحكمة وغياب الادراك للفرق بين "موقف وجداني" يتخذه الأستاذ عصام والموقف القضائي من اسماء.  لقد أعلنتُ وبعدة مناسبات حتى على القناة الروسية إن المؤيد للمجرم ليس له إلا حبل المشنقة. ولو أن الأستاذ عصام صرح نفس تصريحي لرأيت أنه مجانبا للصواب به.  فما كان لي أن أجرؤ وأتخذ موقفي الحاسم بوجوب "أقامة الحد على شركاء الأسد وأدواته" لولا علمي بوجود من هو في الحكمة الأخلاقية للأستاذ عصام في صفوف الأمة.  
فهناك الموقف الأخلاقي الذي نحتاج له في أمتنا وهناك الموقف القضائي الذي لا تستقيم حال دنيانا بدونه.  وهناك الموقف العاطفي الذي يشعر به كل من تعرض لظلم النظام وعلى رأسهم الأستاذ عصام.  ومن كان في مستواي يملك حرية اصدار الأحكام القضائية الحاسمة كما فعلتُ سرا وعلنا وبالأدلة الضرورية الضابطة.  ومن كان في مستوى المعلقين على موقف الأستاذ عصام لهم أن يعبروا عن آرائهم ومشاعرهم الشخصية وبالطريقة التي يجدونها مناسبة؛ وهم شركاء للأستاذ عصام بمشاعر الظلم والقهر التي أنتجها النظام عندهم.  والفريقان (القاضي والمظلوم) كما الأمة جمعاء نحتاج للموقف الأخلاقي الذي اتخذه الأستاذ عصام لنصنع السقف القيمي للأمة.
 فالمظلوم يحتاج أن يرى كيف يعلو المظلوم على مشاعر ظلمه وحقده الحق على الظالم، وأن يرى أن المسامحة ممكنة كما فعل الأستاذ عصام.   ونحتاج حكمة القاضي لكي يكون قصاصنا عادلا، ونحتاج كراهية المظلومين وتطلعهم للقصاص لنتمكن من حشد الهمم لنصرة الحق وأقامة العدل ومنع الظلم ثانية. أما أن يعلوا كل فريق منا على الآخر فهذا يعكس غياب في رؤية العناصر الضرورية لبناء مجتمع سوي. فمن يريد القصاص من الأسد وشركاءه ليسوا مجانبين للصواب وهو حقهم.  ومن حق الأستاذ عصام أن يرسم السقف الأخلاقي لمواقفنا بل هي واجبه تجاهنا. وهذا لا يعني أن القاض في احكامه مُلْزم بموقف الأستاذ عصام ولا يعني أن المظلوم عليه أن يصل إلى مستوى الأستاذ عصام في مسامحته.

محي الدين قصار 
شيكاغو 12/29/2018 
*******************************************************************
نص المشاركة للاستاذ عصام: 
>>
زارَني رَجُلٌ سوريٌّ معروف ومعَهُ صورَةٌ ل أسماء الأسَد وقد بَلَغَ منها المرضُ الخبيث ما بلَغ وقالَ لي:
- لقد انتقمَ اللهُ تعالى لكَ من قتلَةِ زوجَتِكَ يا أستاذ عصام فماذا تُحِبُّ أن تَقولهُ لَها؟
قلتُ لَهُ: أمرانِ أقولُهُما لَكَ أوَّلاً:
- الأمرُ الأوَّل: أسماء الأسد ليست هي التي قتلت زوجتي الشّهيدة بنان „وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ“
الأمرُ الثّاني: الشَّماتَةُ ليست من شِيَمِ الكِرام
وأمّا ما أقولُهُ لأسماء الأسد فهوَ:
عافاكِ اللهُ وشَفاكِ وهداكِ واستعمَلَكِ في صَلاحٍ وإصلاحٍ وحَقٍّ وخير
إستغفِري الله، ولا تقنطي من رحمة الله