وصلني هذا التعليق على "المبادرةالجهادية" من معارض يساري مخضرم
"من المعيب والعار أن تعالج قضايا الوطن بهذا المستوى من التخلف والانحطاط
كأننا ما زلنا نعيش في عصر المماليك ,كان الله في عون الشعب السوري أمام الأهوال والمصائب
التي يتعرض لها اليوم والتي لم تكن تخطر على بال أحد"
دكتور -------- :
هذا الواقع الذي ورثناه من جيل الستينات وأيام
العهر الأسدي الطويلة، فأنا لم أخلق الواقع بل أبذل الجهد الحثيث للخروج من
هذا الواقع نحو مستقبل أفضل. فالعرب تقول "يداك أوكتا وفوك نفخ".
ومن السهل أن نغسل أيدينا منه ونقول لهؤلاء
الشباب : "بس ترجعوا وتصيروا ثوار "تقدميين" حقيقيين عندها نتفاعل
معكم" . إن الكثيرين من مسكفي سورية يقفون من هذا الواقع بهذه الصورة
المتعالية. هناك الكثير من بقايا مثقفينا من له دراية بهذا الواقع، ولكنه
يتناسى أن العمل البطولي أن يتعامل معه ويصل إلى إخراج الأمة من حضيضها، لا أن ينتظر
ليعمل إلى أن تصبح الثورة على كيفه، فهذه
ليست ثورة "ما يطلبه المستمعون".
فحتى اليوم يتكلم هؤلاء يانتظار
معجزة، ولاسيما أولئك الذين ينتظرون الحلول السهلة واعتادوا على الحلول المعلبة
الجاهزة للإستهلاك وأقربها مثالا "الإنقلابات العسكرية" أو "الإحتلال
الأجنبي".
لقد فكر البعض بالخروج عن هذا الخط البياني
التي رسمتها الستينات وأيام التصحر
السياسي، فخلال الخمسة عشر سنة الماضيات كانت
حركة "احياء المجتمع المدني"، و "إعلان دمشق" غيض من فيض
لمحاولات الخروج، ولكن أين مثقفينا اليوم من هذه الحركة وهذا الإعلان. لقد استطاع
هؤلاء المسكفين ـ ولا سيما المتحزبين منهم ـ اختطاف الحراك الوليد ورد الحياة
السياسية السورية العامة على أعقابها لتتابع السير على خط التوحش الذي كان قبلها،
ففقد هؤلاء المسكفين القدرة على التواصل مع واقع أمتهم، فذهبت مجتمعاتهم بجهة وهم في
جهة أخرى. فما برحوا إلا وقد تفلت المجتمع من أيديهم وتخلت شعوبهم وثورتهم عنهم ،
وانشكفت سوأتهم لعامتهم. فنراهم ينتظرون اليوم بإشمئزاز لما يفعله شباب ثورة
مجتمعاتهم.
إنني أدعوا في مبادرتي لتلاقي الثوار هنا
والتوفيق بينهم، وإني أعتبر أن مسؤولية تلاقي هؤلاء الشباب مناطة بعلماء المسلمين
الصالحين منهم، ولو كنت أرى في أحد من
بقايا معارضينا ـ سواء كانوا أفرادا او تجمعات ـ القدرة على أن يجمعهم لطلبت منه
ذلك. فهل ياترى يستطيع أي من مسكفي سورية أن يجمع
حوله 100 من الشباب ما لم يشتريهم بالعلمة الصعبة؟ فإحباط حركة "المجتمع المدني"،
وتشتيت "إعلان دمشق"، وتفاهات "المجلس
الوطني" وتحلل "الإئتلاف" حولت هذه التجمعات إلى ساحات عزاء مات
فيها المثقف السوري التقليدي على مذبح الرؤية الحزبية المتعفنة والمصلحة العشائرية
والشخصية الضيقة.
فمبادرتي هذه جهد المقل وكنت أتمنى أن أسمع
ما يصححها ويرفعها لا ما يتهمها ويخفضها ،
فمن يملك جهدا أفضل فأنا أول التابعين.
محي الدين قصار
No comments:
Post a Comment