Sunday, August 17, 2014

"أمْرَكَةُ الكلب" استراتيجية العقود القادمة:

"أمْرَكَةُ الكلب" استراتيجية العقود القادمة:
اعتاد الناس على الكلاب تسرح وتمرح حيثما أرادت، ولكن في الرغبة القوية للسيطرة الكامنة في العقلية الغربية والرأسمالية على كل شيء من البشر والحجر بينهما؛ ابتدع الأمريكيون آلية معينة لضبط حركة الكلاب في دائرة محدودة ضمن حديقة المنزل،  فقد أبتدعوا سلسلة صغيرة توضع في عنق الكلب غير مربوطة بأي حبل، وبامكان صاحب الكلب أن يحدد المساحة التي يريد أن يسمح لكلبه اللعب فيها. هذه المساحة تحددها اشعة ليزرية غير مرئية ،  هكذا لا يحتاج بناء سور أو سياج  أو أن يربطه بحبل ليمنع الكلب من اجتيازه،  فإذا حاول الكلب الخروج خارج المساحة المحددة له فالحلقة التي في رقبته سترسل صدمة كهربائية خفيفة في الكلب تجعله يتراجع،  بعد فترة وعدد من الصدمات يحفظ الكلب المساحة ويلتزم بها حتى أنك لا تحتاج لأن تجدد بطارية الحلقة التي قد تفرغ بعد حين. 

هذا ما فكرت به وأنا أسمع أخبار القصف المتكرر لليمن والعراق وقريبا جدا لسورية،  فإذا ضاقت المنطقة المسموح بالحركة بها على سكانها تركوا يتهاوشون بينهم طالما أنهم بقوا ضمن الخطوط التي وضعت لهم.  ولا تحتاج أمريكا أن تجلس على الطاولة مع أي من اللاعبين سواء كانوا #الدولة_الإسلامية أم #البيشمركه #أم الصحوات أم #الجيش_الحر،  فكلما تجاوز أي منهم الدائرة المسموحة لهم بها تأتيهم الصاعقة بشكل طيارات دون طيار وقنابل تذيقهم الموت إلى أن يتعلموا ما تعلمه الكلب قبلهم.  والأخوة هذه الأيام (بما فيهم البشمركة عاجلا أو آجلا)   يعاينون رسم حدود الملعب جغرافيا بهذه الطريقة هذه الأيام في العراق على الأقل ويدركون ما أقول.  وقد رآها الشباب في الثورة السورية عن طريق أوامر بريئة تحدد لهم مكان المعركة القادمة أو "اللامعركة" القادمة طوال سنوات بوسائل أقل قسوة من الصعقة الكهربائية أو الطيارات بدون طيار، ولكن نتائجها لم تكن أقل سلبية على الثورة وقدرتها على الحسم. على الثوار والجاهدين بكل أنواعهم أن يتفكروا مثنى وثلاث ورباع بهذه القضية قبل أن ينقضوا على بعض في الدائرة الضيقة التي رسمت لهم لكي ينهي بعضهم بعضا.  وضمن هذه الدائرة سيعتقد كل منهم أن مشاكله كلها ستحل عندما يقضي على الآخر الذي يشاركه الدائرة وهو لايدري أن كل انتصار يحققه ما هو إلا مسمار جديد في نعشه فكلما نقص اللاعبون في الدائرة كلما قلصت أمريكا حجم الدائرة ليستمر التناهش حتى لا يبق في الدائرة إلا الكلب المؤدب المطيع الذي "يصيد ولايأكل."      
  
هناك حلقة مشابهة متخصصة في الصوت،  فكلما ينبح الكلب بشكل مرتفع يتجاوز حدا معينا فالحلقة ترسل صاعقة كهربائية خفيفة، وبعد عدة مرات يحفظ الكلب درسه ويمتنع عن إزعاج الجيران بنباحه.  نترك للأخوة القراء حرية تخيل هذا النوع من الحلقات ومن يلبسها في وطننا أو لبسها في تاريخنا. 
نقول قولنا هذا ليس لكي نوحي بالضعف أو اليأس ، ولكن لكي نقول أنه إذا أردنا أن ننتصر فإن وسائل الصراع عليها أن تتطور، وأن أهدافنا عليها أن تتطور،  فإذا مازالت أهدافنا عمرها ألف سنة ووسائلها أقدم منها فإننا لايمكننا أن نخرج من الحلقة المفرغة التي ندور بها منذ قرون. وأنا لا أقول بأن نطور وسائلنا بوسائل القوة فقط.   فإن غرام قوة يحتاج قنطار عقل. ورطل سلاح في يد مجتمع يحتاج إلى أطنان من التماسك الاخلاقي والإخاء لكي لا يتمزق المجتمع بهذا السلاح. 


محي الدين قصار 
#الدولة_الإسلامية
#البيشمركه
#الصحوات
#الجيش_الحر

No comments: