Tuesday, May 12, 2015

"أستاذ" و"أستاذ"

روى لي والدي رحمه الله هذه القصة قائلا: 

كنا نطلع من قبر عاتكة (بيت جدك) إلى معمل الخماسية والمعامل الأخرى على طريق حلب القديم مشيا على الأقدام، لأننا لم يكن لدينا ثمن تذكرة الباص،  وقبل باب المعمل بقليل نقف لننظف أحذيتنا من الغبار في الصيف أو من الطين في الشتاء، وندخل إلى المعمل نتكلم مع العمال ونحاول اقناعهم بالانضمام إلى الحركة التعاونية أو النقابية التي كانت حديثة العهد في تلك الايام. (اربعينات وخمسينات القرن الماضي) 
وكان جميع العمال ينادوننا "أستاذ" و"أستاذ"  ويعاملوننا باحترام كبير ويعتقدون أننا نملك الكثير من المال والقوة ولا يدركون بأنهم هم وحدهم قوتنا ومصدرها وأننا أتينا مشيا على الأقدام لنراهم لأننا  نريد أن نوفر نصف فرنك سوري بطاقة الباص."    

رحم الله والدي وغفر له ولجيله، وعلّ وعسى من يريد أن يمثل الثوار أن يُدرك بعض الرمزية في هذه القصة أم على القلوب أقفالها؟  

  فأين "اساتذة" اليوم من "اساتذة" الأمس؟ 


No comments: