يكثر التنظير من جديد حول قرب نهاية النظام على يد القوات الفلانية والعلانية
والتحالفات الإقليمية، وبكل أسف يتكلم في هذا
بعض المعارضين المخضرمين راسمين سيناريوهات زهرية يقترب البعض منها من الحقيقة والتحليل
السياسي، وينتمي
بعضها للمقاهي السياسية .
نحن في الثورة عشنا آلاف المرات هذه الفورات وكل فورة تبعها حالة احباط، وفي الحقيقة سواء تدخل الخارج لإسقاطه أم لم يتدخل
فإن الفاعل الحقيقي في تطور الأحداث هم المجاهدين والثوار على الأرض ، فكلما تغيرت الحقائق على الأرض بأيديهم كلما وجدت المجموعة الدولية
نفسها مجبرة على أن تواكب التطورات الميدانية. ومن يعتقد غير هذا فهو يخون الثورة ومستقبلها. التقدم الحقيقي لا يتم إلى في الميدان، وسينتهي النظام عندما تجد المجموعة الدولية أن ما
يحدث في الميدان يتجاوز قدرتها على استيعاب وتجيير هذه التطورات لمصلحتها.
النظام يستفيد من هذه التحليلات التي تُعلق نصر الثورة على إرادة الآخرين
، فهو ينفي الفعل عن الثورة والثوار ويدفع
لحالة تكاسل، فكم من مرة ينتهي الفعل أو القول
بقرار: "امريكا لا تريد" أو "لم تعطي الضوء الأخضر" وهذا الكلام لا يتم في المقاهي، فهذه طبيعة المقاهي
ولكن أن تسمعه في غرفة عمليات، فهذه طامة كبرى.
في احدى المقابلات التلفزيونية كان شريكي ضابط كبير من الداخل، وبقي يطلب
وينادي بالتدخل الأمريكي والمساعدة الأمريكية حتى وجدت نفسي أقول له على الهواء مباشرة:
"أخي يعني إلحاحك يصل لحد الشرك بالله" فلا ينقصك إلا أن تصلي لها."
ما نقوله هنا مهم جدا، فهحالة الذهنية هذه والدعاية التي ترافقها
يمكن أن نراها في أسئلة بسيطة:
الأول: مالذي يجعل مقاتلوا جيش النظام يحاصرون ويقاتلون لفترة طويلة ؟
الثاني: لماذا لا يهب كل
شباب المناطق المحررة للانضمام للثوار الذين حرروا مناطقهم؟
الثالث: لماذا لا يتمدد ثوار بعض المناطق لمناطق جديدة؟
الجواب له أبعاد كثيرة ولكن الأهم فيه هو هذا الشعور في الثقافة
السائدة أن التحرير سيتم بيد الآخرين.
طبعا هذا الشعور لا يحمله الثوارالحقيقيون المحررون لهذه المناطق والذين
يستمرون بالتمدد او بالنصرة.
تقول العرب في هذه الحالة:
بيدي لا بيدك يا عمرو.
No comments:
Post a Comment