لا يوفر النظام السوري ساحة ولا سلاحا إلا ويستخدمها لخلق انطباع بأنه يمتص الأزمة التي يعيشها، فمازال النظام وجلاوزته يمارسون الكذب والتضليل في كل كلمة يقولونها. فقد قامت سلسلة من الصفحات المحسوبة على أنها اعلامية بنشر خبر بعنوان "تصريحات كلينتون عن شرعية الأسد ارتجالية ولا تمثل الرأي الأمريكي" طبعا المفتاح في التغيير هنا أضافة عبارة "لاتمثل الرأي الأمريكي" ورأيت أن أنشر هنا ترجمة كاملة للمقال الذي نشرته "واشنطن بوست" يوم 16 تموز. لأن الخبر وصل إلى شعبنا من خلال هذه الصفحات بصورة مغايرة تماما عم أراده الصحفيان في الواشنطن بوست.
فالمقال يقدم التغيرات التي تعكسها زيارة السفير الأمريكي لحماة يوم الجمعة ومن ثم تصريح الوزيرة كلنتون يوم الإثنين وتصريح الرئيس أوباما على أنها نقلة نوعية في السياسة السورية تجاه النظام السوري وخطوة نحو زيادة عزلته. فكل من الرئيس والوزيرة والسفير يؤكد على أن أسد "فقد شرعيته" فمقال واشنطن بوست حسب النص الأصلي يؤكد ان هناك تحرك باتجاه عزل النظام السوري بشكل أقوى وأن السياسة الأمريكية تقف إلى جانب المتظاهرين مع كل يوم يمر. الشيء السلبي الوحيد - برأي الكاتبين في البوست - بأن هذه التغيرات في السياسة الأمريكية تُصنف على أنها "ارتجالية"؛ بمعنى أنها تتطور دون استراتيجية واضحة للعيان، ويستشهدان بموظف نٌكرة في الإدارة الأمريكية على غياب هذه الاستراتيجية.
فالكاتبان يعتقدان أن هذه النقلات من موقف متصلب إلى موقف أكثر تصلبا ما هي إلا نقلات ارتجالية، على حين الحقيقة التي فاتتهما بأن تطابق موقف السفير يوم الجمعة مع موقف الوزيرة يوم الإثنين وتلاها تصريح الرئيس أوباما يوم الثلاثاء يؤكد أن هناك استراتيجية ثابتة. بل أن الطريقة التي صيغت بها الأمور تقول بأن هذه الاستراتيجية المضادة لنظام أسد موضوعة مسبقا وأن التنقل في مراحلها حسب تطور الوضع لا يحتاج إلى مراجعة للخطة الموضوعة مسبقا. إن خلاصة مقال الواشنطن بوست يعكس موقفا مصعدا للإدارة الأمريكية ضد النظام السوري وهو يصل إلى مطالبة أسد بالتنحي عن الحكم في خطوة قريبة بعد أن فقد شرعيته. ويؤكد المقال درجة التعاطف العالية مع المتظاهرين المسالمين في سورية. ولكن كل هذا نسيته وسائل اعلام النظام لتصل إلى نتيجة تقول "أن التصريحات لاتمثل الشعب الأمريكي" يبدو أن النظام بعد أن أدمن الكلام باسم الشعب السوري ها هو يريد أن يتكلم باسم الشعب الأمريكي أيضا.
ومن هنا أخذت بعض وسائل الإعلام ولاسيما الانترنيتية العنوان النقطة الثانوية في المقال لتدعي بأن النظام في خير وأن أمريكا لا تعرف ما الذي تفعله مع النظام السوري. لذلك رأيت أن أقدم لكم الترجمة كاملة لنص "الواشنطن بوست" وأدع للقارئ الكريم المقارنة بينها وبين ما أتى في بعض الصفحات السورية.
بداية مقال "واشنطن بوست"
كلمات مرتجلة وإجراءات تقود موقف الولايات المتحدة من سورية
لم تكن سوى كلمة واحدة -- "الشرعية" -- ولكن في لغة الدبلوماسية انها قنبلة، وطلقة نار على الأسس الأخلاقية لحكومة أخرى. عندما وقفت هيلاري رودام كلينتون أمام كاميرات التلفزيون في الأسبوع الماضي للحديث عن الزعيم السوري المستبد، حتى مساعديها لم يتوقعوا لها أن تذهب إلى هذا الحد. وحيث قالت " "من وجهة نظرنا ، أنه فقد شرعيته" ، متكلمة عن الرئيس السوري بشار الاسد.
بهذا التصريح كرد مرتجل (غير مخطط له) على سؤال صحفيين ، تجاوزت كلنتون خطا وأعتبرت بالحال نقطة تحول في سياسة أوباما. هذه السياسة التي كانت تعتبرت حتى يوم الاثنين متحفظة نسبيا في توجيه انتقادات علنية لأسد. لكن في حين أن البيت الأبيض كان ينوي تشديد لهجته حيال الرئيس السوري، فإن قرار استخدام الكلمة "الشرعية كان خيار لكلينتون وفقا لإثنين من موظفي الادارة مطلعين على الحادث.
إن كلام كلينتون بالإضافة لقرار السفير روبرت فورد المرتجل (غير المخطط له) بزيارة حماة معقل المعارضة يوم 7 يوليو، دفع بالإدارة الأمريكية خطوة اقرب لإعلان أنه على الأسد التنحي. والأخذ بالحسبان زيارة السفير وتصريحات كلنتون يظهر كيف كانت تصاغ مؤخرا سياسة الإدارة الأميركية تجاه حكم سورية المستبد معتمدة على المزيد من الارتجال الدبلوماسي أكثر من التخطيط المنهجي داخل البيت الأبيض.
بملاحظة واحدة،وضعت كلينتون الادارة الأمريكية بشكل أكثر حزما إلى جانب المحتجين الذين يطالبون الاطاحة بأسد، وانتزعت تهليلات جماعات المعارضة وتصفيق من دبلوماسيين سابقين وخبراء الشرق الأوسط الذين يضغطون من أجل موقف الرفض الشديد للحكومة المتهمة بقتل أكثر من 1500 من المحتجين منذ شهر آذار. وأزدادت الدعوات لموقف أكثر حزما وتشددا بعد الهجوم الذي وقع الاسبوع الماضي على السفارة الامريكية على يد الشبيحة في دمشق الذين حطموا النوافذ ورشقوا المبنى بالفاكهة.
وكرر الرئيس أوباما جملة كلينتون يوم الثلاثاء في مقابلة مع شبكة سي بي اس، بعد أن اعاد توصيفها بشكل حذر قائلا: "أنتم ترون بشكل متصاعد أن الرئيس أسد فقد شرعيته بعيون شعبه"
يُيرز النهج الناشط لوزارة الخارجية الأميركية الانقسامات داخل الادارة الامريكية بشأن رد الفعل الأمريكي المناسب على حملة الاضطهاد. بعض مستشاري السياسة، بما في ذلك أعضاء كبار موظفي كلينتون، كانوا قد حذروا من تصريحات حازمة تُلزم الولايات المتحدة لسياسة تسعى لإزالة أسد. فلا يوجد دعم دولي لتدخل في سوريا على غرار التدخل في ليبيا. ويلاحظ هؤلاء المستشارون بأن هناك القليل من الأدلة بأن المعارضة فضفاضة مستعدة لتولي السيطرة على البلاد، مما يزيد من مخاطر الاضطرابات لمدة طويلة أو حتى حرب أهلية.
ولكن بعد ما يقارب أربعة أشهر من تفاقم العنف وسلسلة من الوعود المخلفة من قبل الأسد، بدأ جزء متنامي داخل الادارة الأمريكية الحث على موقف أكثر حزما. هذه المجموعة تضم فورد، الدبلوماسي المخضرم والسفير المعين حديثا في دمشق، فضلا عن نفسها كلينتون ، والتي يقول عنها مساعديها بأنها تنفعل غريزيا لتقارير اطلاق القوات السورية النار على المتظاهرين المسالمين من الدبابات.
"كانت مشمئزة "قال مسؤول كبير في الادارة من الذين حضروا اجتماعات رفيعة مستوى عن سوريا. قال المسؤول - الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة مداولات حساسة دبلوماسيا - ان كلينتون كانت مفجوعة بإزدياد من سلوك أسد، وهو طبيب العيون الذي تلقى تعليمه في الغرب والذي كان ينظر اليه الكثير من مسؤولي البيت الابيض والكونغرس على انه اصلاحي محتمل.
http://www.washingtonpost.com/world/national-security/impromptu-words-actions-drive-us-stance-on-syria/2011/07/15/gIQAhMelII_story.html
By Joby Warrick and Mary Beth Sheridan,
فالمقال يقدم التغيرات التي تعكسها زيارة السفير الأمريكي لحماة يوم الجمعة ومن ثم تصريح الوزيرة كلنتون يوم الإثنين وتصريح الرئيس أوباما على أنها نقلة نوعية في السياسة السورية تجاه النظام السوري وخطوة نحو زيادة عزلته. فكل من الرئيس والوزيرة والسفير يؤكد على أن أسد "فقد شرعيته" فمقال واشنطن بوست حسب النص الأصلي يؤكد ان هناك تحرك باتجاه عزل النظام السوري بشكل أقوى وأن السياسة الأمريكية تقف إلى جانب المتظاهرين مع كل يوم يمر. الشيء السلبي الوحيد - برأي الكاتبين في البوست - بأن هذه التغيرات في السياسة الأمريكية تُصنف على أنها "ارتجالية"؛ بمعنى أنها تتطور دون استراتيجية واضحة للعيان، ويستشهدان بموظف نٌكرة في الإدارة الأمريكية على غياب هذه الاستراتيجية.
فالكاتبان يعتقدان أن هذه النقلات من موقف متصلب إلى موقف أكثر تصلبا ما هي إلا نقلات ارتجالية، على حين الحقيقة التي فاتتهما بأن تطابق موقف السفير يوم الجمعة مع موقف الوزيرة يوم الإثنين وتلاها تصريح الرئيس أوباما يوم الثلاثاء يؤكد أن هناك استراتيجية ثابتة. بل أن الطريقة التي صيغت بها الأمور تقول بأن هذه الاستراتيجية المضادة لنظام أسد موضوعة مسبقا وأن التنقل في مراحلها حسب تطور الوضع لا يحتاج إلى مراجعة للخطة الموضوعة مسبقا. إن خلاصة مقال الواشنطن بوست يعكس موقفا مصعدا للإدارة الأمريكية ضد النظام السوري وهو يصل إلى مطالبة أسد بالتنحي عن الحكم في خطوة قريبة بعد أن فقد شرعيته. ويؤكد المقال درجة التعاطف العالية مع المتظاهرين المسالمين في سورية. ولكن كل هذا نسيته وسائل اعلام النظام لتصل إلى نتيجة تقول "أن التصريحات لاتمثل الشعب الأمريكي" يبدو أن النظام بعد أن أدمن الكلام باسم الشعب السوري ها هو يريد أن يتكلم باسم الشعب الأمريكي أيضا.
ومن هنا أخذت بعض وسائل الإعلام ولاسيما الانترنيتية العنوان النقطة الثانوية في المقال لتدعي بأن النظام في خير وأن أمريكا لا تعرف ما الذي تفعله مع النظام السوري. لذلك رأيت أن أقدم لكم الترجمة كاملة لنص "الواشنطن بوست" وأدع للقارئ الكريم المقارنة بينها وبين ما أتى في بعض الصفحات السورية.
بداية مقال "واشنطن بوست"
كلمات مرتجلة وإجراءات تقود موقف الولايات المتحدة من سورية
لم تكن سوى كلمة واحدة -- "الشرعية" -- ولكن في لغة الدبلوماسية انها قنبلة، وطلقة نار على الأسس الأخلاقية لحكومة أخرى. عندما وقفت هيلاري رودام كلينتون أمام كاميرات التلفزيون في الأسبوع الماضي للحديث عن الزعيم السوري المستبد، حتى مساعديها لم يتوقعوا لها أن تذهب إلى هذا الحد. وحيث قالت " "من وجهة نظرنا ، أنه فقد شرعيته" ، متكلمة عن الرئيس السوري بشار الاسد.
بهذا التصريح كرد مرتجل (غير مخطط له) على سؤال صحفيين ، تجاوزت كلنتون خطا وأعتبرت بالحال نقطة تحول في سياسة أوباما. هذه السياسة التي كانت تعتبرت حتى يوم الاثنين متحفظة نسبيا في توجيه انتقادات علنية لأسد. لكن في حين أن البيت الأبيض كان ينوي تشديد لهجته حيال الرئيس السوري، فإن قرار استخدام الكلمة "الشرعية كان خيار لكلينتون وفقا لإثنين من موظفي الادارة مطلعين على الحادث.
إن كلام كلينتون بالإضافة لقرار السفير روبرت فورد المرتجل (غير المخطط له) بزيارة حماة معقل المعارضة يوم 7 يوليو، دفع بالإدارة الأمريكية خطوة اقرب لإعلان أنه على الأسد التنحي. والأخذ بالحسبان زيارة السفير وتصريحات كلنتون يظهر كيف كانت تصاغ مؤخرا سياسة الإدارة الأميركية تجاه حكم سورية المستبد معتمدة على المزيد من الارتجال الدبلوماسي أكثر من التخطيط المنهجي داخل البيت الأبيض.
بملاحظة واحدة،وضعت كلينتون الادارة الأمريكية بشكل أكثر حزما إلى جانب المحتجين الذين يطالبون الاطاحة بأسد، وانتزعت تهليلات جماعات المعارضة وتصفيق من دبلوماسيين سابقين وخبراء الشرق الأوسط الذين يضغطون من أجل موقف الرفض الشديد للحكومة المتهمة بقتل أكثر من 1500 من المحتجين منذ شهر آذار. وأزدادت الدعوات لموقف أكثر حزما وتشددا بعد الهجوم الذي وقع الاسبوع الماضي على السفارة الامريكية على يد الشبيحة في دمشق الذين حطموا النوافذ ورشقوا المبنى بالفاكهة.
وكرر الرئيس أوباما جملة كلينتون يوم الثلاثاء في مقابلة مع شبكة سي بي اس، بعد أن اعاد توصيفها بشكل حذر قائلا: "أنتم ترون بشكل متصاعد أن الرئيس أسد فقد شرعيته بعيون شعبه"
يُيرز النهج الناشط لوزارة الخارجية الأميركية الانقسامات داخل الادارة الامريكية بشأن رد الفعل الأمريكي المناسب على حملة الاضطهاد. بعض مستشاري السياسة، بما في ذلك أعضاء كبار موظفي كلينتون، كانوا قد حذروا من تصريحات حازمة تُلزم الولايات المتحدة لسياسة تسعى لإزالة أسد. فلا يوجد دعم دولي لتدخل في سوريا على غرار التدخل في ليبيا. ويلاحظ هؤلاء المستشارون بأن هناك القليل من الأدلة بأن المعارضة فضفاضة مستعدة لتولي السيطرة على البلاد، مما يزيد من مخاطر الاضطرابات لمدة طويلة أو حتى حرب أهلية.
ولكن بعد ما يقارب أربعة أشهر من تفاقم العنف وسلسلة من الوعود المخلفة من قبل الأسد، بدأ جزء متنامي داخل الادارة الأمريكية الحث على موقف أكثر حزما. هذه المجموعة تضم فورد، الدبلوماسي المخضرم والسفير المعين حديثا في دمشق، فضلا عن نفسها كلينتون ، والتي يقول عنها مساعديها بأنها تنفعل غريزيا لتقارير اطلاق القوات السورية النار على المتظاهرين المسالمين من الدبابات.
"كانت مشمئزة "قال مسؤول كبير في الادارة من الذين حضروا اجتماعات رفيعة مستوى عن سوريا. قال المسؤول - الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة مداولات حساسة دبلوماسيا - ان كلينتون كانت مفجوعة بإزدياد من سلوك أسد، وهو طبيب العيون الذي تلقى تعليمه في الغرب والذي كان ينظر اليه الكثير من مسؤولي البيت الابيض والكونغرس على انه اصلاحي محتمل.
http://www.washingtonpost.com/world/national-security/impromptu-words-actions-drive-us-stance-on-syria/2011/07/15/gIQAhMelII_story.html
By Joby Warrick and Mary Beth Sheridan,
No comments:
Post a Comment