2017 ومابعدها: مشروع رب العالمين إلى العالمين إلى أين؟
كثيرة هي القنابل الدخانية التي تهدف لاضاعة الوقت والابتعاد عن طرح الأسئلة
الحقيقية على الأمة. وإن الجدل
الطويل هذه السنة الذي نراه حول "حرمة المعايدة والاحتفال بأعياد الميلاد ورأس
السنة الميلادية" الا مثال على ذلك. وسنرى خلال 2017 لائحة طويلة من هذه القضايا
الجانبية تثيرها وسائل الاعلام وناشطي التواصل الاجتماعي شبه الرسميين.
مثال على هذه الأسئلة المصيرية: أمام
الحرب الصليبة التي تعلنها الإدارة الأمريكية
الجديدة ؛ ما هي رسالة الأمة ووسائل تحقيقها هذه السنة ؟
نعم؛ من لا يقرأ الإدارة الجديدة بهذا
المنظار لا يفقه شيئا بالتركيبة الامريكية.
وعندما أقول "حرب صليبية" فلا يعني ان المسلمين وحدهم هم المستهدفين
بهذه الحرب، بل كل نصارى الشرق معهم مستضعفي
العالم من مانيلا في الفلبين إلى بوتو في كولومبيا سيكونون وقودا لهذه الحرب سواء أرادوا
أم لم يريدوا. هؤلاء المستهدفين يُضم في
اجنحتهم العامة من الأوربيين، ولكن تمكنت المشاعر
القومية والحركة الشعبوية التي تجتاح العالم أن توهم هؤلاء "المستضعفين
البيض" أن لهم مصلحة في هذه الحرب المعلنة على الإسلام. وسيضمن سفهاء المسلمين وغلاتهم أن تستمر تغذية
هذه المشاعر عند الجميع خدمة لأصحاب "الحرب الصليبية" غير المُعلنة.
هذه الأجندة ستبقى حتمية طالما استمر المسلمون بتكرار الماضي ؛ وطالما
تعامت القيادات السياسية التي تتحكم ببلادهم عن حقيقة المعركة وطبيعتها متسلحة
بعقلية سياسية مُبسّطة أقرب للبداوة. ولكن هذه الحرب المعلنة والهزيمة القادمة بامكانها
ان تفقد حتميتها لو استطاع العالم الاسلامي أن يستشرف دوره الحقيقي وأهميته في قيادة
الإنسانية في القرن الواحد والعشرين، والسؤال
الذي يجب أن نطرحه إلى أين نقود هذا العالم؟ وكيف نُزكيّه ليرتقي بعيدا عن الوحل
الذي يعيش به؟ أما من يطرح علينا أسئلة
مثل سؤال هل نهنئ العالم على سنته الجديدة؟ فأعلم أنه قد لا يكون يملك من رسالة رب
العالمين إلى العالمين شروى نقير.
محي الدين قصار 12\31\2016
No comments:
Post a Comment