Friday, September 18, 2015

ما لا يُبلغ كله لا يُترك جله"


تعالوا نتفق على قضية في التعامل بين الثوار والمجاهدين بكل أصنافهم وأن نكون مثل هذا البدوي في هذه القصة:
يروى أن رجلا نمّ الحاسدون عليه للخليفة،  فاستدعاه محققا معه.
الخليفة: يقولون أنك ذهبت في بعض القبائل تدعوهم لذاتك؟
الرجل:  يا مولانا أنا لم أدعهم لذاتي، إنما دعوتهم للإسلام والإيمان. وعلمتهم الصلاة والصوم وما هنالك من عمل صالح.
الخليفة موجها كلامه للنمامين:  كيف تقولون أنه يفسد الناس؟ فمال أحد النمامين على الخليفة هامسا: مولايا هو يقول لهم أن الصلواة هي أربع في البوم والليلة.
الخليفة: ما قولك في هذا؟ 
الرجل:  يامولايا عندما أتيتهم لم يكونوا يصلون ولا مرة،  فالأن اصبح القوم يصلون أربعة مراة في اليوم والليلة،  وكل ما عليك أن تعلمهم الخامسة. 


هل نستطيع أن نرى في مثل هذ القصة آلية تلهينا بالعمل عن الفرقة والتناحر.  وكم هي كثيرة تطبيقاتها.  فكلما تجد أن قوما أقرب إلينا منهم إلى الطاغوت يسعون لشيء فلا تقف في وجهه بل أكمل من بعده.  لا يمكن لرجل أن يقوم بأمة وحده ولا عالم أن يرشد الناس بمفرده.  فكم نظرت إلى جهد من حولي لأكتشف أن تقصير هذا الجهد ليس سببه سوء نية صاحبه، بل لأن من حوله نسو القاعدة التي تقول : "ما لا يُبلغ كله لا يُترك جله"   

No comments: