والله إنها لمعجزات تتراكم في كل لحظة، شعبا أعزل في العراق والشام، لايملك سوى إرادته وإيمانه العميق بنصر الله له، يقاتل طغاة الأرض كلهم، تكالبوا عليه، جمعوا له سفهائه وسفهائهم، دربوهم على الجريمة، ونظموهم وزودوهم بكل ما يمكنهم من عتاد وذخيرة، ودعموهم بشكل مباشر بجيوش لا تخفى على أحد: الجيش العراقي والجيش السوري والجيش اللبناني والجيش الإيراني والجيش الروسي و... ومزيدا من الجيوش قادمة. وقدعملوا جهدهم أن لا يصل لهذا الشعب أي من إمكانيات الدفاع عن نفسه. ورغم هذا وخمس سنوات في سوريا واحدى عشر سنة في العراق وشعبنا صامد في وجه الحرب العالمية. أليس ذلك يمعجزة؟
إن ما يؤذينا اليوم ليس تكالب سفهاء قومنا الذين باعوا انفسهم لشيطان الإنس والجن من أعداءنا وأعدائهم من أجل متاع رخيص، بل ما يوذينا عدم إدراكنا لقوتنا، وشكنا بعدالة كفاحنا، وظننا بقدرة الله الظنون. فمصدر قوتنا الأول والأخير هو وقوفنا مع الحق وسمو رسالتنا. فالخطر الحقيقي الذي يهددنا هو أن عدونا استطاع أن يعيد رسم قضيتنا في ذهن العامة، فأصبح تحرير الأوطان إرهابا، والتحرر من ربقة الطاغوت تطرفا، وخيانة الأوطان شرعية.
فلو آمنا بذلك لعلمنا أن أول ما يتوجب عليه هذا الإيمان بعدالة قضيتنا هو أن ننهي الفرقة بين المجاهدين وبين كل من يدفع عن الأمة، وفرقتنا هي مصدر ضعفنا، ونرى كيف يدخل سفهاء قومنا لثيروا هذه الفرقة بين المجاهدين. فقد هيء لهم العدو كل وسائل النجاح لذلك.
فرغم كل هذه السنوات العجاف التي مرت، إنها لمعجزة كبرى أن نجد ثوار الشام والعراق صامدون، ويزداد صمودهم في كل يوم رغم تبعثرصفوفهم. فلنسأل الذات قبل الغير، مع تمزق صفنا ونصرنا كبير، فكم حجم نصرنا لو أننا توحدنا؟
أخيرا، الأيات الكريمات واضحات :
1. فتآلف القلوب لا يتم إلا بين من كانوا أعداء
2. لا يمكن أن تنقَذوا من شفير النار إلا بعد أن تتآلف قلوبكم
3. ولا يمكن أن تدعوا للخير وتنهون عن المنكر وتصبحوا من المفلحون إلا إذا تآلفت قلوبكم.
4. فإن لم تفعلوا فإذا تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم
مُّسْلِمُونَ {102}
وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ
وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ
عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ
إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ
فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ
يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
{103} وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ
يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {104} وَلاَ
تَكُونُواْ كَالَّذِينَ
تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ
وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ
عَظِيمٌ {105} يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ
وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ
اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا
كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ {106} وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ
وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ
اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {107} تِلْكَ آيَاتُ
اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ
بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ {108}
#وأقم_الصلاة
No comments:
Post a Comment