ياشباب احتاج مدير حملة دعائية :-)
قال لي الشيخ في تركيا: "قال فلان (من أمريكا) أنه مواقفك القاسية تجعلك في مدينتك ما عندك شعبية."
قلت له دماء نصف مليون شهيد تنهاني عن هذا، فأنا لولا هذه الدماء لما اعتبرني أحد ولما طلب أحد رأي، وما كنت خرجت على التلفزيون ولا نشرت لي صحيفة مقالا، ولبقيت أصرخ بقومي أن يستيقظوا وهم يغشون ثيابهم ويجعلون أصابعهم في آذانهم.
فإن اراد هؤلاء الشهداء مني أن أكون دكتورا كنت دكتورا وإن أرادوا مني أن أكون غسال صحون كنت غسال صحون، أدور حيث تدور مصالحهم ومصالح أبناءهم.
ولكن القصة أبعد من هذا، فهؤلاء قوم نيام لا يحبون من يزعج نومهم المريح. فمنذ وصولنا للمغترب كنا نجلس في جلسات القرآن الكريم الأسبوعية، ويسمع الناس للنقاش وما فتح الله به علينا من تفسير يصيب بعضها ويخطئ الآخر. وكان الآبائيين يجلسون ويستمعون وعلى رؤوسهم الطير، فكلما أعجبت أحدهم فكرة يقول: والله لفته جميلة هل تجد لنا مرجعا قالها قبل الآن؟ وإن لم يستطع استيعابها فيقول لك أنت تعمل العقل؟ فأجيبه وما بال قوله تعالى : "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا."
ومعروف عني أن "لساني فلتان ضد النظام" فكانوا ينصحني هؤلاء الأبائيين بقصره، وكان هناك جفاء صامت. فمنهم المناطقيين وأنا لا أحب المناطقية وأنا الدمشقي ولافخر، ومنهم الطبقيين وانا الرأسمالي الذي لا يحب الرأسمالية. :-)
و يوم أجرى راديو دمشق مقابلة معي عادت الأمور على ما يرام. ولكن لم تكمل فرحتهم المساكين ولا فرحة راديو دمشق، ثلاث مقابلات أو أربعة كان آخرها وقت اعتقل النظام كمال لبواني، واعتقد أنني الوحيد الذي دافع عنه على الراديو السوري. بعدها صرت من المشموسين ولله الحمد. وبدأ الآبائيين يكرّهوني حياتي في جلسات القرأن الكريم، كلما تكلمت يقفز احدهم بالهمز واللمز و.... وحتى التكفير.
وصدف أن زرت صديقا فقال لي: "انت لا تزعل من هؤلاء، فهؤلاء لا يعترضون على تفسيرك القرآن بل لايريدونك في الجلسة"
قلت: خير لماذا؟
قال: مواقفك السياسية.
فأجبته بأنني أتحمل نتيجة مواقفي ولا أحملها لأحد.
قال: ولكن في ناس بتنزل وتطلع على سورية ولا يريدوا أن ينشبهوا!
قلت: يافلان نصف هؤلاء مطلوب من النظام ومنهم من لم ير سورية منذ 30 سنة
قال: ولكن نساءهم بتنزل على الصيف وما بدهم إزعاج.
هذه آخر مرة أزور هؤلاء. وأحدهم هو الذي أصبح بطل الإسلام المتأمرك ورفع "توصية" بي للشيوخ وصلت لتركيا. طبعا اليوم بعد أن "تدعدشنا" ولله الحمد :-) لو زرنا جلستهم سيصابون بسكته قلبية لأنه إذا غضبت عليهم أمريكا لوين بدهم يهربوا !
هذا لا يعني أن الجميع هكذا فالرجال كثير. في جمعة العيد في بيتي ولله الحمد عددنا مرة 28 جنسية من بوسنيا إلى السنغال ومن تركيا للمكسيك. وهذا يكفي شو مقدمين حالنا للانتخابات؟
قيد العبيد من الخنوع
وليس من زرد الحديد.
مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ
فأقول لأمثال هؤلاء نعم أريد أن أتفضل عليكم، وتحداني يا هذا بأن ترفع سقف طلباتك إلى أعلى من سقفي. فقد استشهد نصف مليون نسمة، ولا يمكن أن يكون سقف طلباتي دون سقفهم.
No comments:
Post a Comment