صلاح الدين النكدلي
= أسباب الأزمة الأخلاقية ( ٣ )
ب- التخلف العلمي : والمقصود به ؛ عدم معرفة التصرف السليم ، وبخاصة في مجال الحقوق والواجبات والعلاقات البشرية . وهذا التصرف الجاهل يؤدي إلى أزمات أخلاقية خطيرة في العلاقات ..
● إن العجز عن التعامل السليم مع « فقه الأولويات » يؤدي إلى خلل في العمل ، وهذا الخلل يطعن الأخلاق في الصميم . وهو ما نراه ظاهراً في الأمة ، بل لم يسلم منه معظم أبناء التيار الإسلامي الساعي إلى تجديد الدين ، وهذا يعني أن هناك حاجة ماسة للاهتمام بالتكوين العلمي الشرعي المرتبط بفقه الواقع .
● إن غالبية فصائل الحركة الإسلامية المعاصرة يصدق في وصفهم قول أحمد شوقي :
إن الشجاعةَ في القلوب كثيرةٌ ** ووجدتُ شجعانَ العقولِ قليلا
وشجاعةُ العقل هي : العلم الذي يورث الحكمة في المواقف والتصرفات ، وفي مواجهة الأزمات والتحديات ، وفي ضبط السلوك الفردي والجماعي .
● إن الفهم الجزئي للإسلام ، أو تغليب جانب منه عند التطبيق ، لا خوف منه إذا كان حالة فردية ، عندئذ يتمكن المجتمع ، أو الجماعة ، من رد المخطئ إلى الصواب بتعليمه أو تذكيره ، ولكن الخوف كل الخوف عندما تصبح « الجزئية في العلم » و « المزاجية في العمل » حالة أمة أو جماعة .. عندها لا ينفع كثيراً وجودُ أفراد ناجين من هذه الأوبئة التي تفتك بأخلاق الجماعات والأمم .. وهذا حال المسلمين اليوم باعتبارهم أمة .. وليس حال الحركات الإسلامية بأفضل كثيراً في هذا الجانب .
● لقد حركت جماعات الدعوة إلى تجديد الإسلام المعانيَ الأخلاقية عند المسلمين ، ودعت إلى صبغ الحياة بها ، ولكن تقرير الحقائق وتقعيد القواعد شيء ، وتحويل المقررات إلى واقع وسلوك شيء آخر . والمطلوب من حركة التجديد توفير المعرفة وتكوين المحاضن التربوية المساعدة على بناء الصرح الأخلاقي على أساس متين من العلم .
https://www.facebook.com/salah.nakdali?fref=nf
No comments:
Post a Comment