حل مشكلة لا يخرجنا من الأزمة:
دعوني ألخص نقطة معقدة جدا، ولكنها تحمل
لُبّ العلوم السياسية،
لو أن ال#دولة_الإسلامية لم تكن، ولو أن
#القاعدة لم تخلق، ولو أن الكون لم يعرف كلمة "مجاهدين" ـ ولنضيف مزاجا هنا
ـ لو لم يكن هناك شي اسمه أخوان أو سلفيين،
لكان العالم اليوم يصنف الشيخ الصوفي أبو مزهر وصاحب الميلوية والشيخ السلمي
مناهض العنف على أنهم "إرهابيين مسلمين."
فأولائك الذن يعتقدون أن مشاكلنا من هؤلاء فهم
يعانون من أوهام لا يوجد حقيقة تاريخية ولا تحليل علمي يستطيع أن يؤكد أوهامهم.
في الخمسينات من القرن الماضي عندما كان
عندنا شبه ديمقراطية، كانت الأحزاب اليمينية واليسارية تتقاتل بينها كالكلاب المسعورة،
ولكنها تتحد جميعا عندما يكون الطرف الآخر رأيا اسلاميا أو تراثيا حتى لو لم يتبنى
فكرة "الحاكمية." فهل تعلّم غير
الإسلاميين هذا الدرس ويدركوا مسؤوليتهم فيما
فعلوه تلك الأيام لتقودنا إلى مانحن عليه اليوم. اليوم وأكبر ما يواجه
الجيل القادم حقيقة تقول: أن توارث العداء للدولة الإسلامية والهجوم المسعور على
فكرة "الجهاد" لن تؤدي إلا إلى إغلاق منابر الحوار الإسلامي ووأد
امكانيات التصاعد في التجارب الذي يمر بها الإسلام السياسي ودفعها نحو المزيد من
التطرف والإنغلاق.
هناك
الكثير ما يقال في نقض الواقع القائم وممارسات الإسلاميين فيه، ولكن كسياسي يهدف إلى
الخروج بالأمة من معاناتها فأنا اراهن على الحلول الأكثر نجاعة ولو كانت حلولا جراحية،
فأنا لا أؤجل المشاكل الحقيقية لمواجهة مشاكل استثنائية ، ولا أعالج مشكلة صعبة
على حساب تأخير لأزمة قائمة متوهما بأن حل المشكلة سيخرجنا من الأزمة...
No comments:
Post a Comment