Sunday, October 19, 2014

الحاجة إلى مجلس أعلى للإعلام :

الحاجة إلى مجلس أعلى للإعلام :
ما لا يُختلف فيه أن هناك حاجة ماسة إلى مجلس أعلى للإعلام ينظم العمل المهني لإعلام الثورة ويضع استراتيجات العمل فيها بعيدا عن التسييس، ولكن طريقة إنشاء مثل هذا المجلس لها أهمية بقدر أهمية المجلس نفسه. 
فمازال حال السوريين يعكس غيابا حقيقيا عن معاني الثورة الحقيقية.  ومازال مفهوم الدولة في عقولهم مطبوعا بمفاهيم الدولة الاستبدادية.  فالخبر يقول أن الإئتلاف أو جزء منه (المكتب الإعلامي له) دعا لإطلاق ما سماه "مشروع صناعة الإعلام الوطني في سورية."  وسواء ان نجح هذا المشروع أو فشل فليس هو ما أعيبه على هذه المقاربة،  بل ما أعيبه هنا على هذه المقاربة هو استمرار أصحابها لنظرتهم بأن الإعلام هو أداة من ادواة الدولة،  في حين أن هذه الأداة الأولى التي يجب أن تكون أبعد ما يكون عن تدخل الطبقة الساسية. بل أني أذهب إلى أبعد من هذا بكثير أن لا يكون في سورية أي شي يقول بمهمة "وزارة الإعلام"  اسما كان ذلك أو وظيفة. وسواء دعى الإئتلاف الصالحين من الإعلاميين الثوريين أو الطالحين من المصفقين لخطه السياسي فليس هذا هو المشكلة،  المشكلة أن الإئتلاف، وبالتالي من يقف وراءه من أشخاص، لا ينظر لما ستحدثه الثورة من إعادة رسم لدور الدولة وحدود تدخلها في الثقافة والإعلام. بل هو يعمل على ترسيخ استمرارية أساليب وأدواة ومفاهيم الدولة الستبدادية. 
لقد عبّرتُ عدة مرات وبمناسبات عديدة لإعلاميين وقنوات إعلامية على وجوب تشكيل "مجلس أعلى لإعلام الثورة"  يعتمد على منطلقات تُعد بعيدا عن السياسة ويعدها ثوريون وإعلاميون محترفين مشهود لهم بذلك. يقوم بتحديد القواعد المهنية للعمل الإعلامي.  أما الطريق الذي يسير عليه الإئتلاف فهو أن يعيد تجيير مهمات النظام لتصبح سلطات له، ولا أعتقد أن هذا ما كان بذهن الثوار، كما أنني لا أعتقد أن هذا ستتم فيه مصلحة مجتمعاتنا بعد الثورة. 

ولو أراد الإئتلاف أن يقدم حقيقة رؤية جديدة فبإمكانه أن يضع بعض الإمكانات المالية لبداية مشروع تأسيس "مجلس أعلى للإعلام" على أسس مهنية، تشارك فيه وسائل الإعلام الثورية الحقيقية وقيادات وسائلها ذات الخبرة بهذا المجال، وهناك الكثير منها أذكر على سبيل المثال لا الحصر: المسؤولين عن جريدة عنب بلدي، قناة أورينت، قناة سورية الغد، ... إلخ من لائحة طويلة من المؤسسات العلامية والشخصيات الإعلامية المشهود لها بالمهنية التي تطغى على تسييسها. وأقول أن دور الإئتلاف يجب أن لا يتعدى "بداية" المشروع لأسباب التمويل،  لأن مساهمة الإئتلاف ، وبالتالي، سياسييه، يجب أن لا تتعدى دور مباشرة المشروع وتترك الباقي للمهنيين في هذا الإختصاص.  طبعا قد يكون أكثر نفعا لو أن هؤلاء الإعلاميين وهذه القنوات هي التي باشرت هذه الآلية لتأسيس "المجلس الأعلى للإعلام" ولكننا نعرف الحاجة للممولين في هذه المرحلة، لذلك أعتقد المطلوب التحلي بنضج سياسي عالي جدا من كل الأطراف لنستطيع التحضير لمستقبل سوري أفضل من الماضي.         
وقد يكون مفيدا هنا أن نذكر بندا من بنود مبادرتنا المعروفة بـ"المبادرة الجهادية" والتي تسعى لميلاد جديد في سورية، وقد أتى في مسودة الورقة الرابعة من هذه المبادرة مايلي:

*********************************************************
ثانيا:   تحريم أن تدير أو أن تتحكم السلطة التنفيذية وسائلا مؤثرة في الرأي العام أو أن تستعمل المال العام في التأثير بالرأي العام. 

وينتج عنه (من بين ما ينتج):
1.                فصل وسائل الإعلام العامة عن السلطة السياسية عن طريق انشاء "المجلس الأعلى للإعلام" من شخصيات مستقلة معروفة الاتزان،
a.    يمكن أن تُسمى هذه الشخصيات من قبل إتحادات الكتاب والصحفيين، ونقابات العاملين في قطاع الإعلام، وجهات أهلية مستقلة أخرى ذات صلة بالمهنة،  على أن يقرها البرلمان.
يعمل المجلس الأعلى للإعلام بشكل مستقل و يتحمل مسؤولياته مباشرة أمام البرلمان أو السلطة القضائية.      

********************************************************* 

1 comment:

يعرب الدالي said...

غبااااااااااء وكلام فاضي وبنذكر بعض بعد اجتماعكم القادم بأسطنبول انا من ريف حمص الشمالي ناشط اعلامي بالداخل وكل ماتحدثت فيه مخالف للواقع ومشاكل الواقع
الي بده اصلاح هو انتم مو الاعلام
او بالأصج نقلعوا عن اعلام الثورة وهو بخير