Friday, October 10, 2014

ذل الدهر ولعنة الأجيال


أن بني قريظة لما قدمت جنود الأحزاب ، ونزلوا على المدينة ، نقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهد ، وكان ذلك بسفارة حيي بن أخطب النضري - لعنه الله - دخل حصنهم ، ولم يزل بسيدهم كعب بن أسد حتى نقض العهد ، وقال له فيما قال : ويحك ، قد جئتك بعز الدهر ، أتيتك بقريش وأحابيشها ، وغطفان وأتباعها ، ولا يزالون هاهنا حتى يستأصلوا محمدا وأصحابه . فقال له كعب : بل والله أتيتني بذل الدهر . ويحك يا حيي ، إنك مشئوم ، فدعنا منك .  فلم يزل يفتل في الذروة والغارب حتى أجابه ، واشترط له حيي إن ذهب الأحزاب ، ولم يكن من أمرهم شيء ، أن يدخل معهم في الحصن ، فيكون له أسوتهم . 

هذه القصة تستمر بتكرار نفسها عبر التاريخ،  فكانت في العراق في النصف الأول من الثمانينات،  ثم في مطلع الثمانينات، ثم في مطلع القرن، ثم هذه الأيام.  

والله لإن استمرت الثورة قرنا من الزمن أهون عندي من ذل الدهر ولعنة الأجيال.  

No comments: