Wednesday, August 07, 2013

أين تبدأ الثورة المضادة:

ليس من الصعب إدراك الموقف الحقيقي لبعض المعارضين سواء كانوا من معارضي الداخل أو معارضي الخارج؛  ونحن نتكلم هنا بالتحديد عن أولئك المعارضين الذين ليس لهم علاقة بما يحدث على الأرض سواء من خلال الحراك السلمي أو الحراك العسكري.  والكثير يستغرب مواقفهم من تقدم الثوار فكلما تقدم الثوار نحو النصر كلما ارتفعت عقيرتهم بالتهجم على الثوار والتقرب للنظام الحاكم.   فهذه المواقف ليست إلا نتيجة حسابات سياسية مصلحية بحتة،  فعمل كل منهم في السياسية هو طمعا في الوصول إلى الحكم،  بل أن كثيرا منهم لا يختلف عن ماهية النظام بالكثير، ولو أنهم تفوقوا على الأسد واستلموا مكانه في الستينات من القرن الماضي لكنا اليوم في ثورة ضدهم (أو ضد أحد أبناءهم)  ولما كانوا أقل دموية من هذا النظام في التعامل مع شعبنا.  
فهؤلاء يعلمون علم اليقين أن أي حل عسكري يعني وصول الجيش الحر وكتائب الثوار إلى القصر الجمهوري وإلتقاط بشار وعصابته أو هربهم  يعني أن الأمل الوحيد لهم بالعمل السياسي لن يكون إلا من خلال إنتخابات حرة وشريفة سيسُئلوا خلالها عما قدموه للثورة،  وهم يعلمون إن حصلت هذه الإنتخابات فإنهم لم يكن لهم قدم صدق عند الناس ولن يحملوا من الرصيد ما يوصلهم إلى أي موقع سياسي يرضي طموحاتهم الشخصية.  لذلك أملهم الوحيد بأن ينظر لهم النظام على أنهم أرحم عليه من الثوار، وبالتالي يُسلّم لهم الحكم في لحظة السقوط،  وبالتالي سيكون هؤلاء هم الحجر الأساس لمرحلة الثورة المضادة. 

واليوم مع إقتراب الثوار من تحقيق انتصارات جديدة على كل الأصعدة نسمع عقيرتهم ترتفع بالتهجم على الثوار وإتهامهم بكل ما بجعبتهم من أمراض تسكنهم كقول العرب: رمتني بداءها وانسلت،  وعندما يتهمون الثوار بأنهم يقيمون مذابحا للطائفة العلوية أو غيرها من الإتهامات،  فإنها تعكس أمنياتهم بأن يفعل الثوار ذلك، وخوفهم الحقيقي بأن لا يفعل الثوار ذلك فهم يستبقون الحدث ويحاولوا أن يلعقوا أحذية النظام بمثل هذه التصريحات.   وأقول لننظر إلى أي محسوب على المعارضة عندما يصرح أو يدنن بالحل السياسي وهو يرى النظام يلوغ بدم الشهداء كل يوم، أو يتكلم عن الطائفية مع كل نفس يأخذه ولنطرح هذا السؤال:  ما أمل هذا الشخص في الحصول على منصب - يليق بطموحاته -  بعد زوال النظام؟  فإنني متأكد بأنه هذا الشخص لا أمل له بتة لو سقط النظام على يد الثوار. وخلافا لما قد يبدو، فغياب أمله بتحقيق طموحاته هو الذي يدفعه لتصريحاته المضادة للثورة،  وليست تصريحاته سبب غياب هذا الأمل.  إنها مجرد معادلة حسابية طبقوها على التصريحات وجربوا، ومن وجد مثالا ينكر مثل هذه المعادلة فليرسله لي.  :-) 

No comments: