في مطلع 1987 نشرت مجلة الرائد رسالة بعنوان "
صرخة من جحيم السجن" فكانت هذه الرسالة كتبتُها جوابا للسجين السياسي ونشرت
في آذار 1987، عثرت عليها اليوم في أوراقي
القديمة ولا وقت لدي لكتابتها من جديد فلابد من وضعها كصورة مع اعتذاري للأصدقاء
القراء.
وأعتقد هذه الرسالة ما زالت قادرة على التنبيه، فبرأيي المتواضع تحول السوريون في الثمانينات
إلى قوم ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى "وهم على ما يفعلون بالمؤمنين
شهود" فقد سكتنا عما حدث لمن أراد
إلا الإصلاح (سواء مسلما كان أم غير مسلم) في السبعينات والثمانينات، فوقع علينا من ربنا رجس وغضب حتى باتت سورية
وشعبها من أكثر الشعوب هوانا على الناس نحشر مع شقاق إيران الملالي وكفر كوريا
الشمالية. وظننا بأنفسنا في مأمن حتى لم
يبق في بلدنا خير يأتيها أبدا.
واليوم ندفع التكاليف الغالية على سكوتنا
الطويل، وأكثر ما أخشاه أن بعضنا مازال تغيب عنه سنن ربنا فالله يجتبي من الناس شهداء، وثوارنا عانقوا
الشهادة وباتت مطلبهم اليومي، فإن لم نقف
معهم كما ينبغي وإن لم ننصرهم حق النصر فأخشى أن ينطبق علينا قول الله سبحانه
وتعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا
فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء
لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ {94} ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ
حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم
بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون" فثوارنا طلبوا الحرية والشهادة واشتروا تجارة لا بوار فيها، ولكن مازال بعضنا يتعامل مع الثورة على أنها هواية.
هذه الرسالة تذكرنا الهوان الذي يعيشه
المغترب منذ الثمانينات، وتذكرنا فضل الثورة علينا إذ كنا فرقاء فألفت بين قلوبنا،
وكنا حقراء فرفعت رأسنا، وكنا جبناء فملأتنا بالشجاعة. وكنا وضيعين فرفعتنا فخارا. وما الرسالة هنا إلا معذرة
إلى ربنا
حاشية:
في ذلك الوقت لم أكن متزوجا ولم يكن أولاد عندي. :-)
No comments:
Post a Comment