من الصعب على ذو العينين أن يعتبر أن الذين
يقوموا بهذه الحملة على السفارتين الأمريكييتين في مصر وليبيا هم حقيقة يضروا
بالولايات المتحدة الأمريكية. فهذا النوع
من العنف لن يؤدي إلا إلى دفع القيادتين السياسيتين في كل من البلدين نحو تعميق علاقات التعاون بينها وبين الحكومة
الولايات المتحدة. فقوات الأمن الأمريكية
مدعوة اليوم ، سواء أرادت القيادة الليبية أم لم ترد ، وأنتم تدعونها بفعلكم ، إلى
تقديم العون الضروري في التحقيق بمقتل السفير. وهذا الحادث لن يزيد مصر وليبيا إلا
مزيدا من التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وهذا الكلام لا يأتي في إطار نظريات "المؤامرة الكبرى"، فعلينا أن ندرك أن في صفوفنا أناسا عماهم الحقد
عن أي شي آخر، يملكون صحفا وإعلام، وخطابا فوضوي ديماغوجي ولا يهمهم أن يدمر العالم العربي
والإسلامي بكامله طالما أنهم يعادون أمريكا. (بالمناسبة ليسوا كلهم إسلاميين، بل فيهم الكثير من بقايا الشيوعيين والقومجيين وووو) وأقول لهم، إطمئنوا أمريكا لن
تختفي فماذا أنتم فاعلون مع هذه الحقيقة. فإذا
وضع هؤلاء في حساباهم هذه الحقيقة علموا أنهم بحاجة لمراجعة عميقة لأعمالهم
وأفكارهم. فكلما ذهبتم بعيدا في أعمالكم الصبيانية هذه كلما غصتم في وحولكم وبُتُّم
كما قالت العرب "على نفسها جنت براقش."
هذا الكلام لا ينطبق فقط على الخاصة الذين يرمون
بالسم على مبدأ "ابن سلول" بل
ينطبق على بعض العامة التي تنجر مع خطاب هؤلاء العاطفي. فنحن محكومون في تعاملنا مع الآخر بمبادئ شرعنا
الحكيم، فشرعنا لا يمكن أن يقبل بان يقابل
المقال بالقتل والكرتون بالذبح والفيلم بالتفجير،
فشرعنا يؤكد بأن الخطاب بالخطاب، والمقال بالمقال، والكرتون بالكرتون،
والفيلم بالفيلم. وأن من يشارك بالقتل ولو
بحرف واحد من "ا – ق- ت - ل" فهو شريك بالجرم. فكم من قضايا حولنا أحق أن ننتخي من أجلها. أفما كان أولى أن يغضب هؤلاء للحرة تغتصب على يد
النظام! أفماكان أولى لهؤلاء ان يغضبوا لفقراء حيهم فيطعموهم ويسقوهم! أم كان أولى
أن يغضبوا للملايين الذين تهدر كرامتهم بإسم الطواغيت في بلاد المسلمين!ّ
لقد كذبت العرب - في كفرها - وعذبت وشتمت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعلت به الأفاعيل بما يتجاوز أي فيلم أو مقال أو
كرتون، ولم نسمع منه دعوة للقتل أو محاولة للثأر أو دعوة للإنتقام. ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لزوال الدنيا أهون على الله من
قتل رجلٍ مسلم"! أولم ينظر ابن عمر إلى الكعبة فقال: "ما أعظمك وما أشد حرمتك،
والله للمسلم أشد حرمة عند الله منك"! ألم يأت في سيرة رسولنا الكريم أنه خطبنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال: "أي يوم هذا ؟" قلنا: الله
ورسوله أعلم، حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: "أليس ذو الحجة ؟" قلنا:
بلى، قال: "أتدرون أي بلد هذا ؟" قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فسكت حتى
ظننا أن سيسميه بغير اسمه، فقال: "أليس بالبلدة ؟" قلنا: بلى، قال:
"فإنَّ دماءكم وأموالكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى
يوم تلقون ربكم، ألا هل بلغت ؟" قالوا: نعم، قال: "اللهمَّ اشهد، ليبلغ الشاهد
الغائب، فرب مبلغٍ أوعى من سامع، ألا فلا ترجعُن بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض".
No comments:
Post a Comment