Tuesday, September 20, 2011

ما الذي تحتاجه الثورة من العالم الخارجي:



يشعر البعض أن هناك حاجة لإنشاء المجلس الإنتقالي،  وكأن إنشاء هذا المجلس سيضع نهاية لمتاعب الثورة،  وما اعتقده أن اجتماع 300 سياسي في غرفة واحدة في المرحلة الحالية لن يؤدي إلا لمزيد من الإختلافات،  ولو صدر عن اتفاقهم مجلس إنتقالي وتمكن من الإجتماع يوما من الايام فإنه لابد من أن يشكل لجنة أو هيئة رئاسية أو أمانة عامة يتم تشكيل أعضائها من خلال التجاذب الحزبي والإنتمائات المختلفة التي ستصيب اللجنة عاجلا أو آجلا بالشلل، أو تعيد آلية القرار السياسي لدكتاتورية الفرد.  بكل الأحوال هل يستطيع أحدٌ أن يتخيل لجنة فيها (السيد فلان، والسيد علان، وابن فلان وخال علان والدكتور زيد، والدكتورعبيد) وقادرة على العمل بشكل فعال وبسلاسة؟  أترك للأخوة ملأ الأسماء مختارة من واجهة العمل السياسي في الخارج اليوم. وكلامنا هذا لا ينقص من قدر أحد ولكن أن تجمع المختلفين في مكان واحد لا يعني اتفاقهم.  فهو من باب طلب الكمال في النقص.  
فالطبقة السياسية السورية تتعامل مع قضية "المجلس الإنتقالي" على أنها تقاسم للمناصب السياسية،  وهذا أمر طبيعي إذ انه نابع من الممارسة السياسية اتي يعرفونها،  فهم لا يعرفون الممارسة الثورية والثورة تحتاج غير هذه الممارسات.  ولا أعتقد ان هناك آلية يمكنها أن تغير هذا الأمر قبل الوصول إلى الشرعية الحقيقية وإلى صندوق الإقتراعات.  فالممارسة الثورية ترتبط  بالعلاقة مع الشارع الحقيقية ومرجعيتها تكمن في القدرة على امتلاك قدم صدق في الشارع السوري، والسياسييون وإن تم تلميع بعضهم بالإعلام، لا ينظرون إلى الديمقراطية على أنها الهدف النهائي، بل الوسيلة للوصول.  ومازال هناك لدى الكثير من السياسيين من يفقد قدم الصدق لدى الشارع السوري وقد يشك بعضهم في أن العملية الديمقراطية قد تُعري طروحاتها الفكرية والسياسية.  لذلك نراهم في هرولة مستمرة لصف أوراق اللعب قبل ان تعود إلى الشارع السوري.  ولا أعتقد بأنهم سيتوصلون إلى توافق في القريب العاجل.  هذا لا يعني أنهم سيئين،  ولكن لا بد أن يجتازوا في الثورة بعض المراحل ليتمكنوا من بعض النضج الثوري.  ونحن لا نريد أن نستبعدهم من العمل السياسي هنا،  ولكن نحتاج أن ننجز المهمات الضرورية للثورة دون أن نضطر لإنتظارهم إلى أن يتفقوا. 
إن أهداف الثورة اليوم سهلة ممتنعة لا تحمل التعقيد ولا تجيز الخلاف:
أولا:  إسقاط النظام.
ثانيا:  حماية الثورة من خلال الإشراف على انتخابات حرة وشريفة لصيغة ما لـبرلمان انتقالي يقود خلال المرحلة الإنتقالية. 
لذلك أقترح بأن ننطلق من المهمات (التنفيذية) التي تريد الثورة تنفيذها، بعدها وتبعا لهذه المهمات المطلوبة يتشكل الهيكلية  المناسبة لتنفيذ هذه المهمات. 

No comments: