Thursday, March 05, 2015

من بقي ممن يُعاش في كنفهم:

سألني أخ عزيز لماذا لا تضع صورتك مع الأستاذ،  وقد كان رأى صورة لي مع الأستاذ عن طريق الصدفة.  فكرت بأن لا أعطيه  جوابا،  ثم رأيت أن أجيبه،  قلت له لأن علاقتي بالأستاذ علاقة قلبية شخصية أحب أن أُبْقَها كذلك فإن نشرتُها أجد في هذا الخروج إلى العلن ما يشيب هذه العلاقة الروحية.    فناقشني بالأمر قليلا وأقنعني بأنه من الأفضل أن أخبر الناس بمن أحب. 

الاستاذ عصام والمحروس ابنه أيمن والدكتور صلاح الدين النكدلي حفظهم الله

فالأستاذ عصام العطار، في عيني، من القلة القليلة التي أجد الارتباط الروحي معها مهما افترقنا ومهما قلت رؤتي له.  فمنذ اليوم الأول لاجتماعنا في النصف الأول من الثمانينات ألقى الله في قلبي حبه،  وعندما أسمع قول أبو سفيان في رسول الله صلى الله عليه وسلم:  "مارأيت أحدا يحب احدا كحب أصحاب محمد محمدا"  اتمثل مشاعري تجاه أستاذي أبو أيمن بمثل هذه المشاعر.  وأعتقد أنني لست الوحيد في هذا من الأخوة الذين عرفوا الأستاذ في تلك المرحلة ثم انتشرنا في أنحاء المعمورة وباعدتنا الجعرافية عنه ولكن قلوبنا بقيت معه.  بل أننا نتعارف عن طريق حبنا له. 
نعم في عصر المادة والمنطق والتحليل تصبح مثل هذه التفسيرات غريبة خارجة من العصر بعيدة عن المألوف.  وهو كذلك حال القلوب لا تٌسأل عمن تحب،  ولكن مع ذلك نستطيع أن ننظر لبعض الـ"المنطق" في هذا.  فحبنا للأستاذ عصام لا يعني موافقتنا له بكل شي، بل هو الحب رغم ما قد نختلف معه فيه.  فهو أكبر من أن يسألنا أن نوافقه على كل شي، وهو أسمى عندنا من أن نتوقع منه ذلك.  فاستاذ عصام من الذين لم يُبدلوا ولم يُغيروا إلا باتجاه الأفضل،  فهو كالمرساة في هذا الزمان،  ففي بحر تُلاطِمُ أمواجُه سُفُن الهوى وعصر يصعُب الثبات فيه تحتاج الأمة لمرساة أمان تُهدّئ من تأرجُحِها ورَصْدٍ نُبقِ عيننا عليه في ظلمة صحراء التيه المعاصر. 
نسال الله سبحانه وتعالى أن يُبقيه لنا ذخرا ويطيل عمره ويحسن صحته فيجمعنا معه في رحاب دمشق؛ ربنا لا تُخلف وعدنا له وأنت على كل شي قدير.    

No comments: