في أول لقاء متلفز في الوطن على الإخبارية السورية يسألني مقدم البرنامج عن الكيفية التي ارغب بها أن اقدم نفسي للمشاهدين. وقد كنت اعطيته ملخصا عن تاريخي السياسي والمهني يتمثل بالرابط التالي: تاريخي بكلمات وفيه عدد من العناوين التي يمكنه استعمالها. وعندما كرر السؤال أجبته مازحا: قدمني كـ"مؤسس العمل السوري المعارض في امريكا" طبعا لاحظت التردد عليه وبعض الإرتباك ولم اصر على مسألة ما هنا. فهو عنوان كبير ولا يملك من المعلومات ليؤكده ولا لينفيه. ولا اهتم كثيرا لأثير زوبعة حول العنوان، ولكن الآن من المهم التذكير بما يعني أن تكون معارضا في تلك المرحلة. في تلك المرحلة بينما النظام الأسدي يستعد للانقضاض على الحريري في لبنان والمعارضة السورية التي فتحت أوراقها بعد تظاهر النظام بالانفتاح. فبعد وقائع الحادي عشر من أيلول باشرت التواصل مع عدد من السوريين الذين ظننت بهم الوطنية والإخلاص والريادة في الجالية السورية. وكان الهم الأول أننا كجالية سورية نحتاج للإستعداد لما قد يحدث في امريكا كتبعات لاحداث الحادي عشر من إيلول. طبعا كان احد عثرات وموانع العمل هناك هو رفض الجالية للعمل المعارض بشكل قاطع. فالخوف كان سيد الموقف، ومع تقدم الموقف في الوطن بدت المؤسسة "الكونغرس السوري الأمريكي" التي أسستُها بالتعاون مع عدد من زعماء الجالية العائليين والمناطقيين مثل د. طلال سنبلي (حمصي و اخوان مسلمين سابق) د. محمد كراد (من حلب) د. علاء صاصيلا (حلب) لا امل لها بالتقدم طالما ان مواقفها عدائية لبشار الأسد. داخل الكونغرس السوري الأمريكي كان الأمل أن يصبح قادرا ان يتحول لمنبر حوار داخل الجالية بكافة اطيافها. بكل اسف عوضا عن هذا تحول إلى حلبة صراع بين القوى التي تحاول أن تجد انفسها موقعا على الخريطة السياسية السورية.
وهكذا ولد أول كيان سياسي عام للسوريين في امريكا. وللحقيقة بأن قبل "الكونغرس السوري الأمريكي" لم يكن يملك السورييون سوى ما يسمى "النادي السوري" وهو يجتمعون على سيران في السنة ولعبة ورق في الشهر. ومحاولات لخدمة سفير النظام.
طبعا عندما أسست الكونغرس السوري الأمريكي كان هناك اعتراضا عليه من الكثير من الأطراف اولهم اتباع النظام الأسدي. وأحدهم قالها صراحة كيف تصنع (برلمان) كونغرس والسوريون لا يملكون برلمان في بلدهم؟ ولكن إصراري على الإسم ادى لنتيجة مهمة جدا. بالنسبة لي ان المعترضون على الإسم هم اتباع النظام. وكنا في سجالاتنا الداخلية نعود لهذه النقطة مرارا وتكرارا وبقي هذا الأمر متأرجحا لا يجرؤ احد منهم أن يعلنها صراحة إلى أن عقدنا المؤتمر عام 2006 في شيكاغو. في نهاية المؤتمر اتضح أن هناك تيار المؤسس بقيادتي يريد القطيعة مع نظام الأسد ودعم عملية التحول الديمقراطي وتقديم العون للجان المجتمع المدني، كما كان هناك تيار يريد التصالح مع نظام بشار وهو بقيادة عدد من "متقاعدي" الأخوان المسلمين بقيادة الدكتور الجليل طلال سنبلي. وتيار ثالث بقيادة الدكتور زاهر سحلول الذي كان يقدم نفسه للجالية كصديق الدراسة لبشار الأسد.
مع عودة بشار للاستبداد والهجوم على لجان المجتمع المدني في سورية تراجع التأييد للكونغرس السوري واستطاع الأسد أن يوعز لجماعته في الكونغرس ليتم تغيير اسم "الكونغرس السوري الأمريكي" ليصبح "المجلس السوري الأمريكي" واعتزلتهم لتصبح قيادة الكونغرس (المجلس) بيد التيار الأسدي وقيادي الأخوان القدامى الباحثين عن ربط الجسور مع النظام بعد أن يأسوا من تغيير النظام.
أحيانا تضطر لوضع النقاط على الحروف لكي لا تدع للشيطان فرصة اللعب على التاريخ. وفي زمن يصبح الجميع يأخذ امنياته كحقائق رأيت أن اوضح ما شهدته تاريخيا. بعد هذا انتقلت لـ"إعلان دمشق" لأصبح امين سر لجنته التنفيذية في الخارج بينما اصدر الأسد احكام سجن لقيادته بالداخل أخافت الجميع في الخارج.
هكذا ياسادتي الكرام يحق لي أن اسمي نفسي "مؤسس العمل السوري المعارض" في أمريكا هل توافقون معي؟
No comments:
Post a Comment