سوريتنا لا تعيش بالفراغ، فالحراك الدولي الذي نراه في المنطقة يؤكد هذه القاعدة. وبأن ما يحدث في سوريا يدفع كل الجوار ولاسيما الدول العربية إلى معمعة التغيير الذي ستفرضها الأوضاع في سوريا. من هنا مهما كانت قيادة سوريا لينة ومتساهلة مع دول المنطقة "التقدمية" منها وستبقى النظم العربية التقدمية في حالة عدائية مع الثورة السورية ودولتنا الحديثة. ومصر السيسي على رأس هذه الدول. لايوجد حل للقيادة السورية في التعامل مع هذه الأنظمة. فبلاد الشام تهدد هذه الدول بمجرد نجاحها. فالسيسي في مصر على سبيل المثال لا يستطيع ان يجاري ما ينجزه القائد الشرع في سوريا. فهو وجماعته يراقبون انجازات الشرع في سوريا وهم عاجزين عن مجاراتها في مصر نفسها. وعم قريب ستبدو بلاد الشام في حل من مشاكل الدمار وقد اعيد بناء ما تهدم منها دون ان تحتاج أن ترزح تحت الديون الدولية ولا منية جبهة النقد الدولية ولا البنك الدولي. في حين ترزح مصر تحت اعباء القروض التي اخذها السيسي ليثبت دعائم حكمه وعمر بها الصحراء بدون أي رؤية حقيقية لحاجة الاقتصاد المصري لها ولا توافق لها مع النمو المستقبلي للمجتمع المصري.
من هنا ستنظر القيادة السيساوية واشباهها إلى كل نجاح لبلاد الشام على أنه تحد لها. ومعرفتي بالفكر العسكري الحاكم سيجعلني اتنبأ بأن هذا الفكر اقرب مايكون للحسد ومحاولات العرقلة من المنافسة الشريفة. إذا قبلنا مسلمات هذه المقدمة نتعرف بسهولة على الخيارات المتاحة للقائد أحمد الشرع. فأي محاولة لإرضائهم لن تكون مفيدة فهؤلاء لن يقبلوا الحلول الوسطى. وأكثر ما يمكنه أن يفعله هو ان لا يؤلوا لهم أي اهتمام وأن لا يفترض بهم حسن النية تجاه بلاد الشام، بل على العكس، أن يركز على تقدم بلاد الشام بمعزل عن مشاركة هذه الدول.
No comments:
Post a Comment