التحرش الجنسي في العالم العربي وإقالة جبران باسيل
أخيرا
رأيت الفيدو الذي يتحدث عنه نديم قطيش، وفيه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل يتصرف
"كالقواد" أمام وزير أو مسؤول سياسي خليجي. في الحقيقة لا أعرف شي عن السيدة كارولينا حتى هذا
الصباح، وأحسبها سيدة لبنانية فاضلة كغيرها
من اللبنانيات اللواتي يخدمن بلدهن بإخلاص.
لذلك أعتقد من حق السيدة كارولينا أن تطلب اعتذارا بل إقالة باسيل على تصرفه المنحط، فهذا تصرف غير لائق إلا بـ"قواد" وغير
مقبول من وزير. فباسيل لم يستدع كارولينا
لأجل مهمتها الحقيقية التي تعمل بها بل يستدعيها لدورها الجنسي ويحدد غرضه منها
بالضبط، وإذا كان باسيل رئيس السيدة كارولينا
الإداري، فهذا سلوك غير لائق بمكان العمل ويحق
للسيدة أن تحاسبه أمام القضاء. وإن تم هذا
الحدث على الأراضي الأمريكية فباسيل يُطرد من عمله وتعوض كارولينا عن الإسائة إليها،
والوزارة مسؤولة عن تصرف موظفيها بما فيها التحرش الجنسي ولو بالإيماء . فهذه الحوادث تضر أول ما تضر بالنساء في مكان
عملهن. ويجب على السيدة كارولينا أن لا تقبلها على نفسها، وعلينا رفضها، فقبول هذا الفعل يعني إبقاء الباب مفتوحا
للتحرش الجنسي والتمييز الجنسي في مكان العمل ضد النساء، ويعني أنه لا بأس لكل نساءنا أن يتعرضن لمثل
هذه المواقف في مكان عملهن، فإن فعلها
وزير لا مانع أن يفعلها رئيس ورشة الحياكة.
من
طرف آخر أنا لم ار ردة فعل المسؤول الخليجي، ولكن الحركة تؤكد على أن هذا المسؤول عليه
أن يطالب باسيل بالإعتذار، فباسيل بتصرفه كـ"قواد" يعني أنه يتوقع موافقة على التصرف من قبل المسؤول
الخليجي. وهو إسائة للخليجي اللهم إلا إذا لاقت اقتراحات باسيل منه موافقة فعندها يصبحا
شريكان في الجرم.
إن
هذه الحادثة تعكس قضايا كثيرة مازالت مجتمعاتنا بحاجة ماسة لمعالجتها في قضية
التحرش الجنسي والتمييز الجنسي ضد النساء في مكان العمل، وعلينا أن نعاود النظر في الكثير من القضايا
ومنها :
·
كيف
يرى بعض المتنفذين اللبنانيين علاقاتهم بالنساء العاملات لديهم،
·
كيف
يرى بعض السياسيين اللبنانيين ما يبغيه سياسيي الدول الأخرى من لبنان وما هي طرق التأثير
على قراراتهم.
إن قضايا التحرش الجنسي والتمييز الجنسي
في مكان العمل متأصل في منطقتنا لدرجة أن وزيران يسمحان لهذه الظاهرة أن تمارس بحرية
في مجالسهم لقد آن الأوان لطرح مثل هذه القضايا للنقاش الجدي.
No comments:
Post a Comment