كثيرا ما نغرق بالتحليلات العميقة ولكن أبسط الأجوبة تكون غالبا أكثرها
صوابا. لذلك سأروي هنا قصة الشيخ والعصفور
من عند شيوخ الصوفية، وهي قصة رمزية ولكن تعكس
موقفي من الإدعاءات التي تقول بأن "وحدة الصفوف تتعلق بالدعم" فنحن خرجنا
للثورة لأنها ثورة عاطفية وليست ثورة حسابية، فلو أننا حسبناها على مقاييس الكون لأشارت كل
الحسابات على أنها لن تنجح إلا بتوفيق من الله ونصره. ومن خرج للثورة لشيء آخر سوى أهدافها الأخلاقية
النبيلة يجد نفسه يتخبط دون مرجعية سليمة حقيقية،
فهو كريشة في مهب الريح تذهب به المصالح كل المذاهب وكيف ما تشاء.
تقول القصة أن مريدا دخل إلى شيخه فوجده
يتكلم مع العصفور، فطلب منه أن يُعلِم
الناس لأنهم لا يأتون إلى المسجد وهذه وسيلة إعلامية مغرية لجلب الناس، ولكن الشيخ رفض، لم يستمع المريد لشيخه ونشر
الخبر بالقرية، وامتلأ المسجد
بالناس، وحدث ذات مرة أن الشيخ وهو يصعد
على المنبر أحدثً، فقال للناس: لقد احدثت
فانتظروا حتى أتوضأ، من يومها لم يرجع الناس إلى المسجد وعادت الحالة كما كانت قبل
العصفور. وعاد المريد يتأفف من قلة الناس، فقال له شيخه: "ألم أقل لك أنه من يأتي به عصفور تطيره
ضرطه"
فمن يتوحد من أجل المال لا من أجل الوحدة كمن
يذهب إلى المسجد من أجل عصفور.
رؤى في الثورة السورية من الخارج: من أجل وجود سياسي جديد للثورة السورية
رؤى في الثورة السورية من الخارج: من أجل وجود سياسي جديد للثورة السورية
No comments:
Post a Comment