Thursday, October 31, 2013

فكرة "الجيش الوطني" حذار من مساوئها :

حذار من مساوئ فكرة "الجيش الوطني":
منذ اليوم الأول الذي سمعت فيه بمصطلح "الجيش الوطني"  وأنا أعارضه بهدوء وبأدب مع من طرحه علي، فبرأيي المتواضع أن الفرق الكبير بين "الجيش الوطني" وأي كتيبة من كتائب الثوار أو "الجيش الحر" أن "الجيش الوطني" يطرح نفسه على أنه بديلا عن جيش البللاد المعروف بـ"الجيش السوري" الذي تتسلط عصابة الأسد على مقاليده اليوم.  ولكن علينا أن نكون واضحين وصريحين بوعينا أن هذا الجيش "الجيش السوري"  هو جيش الوطن قبل سقوط النظام وسيكون هو جيش الوطن بعد سقوط النظام باذن الله.  مما لا شك فيه أن الأمة عانت الأمرّين من كون "الجيش السوري"  أداة من أدوات تسلط النظام وقمعه، ومن المؤكد أن عديدا من أفراده كان انتسابهم لهذا الجيش بدافع طائفي بحت وبرغبة في أن يتحول المنتسب بإنتسابه إلى أداة لترسيخ حكم الأسد الطائفي،  ومما لا ريب فيه أن نظام الأسد يعتبر الجيش ركيزة أساسية من ركائز تسلطه وأن الترفيعات والترقي فيه لم تكن تتم إلا من خلال رؤية طائفية بحته. 
رغم كل ما سبق يبقى الجيش السوري هو جيش الوطن لاغنى لنا عنه، والأغلبية العظمى من أبناءنا انتسبوا لهذا الجيش حبا بالوطن ورغبة في الدفاع عنه، وداخل هذا الجيش مؤسسات وهياكل كبيرة ملكت خبرات لاغنى عنها لسورية المستقبل ولايمكن الانقاص من قيمتها بعذر أن الطاغية تسلط عليها،   فهذه المؤسسة التي يزيد عمرها عن قرن لا يمكن تهديمها، ومن يحاول أن يستبدلها بحسن نية فمحاولته تعكس غياب لإدراك تكاليف بناء مؤسسة بهذا العمر وبهذا الحجم. من التأكيد أننا سنحتاج إلى الكثير من العمل لإعادة تأهيل هذا الكيان الهائل ليعود للقيام بدوره الحقيقي كما كان قبل قبل انقلاب حسني الزعيم (من الطرافة أن الأمريكين هم من كان يقف وراءه في تلك الأيام) ، ولكن هذا العمل أسهل بكثير من تفكيك الجيش السوري وإحلال كيان آخر مكانه.  إن أكثر ما أخشاه هو أن فكرة "الجيش الوطني" سينتج عنها تقويض دعائم "الجيش السوري" ولن يبني جيشا وطنيا يحل محله. 

        

No comments: