معضلة إحصائية:
خلال الـ 48 ساعة الماضيات وضعت خاطرتين على صفحتي وكلاهما له علاقة
بالثورة ، الأولى خفيفة مضحكة، الغرض منها
توليد بسمة ما في يوم العيد على وجوه الأصدقاء وتبدء بـ" هلق تذكرت، أحلىشي..." وهي خاطرة خفيفة لا تقدم ولا تؤخر بالثورة، أما الثانية فحول الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها
السوريون في الخارج يوم قفزوا إلى الثورة يريدون خدمتها وتبدأ بعنوان " لا مسامحةلهؤلاء في يوم عرفة" الإحصائيات تشير
على أنه من بين ما يقارب 5000 صديق على صفحتي هناك 47% منهم قرأوا هاتين
الخاطرتين، يعني ما يعادل 2350 صديق قرأهما.
المثير هنا للتمعن أن 23 صديقا أشاروا بأن الخاطرة الأولى قد أعجبتهم بينما
كان هناك ثلاث أصدقاء فقط من أعجبتهم الخاطرة الثانية التي - برأي المتواضع ـ مهمة جدا التدبر بها بالنسبة
لمستقبل الثورة. ما يهمني هنا أنني أعرف
أن الخاطرة لمست عصبا حساسا عند الكثير من "أصدقائي الفتراضيين" وأنا أعرف أنه عدد لا بأس منهم مُتّهم حسب هذه
الخاطرة. ولكن هذه طبيعة العمل بالشأن
العام وطبيعة العمل الثوري. ما يهمني هنا
أن مثل هذه الأخطاء لا يمكن أن تُصلح ما لم يبدأ مرتكبوها بالإعتراف بالخطأ، ولذلك
قلت في نهايتها بأنه : "حتى الطفل عندما يخطئ يُطلب منه أن "يبوس التوبة."
أنا هنا لا أطالب أحدا أن "يبوس التوبة"
أو يعترف لأحد، ولكن هل حقيقة أننا - على الأقل داخل النفس - تعلمنا من
أخطائنا؟ الإحصائيات لا تشير إلى
هذا.
No comments:
Post a Comment