في أواخر السبعينات من القرن العشرين كنت في المرحلة الثانوية في دمشق وكنت كلما مررت أمام فرع الخطيب أو كركون الشيخ حسن أتذكر الأبيات التالي:
وَعلى الجِدارِ الصُّلبِ نافذةٌ بها | معنى الحياةِ غليظةُ القُضْبانِ |
قَدْ طالَما شارَفْتُها مُتَأَمِّلاً | في الثَّائرينَ على الأسى اليَقْظانِ |
فَأَرَى وُجوماً كالضَّبابِ مُصَوِّراً | ما في قُلوبِ النَّاسِ مِنْ غَلَيانِ |
نَفْسُ الشُّعورِ لَدى الجميعِ وَإِنْ هُمُو | كَتموا وكانَ المَوْتُ في إِعْلاني |
وَيدورُ هَمْسٌ في الجَوانِحِ ما الَّذي | بِالثَّوْرَةِ الحَمْقاءِ قَدْ أَغْراني؟ |
أَوَ لَمْ يَكُنْ خَيْراً لِنفسي أَنْ أُرَى | مثلَ الجُموعِ أَسيرُ في إِذْعانِ؟ |
ما ضَرَّني لَوْ قَدْ سَكَتُّ وَكُلَّما | غَلَبَ الأسى بالَغْتُ في الكِتْمانِ؟ |
هذا دَمِي سَيَسِيلُ يَجْرِي مُطْفِئاً | ما ثارَ في جَنْبَيَّ مِنْ نِيرانِ |
وَفؤاديَ المَوَّارُ في نَبَضاتِهِ | سَيَكُفُّ في غَدِهِ عَنِ الْخَفَقانِ |
للشهيد هاشم الرفاعي وأتخيل أن هناك سجينا ينظر لي من نافذة سجنه كما قال الشهيد.