استمع كل السوريين للخطاب الذي ألقاه الدكتور الأسد اليوم، مجيرا كل انتصارات المقاومة اللبنانية الباسلة لحسابه الخاص، وكانه هو الذي حارب والذي جاهد واستشهد دفاعا عن أرض الوطن. ولكن ما أراه مهما للإشارة هنا شعور حياة الوهم الذي يعيشها النظام.
فبكل صراحة يعلن الأسد أن مسار المقاومة ومسار السياسة هما متوازيين، وأنه بعد أن حقق حزب الله النصر في مجال المقاومة فالوقت حان لكي نحقق انتصارا في مجال السياسة. ومن هنا يتضح ترامي، ومنذ اليوم الأول للحرب، سفراء سورية في الخارج على الدوائر الأمريكية معلنين أن على الغرب ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية الحديث المباشر مع سورية إذا أرادوا طرح حل "للمشكلة اللبنانية." وإعلاناتهم المتكرة بأن سورية مشرعة الأبواب للتعاون وتقدبم الحلول للمأزق الإسرائيلي في لبنان. ورغم كل المشاكل التي سببها صمود المقوامة في وجه العدوان للجانب الإسرائيلي والأمريكي، رفض الأخير كل محاولات التقارب والتعاون التي أعلنها الجانب السوري. وبات واضحا أن الإدارة الأمريكية قررت استبعاد سورية عن أي حل ممكن للقضية في لبنان. وكلما طرد النظام من الباب يأتيهم من الشباك يتملقهم وهو لا يملك شروى نقير من أوراق اللعب.
ورغم كل الوقائع الصريحة والواضحة يأتي التصريح الأسدي اليوم ليطرح السؤال من جديد هل النظام يعيش أوهام أصحابه أم أنه يعلم ما لم نعلم.
فإن لم يستجب الأمريكييون لخدماته التي طرح عليهم تقديمها خلال الإجتياح فلم سيستجيبوا له وقد أنقضت عقدة الأزمة الكبرى؟
No comments:
Post a Comment