Tuesday, June 20, 2017

تعليقا على فورد: قتله الأحنف


قبل الثورة بسنوات اجتمعت مع مجموعة من الناشطيين (الذين تحول بعضهم لاحقا إلى دورجية)  وقلت لهم ما يلي: "أنتم تتعلمون هنا آليات واستراتيجيات العمل المقاوم ، هذه الآليات يمكنها أن تخدم أهداف سامية كالذي أنتم تسعون له؛ ويمكنها أن تخدم أهدافا غير سامية.  فهذه أدوات كفاح وتغيير  والنتيجة لا تضمنها الأداة.  فخذوا الأليات وضعوها في خدمة اهدافكم،  فحذار أن يوظفوكم لأغراض لا تريدونها"  
وعندما انطلق الربيع العربي لعب كل طرف الدور المناط به بوعي او من غير وعي للنتائج.  وتحول البعض من هذه الأخوة التي تُعِب على تدريبهم من ناشطين إلى "دورجية" وطُرح الكثير من الشباب في واجهات البيع والشراء، فمُسِح الخط الفاصل بين العمل السياسي والعمالة. وعمل الكثيرون تحت شعار "أن اخطاءنا اليوم سننصححها يوم يسقط النظام."   ونفخ فورد بعضلات الشباب ورؤوسهم بقناعات نتيجتها الإنتحار، وامتهن الآخرون القفز في حضن القوى الأقليمية تحت نفس الشعار.  ولعب النظام دوره، فاشترى بنفسه الأعداء أو بعضا انتقاهم من صفوفه وهو مطمئن إلى ان النظام الأمريكي يريد "تغيير سلوكه لا إنهائه."  
فإن علم فورد أو لم يعلم فقد كانت الإدارة الأمريكية تتكلم بلسانين واحدا معنا وواحدا مع النظام. 
ومن يعلم كيف يعمل النظام الأمريكي يدرك أن اصحاب القرار وطبقة الملأ الخفية التي تتحكم بالقرار رغم أنف الشارع الأمريكي لا يرتكبون أخطاء؛  فهم لا يبنون قراراتهم على نزوات بل على دراسات من كل الجوانب، فهم يعلمون حتى على صعيد تركيبة الأسرة ما الذي سيحصل معها دخولهم للعراق أو الحرب الأهلية في سورية. ويعلمون ما الذي سيحصل في المنطقة بعد تسليم العراق لإيران؛ ويعلمون تماما ما الذي سيحدث في تركيا عندما تتقاطر ملايين اللاجئين من أفغانستان إلى سورية مرورا بالعراق، وعندما صمدت تركيا كان لابد لهم من أن يساعدوا سقوطها بانقلاب.   

تقول العرب "قتله الأحنف" في رجل لم يُقتل بيد الأحنف ولكن الأحنف أعطاه تحدي أدى لمقتله. وكذلك لم تكذب أمريكا علينا ولكن سمعنا منها ما نحب فقط أما ما لم نحبه فقد تعامينا عنه.   
    
فالنظام الأمريكي أراد أن يستمر الأسد ولكن مع دمار سوريا. 
والنظام الأمريكي أراد أن يُقتل السفير في ليبيا 
والنظام الأمريكي أراد أن يستمر دمار العراق 
والنظام الأمريكي لم يرد خيرا للمسلمين في يوم من الأيام.  
وأنا لا أتكلم عن مؤامرة بل هي حقائق الأرض.  

محي الدين قصار 
6/20/2017 

No comments: