Sunday, December 29, 2013

الثورة أيها السادة لا تعلن عن ساعة النصر بل تصنعها


أصعب معركة ننتصر فيها هو أن ننتصر في معركة مع الذات وما درجنا عليه من إفشال للذات طوال الخمسين سنة الماضيات،  وأصعب أنواع الإحباط هو الإحباط الذي يصيبنا نتيجة سوء تقدير تكاليف الطريق.  والعدو يستعمل كل هذه الوسائل ضدنا بما فيها ضعف بعضنا الذي غذاه الدكتاتور. 
قبل أيام قليلة كنا نسمع الأصوات التي تصرخ ـ واسمحو لي أن اقول هنا بغباء ـ  مستنجدة بعبارات منها : 
"انصروا ...."
"إن لا تنصروا....  فستموت الثورة"
"الثورة سرقت"   
أيها السادة لا تكونوا عونا للطاغية على الثورة باستعجالكم وبعجزكم.  فبراميل حلب ليست إلا الدليل الحي لانتصارات القلمون والغوطة وفشل النطام في محاولته العودة للشمال السوري.  والكيماوي الذي ضرب الغوطة ما هو إلا تعبير عن فشل النظام في معركة الساحل. 
إن أي عاقل ذي عينين يستطيع أن يستطيع ان يرى انه ضعف النظام يتمثل في لجوءه للكيماوي وللبراميل.  لا يوجد قائدا عسكريا أو سياسيا ولا مجرما مثل الأسد يرى في حاجته لهذه الوسائل إلا علامات اليأس التي تصيب النظام. فهذه الجرائم التي يرتكبها النظام لم تغير أي ميزان للقوى على الأرض ولم تثنِ عزيمة ثوارنا أبدا، وأسد يعلم ذلك ولكنه يرتكلبها ارضاءَ لأتباعه ومحاولة لإلهائهم بأخبار الانتقام للهزائم التي لحقت بهم.  

الثورة أيها السادة لا تعلن عن ساعة النصر، بل تصنعها،  وإذا كانت ساعة النصر تأتي بعد سبعة أيام أو بعد سبعة سنوات؛ فهي كأمر الله قادم فلا نستعجله.  وإذا كانت الثورة تقتضي إزالة جبل قاسيون أو إزالة جبل العلويين؛ فشعبنا لم يبدأ الثورة إلابعد أن أسترخص ثمن النصر ولن يبخل بدفعه.  

No comments: