أول مرة أجريت المقارنة بين الإحتلال الروسي
لأفغانستان والإحتلال الذي تتعرض له سورية كان على قناة "روسيا اليوم"
وفي الصيف الأول للثورة. يومها قلت للصحفي:
"على الروس أن يسألوا أنفسهم هل هم على استعداد أن يورطهم النظام في سوريا
كما ورطهم النظام الأفغاني في أفغانستان عام 1979؟ من الواضح انهم وجدوا حلا وسطا بأن
يدخلوا الورطة بوسيط إيراني. ولاننا
لايمكننا أن نتقدم دون أن نفهم التاريخ، ولأن جهابذة المعارضة السورية حتى
من يحمل الدكتوراة منهم لا يقرأ وإن قرأ فإنه يفهم ما يريد فقط، لا بد لنا أن نذكر
كيف يبدأ الإحتلال كالإحتلال الالروسي لأفغانستان، فالتدخل الروسي بدأ في أفغانستان سنوات قبل
التدخل الرسمي (27 ديسمبر 1979) وبدأ على
شكل ما يسمى بالمستشارين" والحرس الشخصي، كلما وقعت الحكومة الأفغانية بمشكلة
تطلب المزيد من الجنود، في البداية كان
الجنود يصلون بملابس مدنية، بعدها بدأ
النظام الأفغاني يطلب المساعدة شكل فرقة او فرقتين عسكريتين، حتى آخر انقلاب تم قبل الغزو كان من قبل عسكر
روس بزي عسكري أفغاني.
في سوريا بدأ النظام الإيراني يستعمل
الميليشيا اللبنانية والعراقية بعد أن شحنها بالحقد الطائفي وقدم الدعم المالي
العميق والإستشاري للنظام، وعندما لم يجد كل هذا في وأد الثورة السورية كانت
الخطوة الحتمية التدخل العسكري المباشر ولكن غير معلن. اليوم كل التقارير والدلائل تؤكد ان النظام في
سورية تحول لأداة في يد المحتل الإيراني، فقد وجد المحتل في النظام السوري وفي
أتباعه ما وجد الفرنسيون في أجدادهم الطابور الخامس الذي يأبى إلا العمالة للمحتل.
فكل الحواجز في شوارع دمشق يرأسها ضابط
إيراني أو شيعي، ومن يطلق سراحه من سجن
النظام يخرج وبيده إخلاء سبيل موقعا من ضابط إيراني. وسيل القتلى الذي يتدفق على إيران والعراق
ولبنان تؤكد أننا أمام حالة إحتلال، حتى
محطة الـ"BBC" وبعد تحقيق طويل أثبتت
بالبراهين التي لا مراء بها بأن التدخل الإيراني في سورية يُدار من أعلى مستويات
القيادة الإيرانية.
إنه من الحيوي اليوم أن نعيد صياغة القضية
السورية أمام أنفسنا أولا وأمام العالم على أنها أصبحت قضية من قضايا التحرر
الأجنبي من الإحتلال الإيراني-الروسي. إنني استطيع أن اصيغ مجلدا كاملا بالنتائج الإيجابية لإعادة الصياغة هذه، ولا أجد سلبية واحدة يمكن أن تنتج عنها. وبرأي
المتواضع من لا يريد أن يضعها بهذه الصيغة فهم يقدمون خدمة كبيرة للمحتل ودميته
المفضلى المتمثلة بالنظام ومؤيدوه. لذلك علينا
أن نعود إلى أوراق الثورة الأولى لنبدأ من جديد تغيير الرؤى والسياسيات بما فيها الصفحات
والرسمات واللافتات والشعارات لتتفق مع هذه رؤية التحرر من المحتل. إن إعادة
الصياغة هذه تفتح المجال للأقليات التي ترددت كثيرا بالالتحاق بالثورة أن يجدوها
فرصة للإلتحاق بالوطن من جديد عن طريق النضال ضد المحتل الغاشم.
صورة من إعلان في شوارع العراق
No comments:
Post a Comment