أنقل عن الدكتور برهان غليون كما أتى على لسانه وقوله وبالحرف الواحد: "... يجب أن تدركوا أن الأمر أننا لسنا في صدد إعداد للحرب. نحن بالضبط، لأن هناك دول أعلنت بأنها مستعدة لتسليح أردنا أن لا يكون هذا التسليح بشكل عشوائي لا نسمح لأي دولة أن تقدم السلاح لأي طرف ونجد أنفسنا أمام قوى مُقادة من الخارج أمام أختراقات وأمام تجازرات. أردنا أن ننظم هؤلاء المتسلحين الذين يحملون السلاح اليوم على مختلف توجهاتهم وأن لا نسمح للدول أن تقدم السلاح مباشرة إذا كان هناك سلاح. لم يقدم إلى الآن أي سلاح لكن لا نريد لأي دولة أو أخرى أن تبادر هي نفسها أن تقدم السلاح مباشرة إلى الأطراف السورية نحن نريد أن يمر كل شي عبر المجلس الوطني حتى يكون هناك ضبط لإستخدام السلاح وهذا هو الهدف الرئيسي من إنشاء هذا المكتب الإستشاري. "
وقبلها يقف غليون في تونس أمام "أصدقاء سوريا" ليقول بأنه "يرفض دخول سوريا في معادلات إقليمية." وبإمكاننا أن نعود إلى الكثير من الأمثلة التي تمر بها شخصيات محسوبة على المعارضة تنتمي إلى اليسار السوري ومن بينهم برهان غليون لنقرأ مواقفا مماثلة بعيدة تماما عم يتم على إرض الواقع وتتطلعات الشعب السوري.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا العداء القوي التي تحمله هذه الشخصيات للدول العربية الواقفة مع الشعب السوري في محنته، من الذي يمنح هؤلاء الحق في مصادرة القرار عن شعبنا، حتى اليوم هذه القيادات لم تتخذ قرارا صائبا واحدا فهل نتوقع منهم أن تكون قراراتهم القادمة رشيدة وكيف يجعلونها راشدة ولم يدفعوا ثمن اخطائهم السابقة وهم مستمرون في طغيانهم وإصرارهم عليها.
ألم تنطلق الثورة السورية من المساجد لتعلن أن سورية الثورة ملتزمة ببعدها العربي والإسلامي، وهل الدول العربية التي تعرض علينا المساعدة في الدفاع عن أنفسنا تدخل في أي تعارض مع هذا الإلتزام؟
أليس من المعيب أن يخرج برهان غليون من اجتماعه مع الروس بعد أن صفعوه مرتدا بخفي حنين مثنى وثلاث ورباع ليقول وبالحرف الواحد (أصدقائنا الروس) ومن ثم يقف يهاجم الدول العربية التي تعلن بأنها مستعدة لتقديم العون اللازم للثورة السورية بما فيه السلاح؟ ألا يستحق هؤلاء الأشقاء العرب الذين يألمون لألمنا أن يشكروا على عروضهم هذه؟