سعدت جدا بإعلان الجيش السوري الحر عن وقف العمليات العسكرية كرد على قبول النظام السوري وقف العنف وسحب المظاهر المسلحة من شوارع سورية. ولكنني لست متفائلا أبدا بمدى جدية النظام السوري بالتزام بوعوده. ولكن ما نتج عن المبادرة العربية حتى الآن هو اعتراف عربي ودولي والأهم من كل هذا اعتراف واضح من النظام السوري نفسه أنه هو الذي يمارس العنف منذ اليوم الأول، وهو ما يؤكد أول بيان أصدرته الجمعية السورية الأمريكية بعنوان "وقفوا القتل" في 4 نيسان حملنا فيه النظام المسؤولية الكاملة عن اعمال العف في سورية.
ولكن هذا الموقف الجديد لا يرتقي إلى طموحات الشعب السوري وثورته المجيدة، فانتفاضة الشعب قامت من أجل تغيير جذري في هيكل الدولة وعلاقاتها مع المجتمع، وإرادتنا ماضية لا تراجع عنها حتى نصل لمبتغانا في بناء دولة الحق والقانون في سورية الجديدة. وما زالت ردات فعل النظام لا تنم عن ثقة بأنه تلقن الدرس أو أنه فهم إرادة الشعب، وأكثر ما أراه من حركته هذه هو محاولة لإكتساب بعض الوقت عله يجد تكتيكات قد يعتقد أنها ستنجيه مما هو فيه. لذلك ما أتوقعه أن يقوم النظام باستبدال القوات المسلحة بميليشيات (الشبيحة) بعد أن يحول هؤلاء الشبيحة إلى ميليشيات عسكرية شبه رسمية كما فعل والده والذين من قبله من طغاة البعث والذين يستلهمون تكتيكاتهم من النظام النازي، فعلينا أن لا نستبعد بأن نرى شوارع دمشق تمتلئ بقوات أقرب إلى سرايا الدفاع، أو الحرس القومي قبلهم، بل هل نرى تشكيل سرايا جديدة تحت مسميات كلها اقرب لتنظيمات شباب هتلر أو ما شابهها.
فقد أدرك الأسد أنه يحتاج إلى مثل هذه القوات ليواجه المحتجين المسالمين بعد أن وصلت تدهور حالة الجيش في عملية القمع إلى مستويات لا يمكن الإعتماد عليه. لذلك علينا أن لا ننتظر من هذا النظام أي خطوة إيجابية وكل حركة يقوم بها يجب ان ننظر لها بعيني الريبة. إن إقتراح الجامعة العربية والدعوة للحوار هي مناسبة جديدة لإعادة تفعيل ثورتنا السلمية ومدها بالمزيد من ماء الحياة، وسنبقى في الشارع ما بقي النظام، وسنعود إلى الشارع بعدها كلما اختل ميزان العدل في بلدنأ. أما الذين سيذهبون للحوار في الجامعة العربية يجب أن يتمتعوا بالكثير من الحنكة السياسية ليتمكنوا من انشاء حوار جاد وبناء لتسهيل خروج النظام والتحول الديمقراطي دون مهادنة ولا تفريط بأهداف الثورة، وأهم من هذا أن يتم الحوار حول نهاية النظام. وأي حوار لا يضمن نهاية النظام بشكل جذري هو مضيعة للوقت.
No comments:
Post a Comment