الفعالية من اهم المفاهيم التي يدأب الطغيان على قتلها في نفوس الناس، وهي قضية مهمة نحتاج أن نبعثها من جديد لنبني وطننا عليها. وهذه الفعالية تصيبها بعض التشوهات، وأحب أن اتعرض لفكرة واحده هنا، وهي الشعور المغالط لدى الناس أن أي عمل لابد له من أن يمر بـ"مؤسسة الدولة". وهذه فكرة مُدمّرة علينا أن نستأصلها من مجتمعنا. فالدولة في كل البلاد الناجحة لا تعتبر ضرورية لنجاح الأفكار. ولاسيما الأفكار الجديدة.
لا يستطيع
حاكم مهما بلغ علمه وحكمته من انتاج الأفكار الجديدة التي تحتاجها البلاد. ولكن إن مَكّن افراد المجتمع من العمل على
إنتاج الأفكار الجديدة سنجد البلاد تعج بالنجاحات بإذن الله. ومنذ فتح دمشق
ويتواصل معي شباب واع وصادق منهم خريجي جامعة دمشق أو طلابها ومنهم طلابي السابقين
في جامعة حلب (المحرر) يستشيرون في كيفية المساهمة في تطوير البلد. جوابي الأول لهم أن يبدأوا بإمكاناتهم البسيطة
وأن يختاروا زاوية معينة وصغيرة يعملوا عليها. فالحكمة السورية تقول "لا تكبر
الحجر حتى ينضرب معك". واليوم نحن
بحاجة ماسة للطاقات الشبابية لكي تساهم في دفع عجلة الحياة نحو الأمام وبالاتجاه
الصحيح. ومن الأمور التي تنقصنا هو
الترجمة العلمية في بعض الاختصاصات، فعندما كنت أُحضر لبعض الصفوف في الاقتصاد
كانت مشكلة غياب المراجع الرصينة باللغة العربية، فكانت صعوبة الأمر أن تجد مرجعا
مترجما وبسعر يناسب الحالة المالية للطلاب.
فمن يريد أن
يعمل لا بد له من تعلم مفاهيم العمل الجماعي بشكل عملي، فنجاح فريق العمل يتعلق
بنجاح كل عضو في الفريق. وتحقيق الأهداف البعيدة لا يتم إلا عن طريق تحقيق الأهداف
الصغيرة والمرحلية. فالحرب تكتسب معركة -
معركة، والمعركة تُكتسب طلقة – طلقة. فيا شباب
بلادي لننسا الدولة وانسوا المعارضة السياسية التي لا علاقة لها بالثورة. وركزوا
على ما تنتجونه انتم وما تتعلمونه من تجاربكم.
No comments:
Post a Comment