أحيانا كثيرة يعتقد فريق من الناس أن حالة الغلط التي هم فيها يعود سببها للبيئة او الظرف التي هم فيها، أو أنهم لم يروا نتائج حالتهم وطريقتهم، فيسألون لو أنهم حصلوا على "نذير" والنذير ليس بالضرورة صوتا في السماء، فمن اعتبر برؤيته لمصير الآخر فقد أتاه النذير، ومن رأى كيف وصل الآخرون لحل مشاكلهم فقد أتاه النذير، وهؤلاء يتوهمون غالطين أنه إن تغيرت هذه الظروف فإنهم سيمتنعون عن الغلط ويغيرون طريقتهم، وكثيرا منا يغادر قطره وتجده يحمل معه كل الممارسات الغالطة، فتجد أن الحرية التي حصل عليها في مغتربه لم تفده شيئا. وكأن الحرية واطلاعه على الحقائق الجديدة ورؤيته كيف تعيش الشعوب الأخرى (النذير) ورؤيته كيف تعلمت هذه الشعوب من اخطائها لم تزيده سوى نفورا واستكبارا، فيستمر بمكره وتصرفاته القديمة وكأنه لم ير ولم يتعلم شيئا. فلا يكون له إلا أن يحيط مكره السئ إلا به.. عندما اجالس قوما وأجدهم في غيهم ومكرهم ما زالوا وكأنهم في بلدهم قبل 50 سنة ولم تزدهم غربتهم إلا استكبارا، فأفهم أن استكبارهم ومكرهم السئ لن يحيط إلا بهم. وهؤلاء سيزداد مكرهم السئ لأن طريقتهم القديمة عليها أن تستمر ولكنها تحمل مهمة جديدة هو التحايل على الجو والبيئة الجديدة التي أتى بها "النذير".
No comments:
Post a Comment