أحيانا كثيرة يعتقد فريق من الناس أن حالة الغلط التي هم فيها يعود سببها للبيئة او الظرف التي هم فيها، أو أنهم لم يروا نتائج حالتهم وطريقتهم، فيسألون لو أنهم حصلوا على "نذير" والنذير ليس بالضرورة صوتا في السماء، فمن اعتبر برؤيته لمصير الآخر فقد أتاه النذير، ومن رأى كيف وصل الآخرون لحل مشاكلهم فقد أتاه النذير، وهؤلاء يتوهمون غالطين أنه إن تغيرت هذه الظروف فإنهم سيمتنعون عن الغلط ويغيرون طريقتهم، وكثيرا منا يغادر قطره وتجده يحمل معه كل الممارسات الغالطة، فتجد أن الحرية التي حصل عليها في مغتربه لم تفده شيئا. وكأن الحرية واطلاعه على الحقائق الجديدة ورؤيته كيف تعيش الشعوب الأخرى (النذير) ورؤيته كيف تعلمت هذه الشعوب من اخطائها لم تزيده سوى نفورا واستكبارا، فيستمر بمكره وتصرفاته القديمة وكأنه لم ير ولم يتعلم شيئا. فلا يكون له إلا أن يحيط مكره السئ إلا به.. عندما اجالس قوما وأجدهم في غيهم ومكرهم ما زالوا وكأنهم في بلدهم قبل 50 سنة ولم تزدهم غربتهم إلا استكبارا، فأفهم أن استكبارهم ومكرهم السئ لن يحيط إلا بهم. وهؤلاء سيزداد مكرهم السئ لأن طريقتهم القديمة عليها أن تستمر ولكنها تحمل مهمة جديدة هو التحايل على الجو والبيئة الجديدة التي أتى بها "النذير".
Thursday, November 23, 2023
المسؤولية الشخصية
Thursday, October 19, 2023
طريق واحد: أصبح عندي الآن بندقية شعر نزار قباني
طريق واحد
أريد بندقيه..
خاتم أمي بعته
من أجل بندقيه
محفظتي رهنتها
من أجل بندقيه..
اللغة التي بها درسنا
الكتب التي بها قرأنا..
قصائد الشعر التي حفظنا
ليست تساوي درهماً..
أمام بندقيه..
أصبح عندي الآن بندقيه..
إلى فلسطين خذوني معكم
إلى ربىً حزينةٍ كوجه مجدليه
إلى القباب الخضر.. والحجارة النبيه
عشرون عاماً.. وأنا
أبحث عن أرضٍ وعن هويه
أبحث عن بيتي الذي هناك
عن وطني المحاط بالأسلاك
أبحث عن طفولتي..
وعن رفاق حارتي..
عن كتبي.. عن صوري..
عن كل ركنٍ دافئٍ.. وكل مزهريه..
أصبح عندي الآن بندقيه
إلى فلسطين خذوني معكم
يا أيها الرجال..
أريد أن أعيش أو أموت كالرجال
أريد.. أن أنبت في ترابها
زيتونةً، أو حقل برتقال..
أو زهرةً شذيه
قولوا.. لمن يسأل عن قضيتي
بارودتي.. صارت هي القضيه..
أصبح عندي الآن بندقيه..
أصبحت في قائمة الثوار
أفترش الأشواك والغبار
وألبس المنيه..
مشيئة الأقدار لا تردني
أنا الذي أغير الأقدار
يا أيها الثوار..
في القدس، في الخليل،
في بيسان، في الأغوار..
في بيت لحمٍ، حيث كنتم أيها الأحرار
تقدموا..
تقدموا..
فقصة السلام مسرحيه..
والعدل مسرحيه..
إلى فلسطين طريقٌ واحدٌ
يمر من فوهة بندقيه..
( يوسف بن عبد القدوس ) المتوفى عام 776 وكل بيت فيها يعدل كتاباً من الحكم والنصائح ...
قصيدة من عيون الشعر العربي لأحد شعراء الدولة العباسية
Thursday, September 28, 2023
صالح بن عبدالقدوس احد شعراء الدوله العباسية
القصيدة التي لم يشتهر منها غير بيت واحد :
Monday, May 29, 2023
مفاهيم شائعة حقيقية، ولكن ليست مناسبة:
أُعرّف الثقافة لطلابي على أنها "طريقة الفرد في
التعامل مع معلومةٍ وصلته" وهذا التعريف حفرته منذ بضع سنين وساعدني على
رؤية الكثير من المشاكل والقضايا من زوايا أخرى أكثر إفادة لغرضي. تحت هذه التعريف
اقرأ بعض الجمل التي اعتاد المسلمون أن يرددوها، ومن هذه المقولات: "القابلية
للاستعمار" وهي كلمة حق قرأتها في السبعينيات عند المفكر الجزائري "مالك
بن نبي" رحمه الله. كما تبناها شيخنا السوري "جودت سعيد" ليُلبِسها
ثوب الـ
"لا عنف" رحمه الله. طبعا لا
أحد من الذين عالجوا هذه النقطة استطاع أن يضع استراتيجية لتطبيقها أو أن يجد حلا
لتغييب أو التعافي من "القابلية للاستعمار" كما ينبغي. ومن وضع خطة ما لم تثبت السنون بنجاعة تطبيقها. وأنا لن أوجه لها النقد هنا فهي أداة لا ذنب
لها. ولكن المشكل قائم في التفاعل بين
الأداة والواقع الثقافي القائم.
فمن تابع البسط الثقافي مع الوقت اكتشف أن في ثقافة العامة
في وطننا - ومن غير وعي حقيقي لمشكلة الثقافة - ستُستعمل هذه الجملة كثيرا إلى أن تُفرغ
من محتواها ـ فلن تُخرج المواطن العادي من وضعية: "الاستلاب الحضاري"
التي وضعها علينا الاستعمار والتي مع محتوى هذه المقولة تُفرّغ المجرم عن مسؤوليته
وهمجيته وجريمته. بالأحرى وجدت أن كثير من
المرددين لهذه الفكرة من العامة هم الأكثر استلابا أمام الغريب. وأبسط مثال نراه في تطبيقهم لمسألة الحجاب
عندما يخرجون للغرب. ففي حين نرى المسلمين
الذين درسوا مصطلح "القابلية للاستعمار" يقع من يدرسونه في صف أول من
تخلى عنه بـ"حجة" سفرهم للغرب. وهذه الخاطرة ليست في معرض مناقضة الحجاب
فمن يريد أن يبحث في هذا يمكننا أن نفعله في مكان آخر.
لذلك استعملُ هذه
المصطلحات بحذر كبير. فلو نظرنا لبلد
الجزائر في 1830 لحظة الاحتلال لها لرأينا الفرق الكبير في التقدم بينها وبين
مستعمرها (الفرنسي)، فقد كانت فرنسا غارقة بالدين والجزائر تمدها بالقمح وما شابهه،
ففي نفس الوقت كانت الجرذان تباع في أسواق باريس وكانت أسعارها تأتي بالجريدة كما
نتكلم اليوم عن الأسهم في البورصة. فالسؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح: ما الذي
جعل آكل الجرذان الفرنسي يستعمر من أطعمه قمحا الجزائري ولقرون طويلة!
طبعا الإجابة على مثل هذا السؤال ستدور في صميم الثقافة المعتدية
وليست في الثقافة المسالمة. وبذلك نرى أن الطرح كان في صميم منطق العنف، ولكنه يرتدي
ثوب السلمية الزائف إن علِم صاحبها أم لم يعلَمِ. فمهما تكون المعالجات اليوم رغم
القناعة بأننا علينا التخلص من "القابلية للاستعمار" ولكن العمل الحقيقي
هو العمل الذي يستطيع أن يردع منطق العنف عند المستعمر. فالسؤال كما يقترح نفسه في
مصطلح "القابلية للاستعمار" يضع مسؤولية المرض على المريض وليس على الوباء،
وعلى الضحية وليس على المجرم، وكذلك "كما تكونوا يُول عليكم" فهذه
الرسائل التي يظن أصحابها أنهم يبحثون عن رفع المسلمَ وأداءَه، يضعهم هذا المصطلح
بالدعس على الضحية التي يريدون رفعها. فإن أردت أن تنقذ أحدا من منطق قوانين
الغابة التي تسحقه لا يمكنك أن تعتمد هذه القوانين نفسها إلا إذا توفر عندك شعبا
آخر ليسحقه مريضك كما سحقه المستعمر. فمقاومة هذا المنطق سينهي بك لتقع ضحية ما
تقاومه.
لقد طرحت هنا مولّدا للأسئلة أكثر من مجيبا عليها وقد
نتمكن في المناقشة الإجابة على بعضها إن وجدت الرغبة.
محي الدين قصار
شيكاغو 5/29/2023