Saturday, June 25, 2022

نهاية القضية الفلسطينية على يد حماس:

 

خلافا للشائع لم تعرف اسرائيل عزلة أخلاقيا مثل عزلتها هذه الأيام، وتأتي أفعال حماس لإنقاذها من هذه العزلة. فكل ما بقي من القضية الفلسطينية هو البعد الأخلاقي لقضية شعب هُجّر وسُرِقت أرضه. فما تفعله حماس - من خلال ادعاء الواقعية الزائف ـ هو جريمة بحق القضية الفلسطينية. لذلك اسمحوا لي ببعض المرونة لأبين البعد اللاأخلاقي لتصرفات حماس في علاقتها مع الدكتاتورية الإيرانية والسورية؛ فمحامي الشيطان بقول لنا أن واقعنا اليوم بأن هناك الملايين من الناس (اليهود) ولدت وعاشت في الأرض الفلسطينية لا تعرف لها وطنا آخر إلا فلسطين؛ فماذا تفعل بهؤلاء؟  فأي ادعاءات من أجل تحرير فلسطين بالطريقة التي تنادي بها حماس ما هي إلا ادعاءات بأن يُلقى من وُلِد وعاش عمره على أرض فلسطين من اليهود في البحر، أو أن يُرحّلوا إلى خارج فلسطين بطريقة أو أخرى.  والذين ينظرون إلى هذا الواقع يدافعون عن الممارسات العنصرية الإسرائيلية على أنها "الواقع القائم". فلسان حال الشيطان يقول: فعلينا نسيان جرائم الكيان الصهيونية من قتل و سجن وترحيل ومصادرة الأراضي، لأن المشكلة تجاوزت حدود الجيل الأول وأن الأجيال الإسرائيلية الجديدة لا ذنب لها.    

 كذلك اليوم تقدم حماس من خلال عبادتها لمفهوم القوة المتأيرنه ومن خلال التعامل مع أذناب هذه القوة في سوريا وفي لبنان وفي العراق  وفي إيران بحجة "الواقع القائم" فأنها تسلب من القضية الفلسطينية كل بعد أخلاقي قد يسمح بتحرير فلسطين في يوم من الأيام. فمن تستطف معه حماس من المتأيرينين العرب وغير العرب قاموا بارتكاب كل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين؛ فمن العراق إلى لبنان ومن شمال سورية إلى اليمن الحزين يقوم حلفاء حماس بممارسات تتجاوز بإجرامها الممارسات الإسرائيلية.  والعالم اليوم بما فيهم من يتعامل مع إسرائيل كأمر واقع ولكنهم لا يتعاملون مع جرائم إسرائيل كأمر واقع. وهم يعرفون الضياع الأخلاقي لوجود إسرائيل، ولكنهم يرون أيضا تعامل الفلسطينيين مع لصوص وطغاة الشعوب الأخرى؛ فلم يعد للفلسطيني أي اسبقية أخلاقية في مطالبته بالأرض الفلسطينية، فمن لا يأنف من ممارسات في بلد لا حق له بادعاء أنها ممارسات أخلاقية في بلد آخر. 

وهكذا أضاعت حماس القضية الأخلاقية ولم تستطع أن تكسب شبرا من الآراض.،  فإن الحق يأتي دون فاعل بينما الباطل زهوقا بطبيعته كما قال الله سبحانه وتعالى : {80} وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُإِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً {81}، فحركات حماس الرعناء أخرجت فلسطين من ضمانات الحق لتجعلها في نفس مستوى باطل عدوها. 

 محي الدين قصار 

6/25/2022  

 




No comments: