عندما تدخل المجتمعات بحالات شبيهه لما نراه في الشرق الأوسط لا يكفي المجتمع
أن يكون على حق، فلا بد أن يجتمع الحق مع القدرة
التنظيمية. فالعبودية تتطلب قدرة تنظيمية عالية
يحتكرها الطاغوت، فتجتمع فيه وفي أتباعه، ويمنعها
عن عموم الشعب يستعبدهم بها. فبالتالي علينا
أن نفهم أهمية القدرة التنظيمية للنصر. فإذا
اجتمع الإخلاص وبعض القدرة التنظيمية يعين الله المؤمنين الذين هم على الحق، ولكن هناك
مزيجا من الإثنين لابد منه، والله يعلم ضرورة القدرة التنظيمية لصلاح المجتمع بعد الطاغوت. فالاخلاص يكون في ذروته خلال الثورة ، وإذا انتهت
الثورة عادت أهمية القدرة التنظيمية. فإن لم
يملكها المخلصون غلبهم عليها ابناء الطاغوت المنظمين.
لذلك لا تستعجلوا النصر، فمن رضى الله علينا أنه لن يحققه لنا إلا على يد من
اجتمع فيه الإخلاص والقدرة على التنظيم. فإن
تحقق النصر مع غياب القدرة التنظيمية خسرنا الثورة وعدنا للطاغوت من جديد. ومن يريد امثلة على ذلك فلينظر لمعظم الدول
التي خرجت من الشيوعية أين باتت مقدرات المجتمعات الجديدة؟ الم تتركزمن جديد بيد زبانية النظام القديم
وأبناءهم.
فالنجاح ليس انتصارا في معركة فقط بل تمكين لقيادة جديدة لإدارة وتنظيم موارد
الأمة تأمين حاجاتها، والثوار لهم ثلاث
حالات بهذا الشان:
1.
فئة تتعلم أهمية التنظيم بوعي وإدراك، فتجمعه مع الإخلاص فيمكنها الله إن غلب الصلاح على
صفوفها.
2.
فئة تجمع الإخلاص مع بعض الوعي فيتركها الله في
أتون المعركة لتتعلم ما تحتاج تعلمه من سنن الدنيا "تحت النار."
3.
فئة تملك الكثير من التنظيم والقليل من الاخلاص
وهؤلاء هم وقود الثورة المضادة، فقد التحقوا
بالثورة لأن قدراتهم المكتسبة في صفوف الطاغوت علمتهم متى ينقلوا الولاء.
يمكنكم تطبيق هذه الآلية على القوى الثورجية الموجودة الآن وتصنيف أين يقع كل
فصيل. عندها نرك ابعاد المرحلة والمرحلة القادمة والتكاليف الضرورية وكيفية تخفيف هذه
التكاليف. فعى ىسبيل المثال فقط، في
يوم من الأيام كانت بعض قيادات #الدولة_الإسلامية في العراق تقع في الفئة الثالثة. فانتقل هذا البعض من المقاومة العراقية إلى
صفوف #الدولة_الإسلامية. وبذلك انتقلوا من الفئة الثالثة إلى الفئة الثانية ومن ثم
إلى الفئة الأولى، بينما بقي البعض حبيس الفئة التي بدأ بها. فكما نرى الفئة الثانية ستكون هي من ستجعل
التكاليف ـ تكاليف التحرير ـ أعلى لأنها تتعمل بالطريقة الصعبة. أما الفئة الثالثة فأملها بالنصر لن يكون إلا
بحبل من الناس. وفي الحالة السورية مربط هذا الحبل في جنيف وأخواتها.
***********************
ملاحظة: في الصلاح المقصود هنا:
1.
الصلاح ليس هو مفهوم مطلق بل هو مفهوم
نسبي. فالقصد منه ما هو "أصلح من
الحالة الراهنة" فإن ظهر ما هو أصلح منه لم يعد "صلاحا"
2.
الصلاح هو ما هو الأفضل للبشرية أو
لأغلبها، فليس المقصود منه هنا الصلاة
والصوم (وإن كان ذلك مهما). فإن ظهر صلاحا لنسبة أكبر من هذه الأغلبية لم يعد
صلاحا.