Saturday, November 08, 2014

الانبطاح الحضاري:

الانبطاح الحضاري:
في الأشهر الأولى للثورة كان أن أجريت مقابلة حول الثورة السورية، على برنامج على الراديو يذاع مرة واحدة في الإسبوع للجالية الإسلامية في شيكاغو،  المذيع نفسه هربان من يد عزرائيل يترغل بلكنته الهندية التي لا أكاد أميز منها ما يقول،  ربما تحتاج أن تكون هنديا مخضرما لإدراك ما يقول.  طبعا أنا لكنتي الإنجليزية ليست أحسن كثير ولكن أعتقد 18 جيل من طلاب الجامعة الذين درسوا عندي لا يشكون من هذه اللكنة،  بل بعض الحسناوات منهم يعتبرنها حسنة أكثر منها مشكلة. 
ما يهمنا بالموضوع أن بعد المقابلة تجرأ هذا السيد وقال لي ما يعني أنه يتمنى أن أحسن لكنتي في المرة القادمة.  ضحكت من سخافة الموقف وتعارضه.  قلت له هل تذكر هنري كيسنجر:  ضحك وانطلق يقول "هو كمان والله لا أفهم منه أي شي عندما يتكلم!"  ولم ينتبه للمشكلة التي أوقعته بها،  فاستطردت قائلا: "رغم هذا لم تمنعه لكنته من أن يصبح وزير خارجية." 

الجيل الذي يطفوا على سطح قيادات الجاليات الإسلامية في الغرب لا يقل انبطاحا حضاريا عن هذا السيد،  فهذه القيادات لا تملك إلا التهالك على طلب الرضى من الغرب ودينها أن تمسخ الاسلام لتجعل أسيادها يرضون عنها.  بالأمس دخلت إلى صلاة الجمعة متأخرا لأجد الرجل نفسه يخيل في خطبته العصماء على المصلين مؤكدا لهم بأن ما تفعله الدولة الإسلامية من العودة لعهد الرقيق وبيع العبيد وشراءهم ليس من الإسلام وأن الإسلام الذي يعرفه لا يرضى بهذا. 
ولقد هممت أن أقف لأقول له متى ستسحب لسانك العجوز من طــ ... سيدك كيري.  ولكن حرمة المكان منعتني. 

بهذه المناسبة أقول لمن يفرح لمثل هذه المواقف وهذه الرؤى (رأيناها تتعدد كثيرا وستزداد مع كل يوم) ممن يكره الدولة الإسلامية إن هؤلاء الناس وأمثالهم هم أفضل هدية يهديها الغرب #للدولة_الإسلامية لأنها تظهر الأمور على حقيقتها وتدعم المقولات الأكثر تطرفا عند أتباع الدولة.  

No comments: