Thursday, January 30, 2014

مازالت الثورة لم تصل بعد إلى فكر هؤلاء:

الثورة أيها الأخوة ليست عملية تغيير صاحب القرار،  وليست نقلة مهمة تعيينات الرئيس من "الجبهة التقدمية" إلى "الهيئة السياسية للإئتلاف."  الثورة علاقات جديدة تلد من رحم الآلام وتحبو في قعر الخنادق وترضع من أمل السماء. ولكنها لن تكون أبدا تحمل جينات  "التيارات السياسية" التي اسنت في مستنقع الركود الفكري طال نصف قرن من الإستبداد. فالفرق بين هذه التيارات وبين النظام أن النظام سبقها للطغيان، ومن حقنا أن نسأل ماذا لو كان هؤلاء سبقوا النظام للسلطة في الستينات هل سنكون اليوم نقاتل ضد احدهم أو أحد أبناءهم؟
لذلك علينا أن ننتبه كثيرا لما يقال اليوم،
ففي الدقيقة 22:28 من مقابلة غادة عويس مع ميشيل كيلو
"غادة:  أي شخصية يعني (الرئيس) مثل ماذا؟
ميشيل:  يعني مابعرف في بسورية ناس كثير هيك،  برهان غليون مثلا، تتوفر فيه المواصفات مثل هذه المواصفات، شخص عالم وفهيم، متواضع وابن شعب، ومتابع للبلد وناضل كثيرا في حياته إلى أخره، في كثيرين مثله.."
من التحدي هنا أن نعلق على هذا الكلام ودون أن نسيء للكتور برهان غليون،  فهو حُشر في الحديث ولاناقة له به ولاجمل.
ولكن علينا أن ننتبه للحالة الفكرية التي تختبئ في هذا الكلام،  فكأن المتحدث يعتبر أن القضية بالنسبة للشعب السوري محسومة، واحب أن أذكر أنه حتى الجولاني أمير "جبهة النصرة" لم يجرؤ في أحاديثه أن يطرح رؤية أحادية مثل هذه  بل ومشفوعة بشخصية جاهزة كما يفعل ميشيل.  


وهنا أنا لا أحمل ميشيل كيلو - أو غليون وحده - هذه الجينات التالفة، بل نحن رأينا نفس المنطق في مكان آخر من سورية يعتبر "الثورة" هي أن تمحي صور الأسد من المناهج الدراسية وترفع مكانها صور قادة الإئتلاف أو صور قادة الجبهات بغض النظر عن نصيبهم من البطولة.  فكل هذه الحالات تصرخ عاليا بأن "الثورة" لم تصل إلى عقل هؤلاء بعد.   

No comments: