لابد للشرفاء من وقفة
اليوم قبل الغد:
هناك أخطاء قاتلة
ترتكبها المعارضة المسلحة في الثورة السورية،
الخطأ الأول القاتل هو تصرفات دولة العراق والشام التي لم يستطع المخلصون
فيها التميز بين فرض الساعة والفرض في المعنى المطلق؛ فزرعت بذار الشقاق في صفوف الثورة بتصرفاتها
التي لا أساس شرعي لها والتي صبت كلها في اتجاه تمزيق الثورة و في مصلحة
النظام.
الغلطة القاتلة
الثانية تقوم بها القوى العسكرية الأخرى بمافيها جبهة النصرة لقتالها للدولة وأقتتالها
فيما بينها، فعما قليل ستجد نفسها عارية
وأن ماكانت تعتقد بنفسها من أنها قوى "الوسط" ستتحول بذاتها إلى قوى "متطرفة"
(نقول متطرفة مزاجا) مع غياب القوى الأكثر تطرفا منها. أما المعارضة التقليدية فستجد نفسها تتحول إلى
لعبة بيد النظام الأسدي أو مطية بيد المجموعة الدولية.
نحن بأشد حاجة لأن
ننسى كل ما هو متعارف عليه من أدبيات الغرب اليوم : إرهاب اسلامي، ديمقراطية، عنف إلخ... ونعيد رص الصفوف، نحن بأشد الحاجة لـ"مبادرة جديدة" يقودها
علماء سورية الأصيلين يفرضون احترامهم بعملهم وتاريخهم، ويضاف لهم مرجعياتنا
الفكرية الأصيلة التي لم تدنس نفسها بترهات السياسة الشرقية والغربية للخروج بنا
من النفق المدمر الذي دفعنا إليه النظام.
مالم يدرك جميع الأطراف خطورة المرحلة التي نعيشها ولاسيما أولئك المؤمنون
بالجهاد فإن المعادلات ستكون خاسرة لسورية، وتكاليف نجاح الثورة ستتراكم
تصاعديا. إنني أجد أنه من المسؤوليات
التاريخية أن يسارع هؤلاء إلى استشراف المسؤولية وتأدية الأمانة التي تفرضها
الأزمة على الأمة، فإن لم نفعل فإن لهيب
المحرقة لن يقف على حدود سورية الصغيرة. وأنني على ثقة كاملة بأن يكون الأستاذ
عصام عطار الأب الروحي لمثل هذه المبادرة وأن يحمل ثقلها الشعبي كل من الشيخ أسامة
الرفاعي والشيخ سارية الرفاعي حفظهم الله. وأحب أن أسمع من الأخوة أسماء جديدة
تضاف لهؤلاء الثلاثة الكرام.
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم-: ( ألا لا يمنعنَّ أحدكم رهبةُ الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده، فإنه
لا يقرب من أجلٍ ولا يباعد من رزق، أن يقول بحق، أو يذكر بعظيم ). وعن أبى سعيد قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يحقرن أحدكم نفسه، قالوا: يا رسول الله، كيف
يحقر أحدنا نفسه؛ قال: يرى أمرًا لله عليه فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله -
عز وجل - له يوم القيامة. ما منعك أن تقول في كذا وكذا؛ فيقول: خشية -الناس، فيقول:
فإياي كنت أحق أن تخشى.