Saturday, March 09, 2013

يوم سقوط القصر


من كتاب "تحقيق المرام في فتح بلاد الشام" 

            و كتب المؤرخ المعروف بـ"الحافظ الشامي" رحمه الله أن المجاهدين تأخروا على موعدهم الذي تواعدوه فلم يتمكنوا من دخول القصر الجمهوري إلا  بعد الظهر، وقد كان أن تواعدوا على أن يكون الدخول بعد الفجر،  فأخروا الوصول لِما تبين لهم أن فرعون الأمة بشار الأسد دعى جماعته وكبار زبانيته للقصر كملاذ آمن له ولهم، يدير منه معركته.   فقررالمجاهدون التأخر إلى ما بعض الظهر لكي يفسحوا للجميع بما فيهم بشار الوصول إلى القصر ويسهل أخذهم أجمعين،  ولو أنهم دخلوا القصر قبلها لما اجتمع فيه كل الزبانية.   وهذا من توفيق الله،  فكانت هذه الخيرة مما أختاره الله، فقد ساق الله بحكمته بشار وكبار مجرميه للقصر ومكن الثوار من رقابهم في وقت واحد، وأراح الله بذلك من مطاردتهم فردا فردا في أرجاء البلاد. وعمت الفرحة وخر المجاهدون سُجُّدا شكرا لله على زوال الغمة، وخرت معهم دمشق ساجدة سجود الشكرحتى النصارى من أهلها ومن غير المسلمين. فكنت ترى الناس ساجدين في قارعة الطرقات،  حتى من كان في مركبه أوقف المركب وخر ساجدا أمامه. وكأن الثورة جعلهتم على قلب واحد.  ويومها أعلن زعيم المجاهدين، بأنه معلم إبتدائي وحلمه اليوم أن يعود إلى مدرسته وطلابه، وأن الوقت آصبح للبناء مناسبا، وأنه علينا أن نعيد المآذن والصوامع إلى ماكانت عليه وأحسن.  
            وفي زحمة الفرحة في ساحة القصر كان هناك رهط من النسوة اللاتي حاربن مع أخوانهم من الرجال قد اجتمعن، وتصايحن أن انطلقن إلى منزل الشيخ المعروف بـ"البوطي"  فقد كان من علماء الشيطان والطاغية، وقد ساهمت فتاواه وخطبه بطول عمر النظام بعد أن درج على توظيف الدين لخلق روح العبودية والذل في قلوب العامة.  فصاحت أحدى النساء بأن "البوطي هو منا نحن معشر الأكراد ونحن أحق به منكم"  فانطلقن جميعا إليه وكانت الكرديات أول الواصلين إلى بابه، ودخلن جميعا عليه عنوة بعد أن هرب حراسه وسائقه، وأشبعنه ضربا بأحذيتهن وتركنه في أذل حال، ويقال أنه عاش بعدها خمس سنوات وهناك من يقول سبع سنوات، والله أعلم، لم يخرج من داره لذله وهوانه.  فحتى الموت لم يعطه الله ذلك إلا بعد أن رده إلى أرذل العمر فلايعلم بعد علم شيئا. 
وفي تلك اللية لم تنم دمشق من الفرحة إلا بعد صلاة الصبح،  فقد كانت فرحة لم تعرفها لخمسين سنة مضت. ويروى من الطرائف لفضيلة ذلك اليوم أنه قد صلى جميع أئمة دمشق يومها صلاة الصبح قارئين سورة النصر دون تواعد بينهم،  بل ان الأخبار تواردت بأنه الكثير من الأئمة  في العالم صلوا بها في تلك اليوم حتى في أندونيسا والسنغال. 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 
إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً {2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً  


No comments: