Friday, December 16, 2011

لوعة الشوق أين تذهب بعد اللقاء


 قد اختلف معك أخي الإنسان،  بل قد أجادلك بحثا عن الحق ساعات طوال،  ولكنني لن آذيك أبدا لأنني عندما أنظر لك لا أراك بل:

أرى  ليالي طويلة قضاها ابواك بالسهر على حافة فراشك يحلمان بمستقبلك. فهل فكرت بأحلامهما؟

أرى ذلك الشعاع من النور الذي يصل قلب أمك على الأرض يصلها برب العالمين تتوسل  لك الشفاء.  فهل رأيت وصلا للسماء بمثل هذا الطهر؟

أرى ذلك البريق في عيني جارك وهو يراك بطرف عينه ترفع الأذى عن الطريق في حارتك. فهل أنتبهت كم ضياء نشرت حولك؟    

أرى ذلك الأمل الذي لمع في قلب معلمك وهو يسمع أولى إبداعاتك وهو يسأل نفسه لعله يكون هذا البطل المطلوب.  فهل شعرت بالأمل الذي تزرعه في طريقك؟

فإذا كنتَ صغيرا أرى فيك الأمل أنت تكون ابن الرومي، أم حافظ ابراهيم، ولعلك من سيجد دواء لمرض مستعص.  
وإن كان تقدم بك السن فلعل ابنك أو ابنتك من سيكون السبب لحلم بغد أجمل، و نور يصلنا بالله سبحانه ولو لدقائق، أو ضياء يلمع في حياتنا، أو أمل يدغدغنا،  
وهنا لا تهمني فيما إذا حققت كل هذا أم لا فهذه المشاعر والآمال مطلوبة بذاتها ولولاك لما كانت.  فهل فكرت في جمال لوعة الشوق أين تذهب بعد اللقاء وكذلك الحلم والنور فهي تلك التي تجعلنا أنسانا. 
فهل تنقص أي من هذه الصفات حسب دينك أو معتقدك أو جنسك أو عرقك... 
هل تعرفون أحدا لا يملك كل هذا بسبب من الأسباب... 

1 comment:

Anonymous said...

من اعمق وارق وارقى ما قرات عن التواصل بين البشر..استاذ محي الدين..لقد لامست كلماتك قلبي ككلمات جبران ..احييك ايها الانسان
خديجة