سألني البعض عن مقولة اللبواني المتداولة هذه الأيام:
في الحقيقة السؤال يجب أن يوجه للبواني نفسه. ولكن إن
سألتني لماذا يقول هذا؟ فالسؤال
"لماذا" اهم من أي الأسئلة الأخرى، فهي تعكس عقلية اللبواني ورؤيته
لمراكز القوى في سورية. والجواب السهل: "مراهقة سياسية"؛ ولكن يمكننا أن
نستخلص بعض ملامح رؤية اللبواني للوضع:
فاللبواني لايهتم بأن يثير حفيظة الأخوان وعدائهم
والكثيرمن المعارضيين الاقصائين على شاكلته، و يظن أنه يكتسب مرجعية ومصداقية
غربية عندما يهاجم الأخوان، ومن جهة ثانية ماالذي حققه بهذه الهجمات؟ فهو لم يحقق
شيئا من هذا الكلام. فإذا افترضنا بأنه شخص "رشيد سياسيا"،
فكلامه هذا لم يكن يوجهه للشعب السوري بل كان يوجهه لمن يروق له هذا الكلام
وبالتخصيص الغربيين وليس كلهم بل المقربين من الجناح العلوي البديل في النظام .
وهكذا نرى ان اللبواني يعتبر أن "الغربي"
هو صانع الملك في سوريا وأنه يريد أن يكون المرشح الأول لمنصب الملك. وبهذه
الطريقة نفهم أحاديثه السابقة خلال الاشهر الماضيات التي وجهها لطائفة العلوية.
إذا لايهم اللبواني أن يرضى عليه الشعب السوري ولا أن
يغضب، أو أن يحاول تحقيق مصالحه طالما أنه ينصب نفسه عدوا للأخوان (طبعا ومن
وراءهم المسلمين) ومن هنا نفهم أن السيادة ونصر الثورة مرتبط في ذهن اللبواني
برضاء الغربي أو "وكلائهم" في المنطقة. طبعا وهذا مبَرّر في فكر
الكثيرين ممن رأى الغرب ينصب ملوك سوريا منذ الستينات.
ونحن نفهم أن المعارضة العلمانية تستبيح لنفسها مثل
هذه المواقف من وقت لآخر، ولكن هذا يجب أن يتم من خلال آليات توزيع الأدوار، فقبل
الثورة بسنة خرج عضو الأمانه العام لأعلان دمشق في الخارج "من أعضاء "حزب
الشعب" ليعلن: "لن نسمح للأخوان التواجد في قناة بردى" في ذلك
الوقت كنتُ اشغل منصب "امين سر الأمانة العامة" طبعا كان كلاما ارتجاليا
لم يُستشر أعضاء الأمانه وحصل جدل حول الموضوع، ولكن كان ااعلان دمسق أقوى، ويمكنه
أن يفتح المجال لاستيعاب مثل هذا المواقف، بل يمكنه أن يستفيد من تنوعنا الداخلي،
أما اللبواني اليوم فهو يتكلم باسمه ولا ينتمي لهيكلية تنظيمية ثابته تحميه من
مغبات مثل هذه الشطحات الطائشة. إنه يعلن انفتاحه ورغبته ببيع نفسه للشيطان طالما
يتم تنصيبه.
ولانعتقد أنه الوحيد بهذا الموقع، فهناك الكثيرون من
فُرادى المعارضة الذين يسعون للموقع دون مرجعية حقيقية في الشارع السوري، ولكن
اللبواني أكثرهم شجاعة، فالآخرين لانراهم اللهم
إلا إن كنت ترى ما وراء الأبواب المغلقة.
من ناحية أخرى لا ينتبه لها اللبواني أن من كان يتحدث
معه المدعو "ثائر" هو من ابناء الأخوان (من جيل ما بعد تدمر) وأنه مثله
مثل اللبواني يرى ان العمل السياسي هو عمل "انتهاز الفرصة" فإن لم يكن
معهم رجل ثالث في الأجتماع لماذا يمرر هذا المضمون للأعلام!
أحيانا كثيرة التفرد بالعمل والأكتفاء منه بالكلام
يصيب الفرد بأوهام لا أصل لها، فيتحول الكون للمتفرد إلى مسرح ياباني تتقاتل فيه
ظلال اشخاص يحسبها الفرد حقيقية.
نص الخبر:
"تداول ناشطون سوريون تسجيلا صوتيا لمعارض سوري معروف بعلاقاته مع
إسرائيل و"العرب المعتدلين"، يدعو فيه إلى محاربة الإخوان المسلمين
باستخدام الأساليب التي اتبعها النازيون سابقا.
وفي التسجيل المنسوب للمعارض السوري
كمال اللبواني، يتوجه بالحديث إلى شخص اسمه ثائر، ويقدم له نصائح في كيفية تشويه
سمعة الإخوان المسلمين.
ويقول اللبواني في التسجيل الذي يبدو
أنه عبارة عن رسالة صوتية: "أخي ثائر.. أنا نظريتي في حرب الإخوان تقوم على
الشكل التالي: كل ما تلقط (تكتشف) شغلة غلط بس (فقط) اذكر اسم الإخوان معها.. كل
ما تلقط شغلة غلط.. شغلة فاضحة أو كذا تذكر الإخوان معها.. بتلاقي (تجد) أنه يرتبط
بذهن الناس: الإخوان مع الفساد، الإخوان مع الجرائم، الإخوان مع كذا".
ويضيف: أنا دائما كل ما تطلع شغلة
قصتها بشعة كثير بزت (أرمي) كلمة الإخوان".
ويتابع ضاحكا: "هيك (هكذا) بحارب
أنا.. بعتمد على النظرية النازية في الإعلام.. مدرسة أنا في الحرب الإعلامية..
فهمهم.. فهمهم (أشرح لهم) ما بيعرفوا"، دون أن يتضح المقصودون بهذا الخطاب.
ولم تتمكن "عربي21" من
التحقق من صحة التسجيل، كما لم تتمكن من التثبت من تاريخه أو حقيقة شخصية
"ثائر" الذي كان يوجه اللبواني حديثه إليه."
محي
الدين قصار
14/7/2020